يستعد طاقم فيلم"العروس السورية"للرد على دعوى قضائية فاجأت الأوساط الإعلامية، تقدم بها كاتب سيناريو إسرائيلي يدعى غيري برينيت ضد شركة"غلوبس غروب"للإنتاج السينمائي والمخرج عيران ريكليس وكاتبة السيناريو والإعلامية الفلسطينية سهى عرّاف وشركة ألمانية وأخرى فرنسية، متهماً إياهم باقتباس سيناريو تابع له وتجاوز حق الملكية الفنية واستخدامها في فيلم"العروس السورية"الدعوى رفعت على يد المحامي ناحوم غابريئيلي في إحدى المحاكم المركزية في تل - أبيب يافا. وكان السيناريست غيري برينيت منذ العام 2002 تقدم بمشاريع سيناريوات واقتراحات لإخراج أفلام لشركة"غلوبس غروب"الإسرائيلية منتجة الأفلام العالمية وهو يدّعي أن فيلم"العروس السورية"الذي اشتهر أخيراً ثم اقتباس أجزاء منه من أحد سيناريواته بلا إذن مسبق منه. استطاع فيلم"العروس السورية"الذي بدأ عروضه في الصالات الإسرائيلية والعالمية نهاية العام الماضي أن يحظى بشهرة محلية وعالمية تخطت توقعات النقاد، فعلى رغم أن عدسات الكاميرات كانت مسلطة على خطوط التماس الفلسطينية - الإسرائيلية في الأعوام الماضية ناقلة بكل لغات العالم صور الحرب المأسوية التي اختلفت الصحف العبرية حول تسميتها، استطاع المخرج اليهودي التقدمي عيران ريكليس وكاتبة السيناريو الفلسطينية - الفرنسية سهى عرّاف ان يسافرا شمالاً ليخرجا فيلماً عن المعاناة الاجتماعية التي يعيش تحت وطأتها المواطنون العرب الدروز في مرتفعات الجولان. تتمحور أحداث الفيلم حول قصة زفاف فتاة من قرية مجدل شمس يعقد قرانها على مواطن من ديانتها من سورية وكيف أن روتين العراقيل البيروقراطية لا يتعاطف مع المشاعر الإنسانية ويبقى العريس والعروس في مكان ما معزولين بانتظار إجابة أو تأشيرة الدخول، مأساة الفتاة تتمثل بعدم تمكنها من العودة لزيارة والديها في مسقط رأسها مجدل شمس ويلقي الفيلم الضوء على تفاصيل الحياة الاجتماعية في تلك المنطقة المتنازع عليها، ولعل فيلم"العروس السورية"يذكرنا بفيلم الحدود من أعمال الفنان السوري الشهير دريد لحام، وهنا يقدم ريكليس الحقيقية والصورة الفوتوغرافية النابضة بالحياة عن تراجيدية الواقع في حياة هذه الأقلية كما يعبر عن الحواجز النفسية والجغرافية التي تفصل بين الإنسان وعالمه الذي ينتمي اليه اجتماعياً وثقافياً. جوائز حاز الفيلم وهو من انتاج اسرائيلي أوروبي مشترك أربع جوائز في مهرجان مونتريال الدولي لعام 2004 كما حاز جائزة الجمهور في مهرجان لوكارنو ومهرجان غانيت في العام نفسه وعلى الجائزة الكبرى في مهرجان أوكازار، لعب أدوار البطولة في الفيلم ممثلون فلسطينيون مكرم خوري ومارلين بجالي وأشرف برهوم والممثلة هيام عباس التي فازت بجائزة أفضل ممثلة عن هذا الفيلم في مهرجان باستيا 2004 وسواهم. ولد المخرج اليهودي التقدمي عيران ريكليس عام 1954 في إسرائيل لكنه تربى وعاش في مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك الفرنسية في كندا وتنقل بين نيويورك وريو دي جانيرو وبريطانيا حيث درس الإخراج في المدرسة القومية للسينما في بيكونسفيلد وبعد تخرجه أخرج فيلماً بعنوان"نرى دمشق في يوم مشمس"الذي صُور في مرتفعات الجولان غير بعيد عن مكان تصوير فيلم"العروس السورية"، وأخرج فيلم"زوهار"عن تجربة المطرب اليهودي اليمنيّ الأصل زوهار أراغوف وانتحاره التراجيدي وتأثره بالموسيقى العربية، كما أخرج فيلماً بعنوان"نهايات الكأس"الذي فشل تجارياً في إسرائيل ونال شهرة أوروبية وأميركية، حظيت أفلام ريكليس خلال السنوات بإطراء النقاد في الصحف العالمية الرصينة، وبعد انطلاقة القناة الإسرائيلية الثانية مطلع التسعينات وتحرر الإعلام المرئي من تقييدات القناة الرسمية، أنتج وأخرج لها كثيراً من المسلسلات الدرامية والأفلام التي تعكس واقع الفسيفساء الاجتماعي الفلسطيني والإسرائيلي من زوايا نظر مختلفة لكنه في الوقت نفسه لم يتوقف عن توجيه الانتقادات التي لا تخفي موقفه الإنساني المعارض للاحتلال على غرار ما تجلى في فيلم"العروس السورية".