بدأ السنة في العراق يقبلون على التطوع في الشرطة والجيش، بعدما حصلوا على وعود أميركية بتسليم أبنائهم الأمن في مناطقهم، خصوصاً في الأنبار والرمادي. لكن الخوف من تعرضهم لعمليات انتقامية من المتشددين، مثل جماعة"تنظيم القاعدة"بزعامة الاردني أبي مصعب الزرقاوي أجبرهم على التوجه الى مراكز التطوع في بغداد. وأعلن الجيش الأميركي أمس وصول 400 متطوع من أهالي الأنبار صباح أمس لمتابعة دوراتهم التدريبية بعيداً عن عيون الجماعات المسلحة التي سبق أن أبلغتهم رسالتها الدموية عندما فجر انتحاري نفسه بين مئات المتطوعين في الرمادي، ما أدى الى مقتل 85 شاباً شيعت المدينة جثامينهم في جنازات فردية صامتة، على عكس عمليات التشييع التي جرت لأقرانهم من ضحايا تفجير مماثل في كربلاء. وأكد بيان أميركي أمس ان"نصف المتطوعين الذين وصلوا الى بغداد من الرمادي، فيما قدم الآخرون من القائم قرب الحدود السورية التي خضعت لسلسلة عمليات خلال العام الماضي لتطهيرها من المسلحين". وأكد محافظ الأنبار السابق وأحد زعماء العشائر فيها فصال الكعود ل"الحياة"إن"اقبال شباب الأنبار على التطوع في القوات الأمنية ينبثق من رغبتهم في الاشتراك في المحافظة على مناطقهم، وعدم اقتصاره على سكان مدن الجنوب الشيعية الذين انضموا الى هذه الأجهزة بكثافة"بعد سقوط نظام صدام حسين. وقال إن"الإقبال على مراكز التطوع في الفلوجة أكثر منه في الرمادي التي عزف بعض أبنائها عن الانخراط في الأجهزة الأمنية، خوفاً من الجماعات المسلحة التي تنظر الى جهازي الشرطة والجيش على أنهما لمساندة قوات الاحتلال الاميركي"، لكنه زاد أن"أهالي المدينة بدأوا كسر حاجز الخوف، رغبة منهم في توفير حماية محلية للمحافظة تحول دون تدخل القوات الاميركية". وزاد أن"وجهاء العشائر في الأنبار حصلوا على وعود أميركية أن يكون المتطوعون من الرمادي قوة حماية للمدينة، بدلاً من القوات الحكومية التي فشلت في تطهيرها من الجماعات المسلحة". الى ذلك، قال أبو محمد الدليمي، والد احد المتطوعين، إنه فقد احد أبنائه في الهجوم الانتحاري في 5 كانون الثاني يناير الماضي في الرمادي، لكنه أصر على ارسال نجله الثاني معمر الى مركز التطوع، لأنه يعلم ان"مشاركة المدن السنّية في بناء الأجهزة الأمنية أمر ضروري يكفل للأهالي توازناً سياسياً في المستقبل إذا حصلت تغييرات في الخريطة العراقية". وتؤكد معلومات متطابقة حصلت عليها"الحياة"ان أئمة المساجد في الأنبار دعوا الشباب الى التطوع في صفوف الشرطة والجيش، وأيدتهم في ذلك بعض الفصائل المسلحة على رغم اعتراضات فصائل أخرى، بينها تنظيم الزرقاوي. من جهة أخرى، أكدت الحكومة الألمانية ان عناصر استخباراتها في بغداد"نقلوا معلومات"عام 2003 الى الاستخبارات الأميركية لتفادي استهداف مؤسسات مدنية في القصف الاميركي مثل المدارس والمستشفيات والسفارات. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية مارتن ياغر ان عملية نقل المعلومات تندرج في اطار"تبادل منتظم مع الجانب الأميركي". ولفت الى ان وزير الخارجية الحالي فرانك فالتر شتاينماير، الذي كان يومها مدير مكتب المستشار غيرهارد شرودر ومكلفاً التنسيق بين أجهزة الاستخبارات، شارك في اتخاذ قرار افضى الى ابقاء اثنين من عناصر الاستخبارات الخارجية الالمانية بي ان دي في العراق. أمنياً، أعلن ناطق أميركي ان طيارين اميركيين قتلا أمس بتحطم مروحيتهما قرب الموصل شمال. وأوضح المصدر في بيان"ان التحقيق جار في اسباب تحطم المروحية"التي تستخدم للاستطلاع وهي من طراز"كيووا". في واشنطن، علمت"الحياة"ان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني سيبدأ قريباً جولة في المنطقة يزور خلالها مصر والسعودية للبحث في المسألة العراقية فضلاً عن العلاقات الثنائية.