يعتبر الدروز "ضحايا" حرب عام 1967 العربية - الاسرائيلية، اذ هناك نحو 18 الف درزي يعيشون في مرتفعات الجولان التي كانت جزءاً من سورية قبل ان تحتلها اسرائيل وتضمها لاحقاً. ويلقي المخرج السينمائي الاسرائيلي إيران ريكليس في فيلمه "العروس السورية" الضوء على الدروز بمسحة لطيفة وعاطفية من خلال قصة البطلة منى التي تجد نفسها في مواجهة سلسلة من الحواجز الجغرافية وتلك المبنية على التفرقة بين الذكور والاناث. وبلغت تكاليف الفيلم مليوني يورو 2.45 مليون دولار ويعرض حالياً في مهرجان لوكارنو جنوبسويسرا السابع والخمسين للسينما من انتاج فرنسي - الماني - اسرائيلي. والدروز عرب حاولت اسرائيل منذ 1948 التشكيك في انتمائهم الى امتهم العربية، وتضم ديانتهم جوانب من ديانات اخرى، ولا يسمح للغرباء منذ قرون بالانضمام اليها. اما منى، الشخصية الرئيسية في الفيلم التي تلعب دورها كلارا خوري، فهي امرأة تعيش في قرية مجدل شمس في الجولان، وهي على وشك الزواج من نجم تلفزيوني سوري. لكن، كغيرها من الدروز، لم تحصل منى على الجنسية الاسرائيلية، كما انها لا تحمل جواز سفر سورياً أيضاً. وتدرك منى ان مغادرتها قريتها في الجولان، يعني انها لن تتمكن ابدًا من العودة ثانية لرؤية عائلتها. ويفترض ان يكون يوم عرسها افضل ايام حياتها، لكن عقبات غير متوقعة تظهر برفض كل من الجنود السوريين والاسرائيلين قبول اوراقها. وفي فترة قصيرة تجد نفسها في المنطقة العازلة بين الطرفين، وتبدو من ورائها اعلام اسرائيلية مرفرفة ترحب بالزائرين. ويتضمن الفيلم انتقادات لاسرائيل، إلا ان المخرج اوضح انه لم يواجه مشاكل في عمله كما انه لم يخضع للرقابة. وقال ريكليس: "بعكس ما يعتقده الناس في اوروبا، من السهل جداً انتاج افلام سياسية في شأن افكار رئيسية تتعلق بالعرب". وصورتر مشاهد الفيلم، ومعظم شخصياته من الفلسطينيين، في الجولان من جانب فريق سينمائي اسرائيلي بمساعدة فنيين فرنسيين وألمان. وتكمن قوة الفيلم في تصويره حياة عائلة عربية، كل فرد فيها يعاني من الاحباط والحزن الشديد. فالاب دأب على محاربة الاسرائيليين لتحرير الجولان، لكنه الآن يتعرض للإهانة من رجال الشرطة الاسرائيلية. كما ان ابنته آمال، شقيقة منى، غير قادرة على الانفصال عن زوج متشبث بالتقاليد بشكل وثيق، في حين تزوج الابن امرأة روسية، لكن والده يواجهه بالرفض. واضاف ريكليس انه لم يصادف مشاكل في ابراز شخصيات الفيلم، مضيفاً "انها صورة دقيقة لعائلة عربية درزية، لكن كان يمكن ايضاً ان تكون قصة عائلة يهودية". ووصف الفيلم بأنه "محلي وعالمي في آن واحد". وشاركت الفلسطينية سهى عراف في كتابة سيناريو الفيلم الذي يتبنى وجهة نظر المرأة ويهاجم النظرة التقليدية والمحافظة في العالم العربي، خصوصاً تلك المتعلقة بقمع النساء. ويأمل ريكليس في ان يحقق فيلمه السينمائي المتوقع ان يبدأ عرضه في اسرائيل في تشرين الثاني نوفمبر المقبل نجاحاً واسعاً. واعرب عن اعتقاده بأن المشاهدين لن يجدوه "قاسياً جداً" لانه يتضمن روح الفكاهة، كما انه "لا يتحدث مباشرة عن الفلسطينيين" لكن عن الدروز. واضاف مخرج الفيلم: "اعتقد ان الاسرائيليين يحبذون افلاماً تتحدث عن حياتهم"، وليس فقط افلاماً كوميدية خالية من المعنى هناك الكثير منها.