اعتقلت السلطات الأسترالية 17 شخصاً يشتبه في تخطيطهم لهجوم إرهابي، بينهم رجل دين إسلامي يعتقد أنه زعيم المجموعة، واشتهر لامتداحه زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن. ويأتي ذلك بعد أقل من أسبوع على إقرار البرلمان قوانين اكثر تشدّداً لمكافحة الإرهاب. ودهمت الشرطة 23 منزلاً في سيدني وملبورن في وقت مبكر من صباح أمس، في إطار أكبر عملية لمكافحة الإرهاب في تاريخ استراليا، وتأتي في أعقاب 16 شهراً من التحريات. وشارك في العمليات أكثر من 500 شرطي ساندتهم مروحيات، وأدت إلى اعتقال ثمانية رجال في سيدني وتسعة في ملبورن. كما صودرت مواد كيماوية يمكن أن تصبح"ذات قوة تفجيرية"إذا جرى خلطها، إضافة إلى أسلحة وحواسيب ووثائق سفر وحقائب ظهر. وأصيب أحد المشتبه بهم في عنقه خلال مواجهة مع الشرطة في سيدني، بينما تعرض شرطي لإصابة طفيفة. أبو بكر وواجه المعتقلون تهماً منها الإعداد لهجمات إرهابية والانضمام إلى جماعة إرهابية والتآمر لارتكاب فعل إرهابي. ومن بين المعتقلين التسعة الذين ظهروا في محكمة ملبورن رجل الدين المسلم عبد الناصر بن بركة الملقب"أبو بكر". وتراقب السلطات الأسترالية منذ مدة"أبو بكر"الذي احتل العناوين الرئيسية للصحف في آب أغسطس بعدما أثنى على بن لادن، وقال للإذاعة الأسترالية:"أسامة بن لادن... رجل عظيم". وبعد احتجازه أمس، وجهت إلى بن بركة تهمة إدارة أنشطة منظمة إرهابية ووضع قيد الاحتجاز حتى كانون الثاني يناير المقبل. وفي سيدني، أفاد أحد رجال الشرطة أمام المحكمة أن أحد الموقوفين أراد الموت"شهيداً". واعتبر المحامي آدم هودا الذي يتولى الدفاع عن عدد من الموقوفين أن التهم الموجهة إلى موكليه"فضيحة سياسية"، مشدداً أنه"لا أدلة تؤكد تخطيط او تحضير أي منهم في أي وقت لهجوم على أي مكان". أما مفوض الشرطة الفيديرالية ميك كيلتي، فاعتبر إطلاق أحد الموقوفين النار على الشرطة"يدل على اننا نتعامل مع موضوع جدي هنا". ويأتي ذلك بعدما كشف رئيس الوزراء جون هاورد الأسبوع الماضي معلومات استخباراتية تؤكد وجود مخطط إرهابي يستهدف أستراليا. وأجرت الحكومة على وجه السرعة تعديلات لقوانين مكافحة الإرهاب تسهيلاً لاعتقال مشتبه فيهم. وفي مؤتمر صحافي في سيدني، قال رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز موريس ايما:"تفيد معلومات استخباراتية أن مجموعة كانت تستعد لتخزين مواد كيماوية ومواد أخرى يمكن استخدامها في صنع متفجرات"، مضيفاً:"تعتقد الشرطة أن المجموعة كانت تعتزم شن هجوم إرهابي في استراليا". أما مفوضة شرطة ولاية فيكتوريا كريستين نيكسون، فقالت إن الجماعة لم يكن لها هدف محتمل غير معروف، واستبعدت في شكل محدّد وجود تهديد لدورة ألعاب الكومنولث المزمع إجراؤها في ملبورن في آذار مارس، والمقرر أن تفتتحها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية. لكنها أضافت:"لدينا أدلة كافية على أن هؤلاء الناس كانوا يخططون لهجوم كبير".