فيما تتواصل المفاوضات بين مكونات"الائتلاف"الشيعي لتسمية مرشحه لمنصب رئيس الوزراء، أكد الرئيس جلال طالباني في بغداد امس ان"الأطراف والقوى السياسية ستراعي في تشكيل الحكومة المقبلة الاستحقاقين الوطني والانتخابي معاً". مشيراً الى ان الأكراد"سيحرصون كل الحرص على ان يكون تمثيل القوى السياسية في الوزارات وفق الاستحقاق الانتخابي والتزاماً بمبدأ الديموقراطية". وتوقع ان يتم تشكيل الحكومة خلال شهر. الى ذلك، لمح عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية والمرشح لمنصب رئيس الحكومة المقبلة إلى ان"الائتلاف"حسم موقفه في تسمية مرشحه لرئاسة الحكومة وبالتوافق. وأشار في حديث الى"الحياة" في بغداد، الى ان"التوافق هو عصب آلية اتخاذ القرارات داخل الائتلاف وتسمية رئيس الوزراء أمر محسوم". من جانبه لمح حزب"الفضيلة"، احد مكونات"الائتلاف"الى احتمال انسحاب مرشحه لمنصب رئيس الوزراء نديم الجابري لصالح عبد المهدي"اذا تعهد تحقيق مطالب الحزب، خصوصاً ما يتعلق بمنحه احد المناصب السيادية". في الوقت ذاته نفت جبهة"التوافق"خبر ترشيح زعيمها عدنان الدليمي لمنصب رئاسة الجمهورية مشيرة الى ان"مكونات الجبهة لم تحسم موقفها بعد من المشاركة في الحكومة وأنها في انتظار موقف ناخبيها من الموضوع". وقال الرئيس العراقي في مؤتمر صحافي مشترك مع وفد مجلس العموم البريطاني الذي يزور العراق حالياً"اننا ندعو الى اقامة حكومة وحدة وطنية تؤمن بالتوافق والديموقراطية والفيديرالية والادارة المشتركة من جميع الاطراف الممثلة في البرلمان، ويجب ان يتفق الجميع على العمل معاً في ادارة برنامج مشترك للحكومة". ووصف طالباني علاقة"التحالف الكردستاني"و"الائتلاف"ب"الاستراتيجية الا اننا نأمل بأن نتحالف مع قوى واحزاب اخرى من بينها جبهة التوافق والكيانات التي يمثلها كل من علاوي والمطلك". واكد ان"الاطراف التي رشحته لولاية رئاسة ثانية وعدت بتوسيع صلاحيات رئاسة الجمهورية، بما يمكنها من المشاركة بفعالية في هذا الاجراء من دون اي تعديل دستوري". وتوقع ان"يتم تشكيل الحكومة المقبلة خلال شهر"، معرباً في الوقت ذاته عن تفاؤله بأن"يكون هذا العام عام سلام ووئام بين جميع اطراف الشعب العراقي"، ولافتاً إلى دعمه وتأييده"تشكيل وحدات شعبية مسلحة ضد الارهابيين"في الرمادي. وذكر طالباني ان مجلس العموم البريطاني كان متعاطفاً مع الشعب العراقي، وقال:"كانت هناك اصوات مساندة داخل مجلس العموم البريطاني للشعب العراقي، ومؤيدة لنضاله ضد الديكتاتورية واليوم لنا مساندة كبيرة من الاصدقاء البريطانيين في حربنا ضد الارهاب وسعينا لتشكيل حكومة وحدة وطنية". من جانبه قال مايك كيبس من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم ان الوفد الزائر سيقوم بجولات في العراق"ليطلع على التطور الحاصل على صعيد الامن واعادة الاعمار". واضاف:"نحن ندرك التحديات التي تواجه العراقيين ولكننا واثقون من أنه من خلال الوحدة والتعاون سيسير العراق نحو الافضل، كما اننا واثقون من أن العلاقة بين شعبينا وبرلماني البلدين ستكون افضل في المستقبل". ورحب بإقامة"الأقاليم في العراق، شرط ان تقام باختيار الشعب". لافتاً الى ان الحكومة البريطانية"لن تتدخل في تشكيل الحكومة المقبلة التي نتمنى ان تكون حكومة وحدة وطنية قوية". من جهة أخرى، قال الشيخ محمد الحميداوي عضو المكتب السياسي لحزب"الفضيلة"ل"الحياة"ان"توزيع المقاعد التعويضية أثار مشكلة داخل الائتلاف، خصوصاً بين الكتل الصدرية وقيادة الائتلاف التي اتبعت سياسة الأمر الواقع، ونقضت الاتفاق المبرم بينها وبين قيادة الحزب حتى باتت حصته من المقاعد التعويضية مقعداً واحداً بدلاً من خمسة". وأكد الحميداوي أن التوجه العام داخل"الائتلاف"يميل الى اختيار عبد المهدي رئيساً للوزراء، مشيراً الى أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري"اتبع معنا سياسة الالغاء".