جاء افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان القاهرة الدولي للاغنية مساء الاحد في دار الاوبرا المصرية باهتاً ولم تنجح مراهنة منظمي المهرجان على شعبية المغنية اللبنانية نانسي عجرم في جذب جمهور الأوبرا. بدا ذلك واضحاً منذ اللحظات الأولى لحفلة الافتتاح مع تغيب الوسط الفني والغنائي المصري عنها. وما زاد في إلقاء ظلال على الحفلة تأخر وزيري الثقافة فاروق حسني والسياحة احمد المغربي في الحضور في الموعد المحدد لانطلاقته. وأدى ذلك إلى اختصار الوقت المخصص للمغنين المشاركين لأداء وصلاتهم. واستطاع المطرب السوري نور مهنا ان يسحب البساط كاملاً من تحت قدمي نانسي عجرم وشيماء سعيد اللتين شاركتاه حفلة الافتتاح. إذ حظي بالتصفيق الطويل خصوصاً بعد أداء أغنية"سلمى"من دون مشاركة الفرقة الموسيقية في تطريبات مختلفة. ولم تحظ المغنيتان سوى بتصفيق محدود اعتبر نوعاً من المجاملة. وتغيبت المطربة ليلى نظمي عن حفلة الاحتفال، على رغم الإعلان مسبقاً عن تكريمها في المهرجان إلى جانب الشاعر الراحل صلاح جاهين والموسيقار عمار الشريعي ومهنا وعجرم. وتخلل حفلة الافتتاح تقديم جزء من العرض المسرحي الراقص"سمرقند"لوليد عوني لفرقة الأوبرا للرقص المسرحي الحديث وتبعه تقديم فرقة التانغو الأرجنتينية مجموعة من رقصات التانغو التي لاقت الكثير من التصفيق والترحيب. وكان عدد من النقاد المصريين انتقدوا إدارة المهرجان على تكريم نانسي عجرم الى جانب اسماء مهمة مثل الراحل صلاح جاهين وعمار الشريعي، مشيرين إلى فشلها عام 1998 في الفوز بأي من جوائز المهرجان الذي يعود لتكريمها بعد سبع سنوات من رفضه لها. إلا أن إدارة المهرجان رفضت هذه الانتقادات واعتبرت ان عجرم استطاعت ان تطور في مسيرتها الفنية الى جانب أن المهرجان يسعى الى تكريم الأجيال المختلفة وهي من بين الأجيال الجديدة التي تستحق التكريم إلى جانب توقعهم الذي خاب بأن حضورها سيحقق شعبية ليلة الافتتاح. وتحظى مصر بمشاركة فنية محدودة في المهرجان، إذ تغيب جميع نجوم الغناء الذين شاركوا في حفلات دوراته السابقة الى جانب الحضور المكثف من الدول العربية التي تغيبت ايضاً هذا العام بعد الغاء المسابقة الرسمية. ويبدو ان ادارة المهرجان ادركت هذه الحقيقة فقررت بدءاً من العام المقبل اعادة المسابقة الرسمية للمهرجان ومنح جوائز نقدية للفائزين بعد ان اصبحت ادارة المهرجان مشاركة بين وزارتي الثقافة والسياحة بعد تسوية مسألة التنظيم.