أعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري أمس شن عملية عسكرية بدعم من القوات المتعددة الجنسية ل"تطهير"مدينة تلعفر القريبة من الحدود مع سورية التي قتل فيها 141 متمردا خلال يومين. فيما قتل سبعة مدنيين وشرطيان في هجمات أخرى، وعثر على 18 جثة جنوببغداد. وقال الجعفري في بيان"أصدرت أوامري بتحريك القطع العسكرية العراقية تساندها القوات المتعددة الجنسية لتحرير مدينة تلعفر"450 كلم شمال بغداد. وأعلن وزير الدفاع سعدون الدليمي مقتل 141 مقاتلاً في تلعفر خلال يومين والقبض على 197 آخرين، منذ اطلاق عملية واسعة النطاق ضد المدينة. وقال الدليمي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الوزراء:"أود أن أشير الى خسائر الارهابيين حتى الساعة العاشرة صباح اليوم أمس حيث تمكنت قواتنا من قتل 141 ارهابيا واعتقال 197". واضاف:"قتل خمسة من الجنود العراقيين وجرح ثلاثة آخرون". وزاد:"أود أن أقول لأهلنا في القائم وفي سامراء والرمادي نحن قادمون ولن يكون هناك مخبأ للارهابيين ومصاصي الدماء". وأكد أن العملية العسكرية ستكون"أقصر مما تتصورون". وقال الجعفري"بدأت هذا الصباح وفي الساعة الثانية عمليات عسكرية مشتركة في منطقة السرايا في مدينة تلعفر لحماية المواطنين وإعادة المبعدين واستتباب الأمن والنظام". واشار الى ان"هذه العملية تأتي في سياق جعل مدينة تلعفر آمنة مطمئنة من خلال تطهيرها من الارهابيين والمخربين الاجانب الذين قتلوا الابرياء وانتهكوا الحرمات وشردوا العائلات". واضاف:"سنضرب بقوة كل عناصر الشر التي تسعى لمنع الخدمات العامة وتعمل على نشر الرعب والترويع وتحاول يائسة الاجهاز على الانجازات التي حققها شعبنا الأبي من خلال حكومته المنتخبة". وكانت الحكومة العراقية اعلنت الجمعة تصميمها على اعادة الاستقرار الى تلعفر التي يتمركز فيها مسلحون عرب، وأدت أعمال العنف فيها الى نزوح كثيف لسكانها السنة والشيعة والتركمان. وأكدت في بيانها"التزامها وقدرتها"على إعادة الامن والنظام وحرصها على"إعادة المشردين الى منازلهم"في هذه المدينة. وكان الجيش الاميركي اعلن الاربعاء ان القوات العراقية المدعومة بالقوات الاميركية تمكنت من قتل او القاء القبض على مئتي"ارهابي"في غضون اسبوع واحد في تلعفر. وأضاف في بيان حول العمليات في هذه المدينة ان"قوات الامن العراقية قتلت أو اعتقلت بمساعدة الجيش الاميركي حوالي 200 ارهابي خلال الاسبوع الماضي". وتحدثت وسائل الاعلام العراقية عن نزوح كثيف لسكان تلعفر التي يقطنها ثلاثمئة الف شخص مع تصاعد العمليات العسكرية التي تدخل فيها سلاح الطيران لقصف مواقع المسلحين. وفي بعقوبة، أفادت مصادر أمنية أن سبعة عراقيين بينهم مسؤول بلدية وشرطي وضابط في الجيش قتلوا في هجمات متفرقة. وقتل مسلحون أربعة مدنيين كانوا متجهين الى عملهم في قاعدة للقوة المتعددة الجنسية شمال غربي بعقوبة. وأدى الهجوم الى اصابة ثلاثة آخرين. وفق مصدر في الشرطة المحلية. كما اصيب مسؤول في بلدية حي اليرموك في بعقوبة اصابة قاتلة في هجوم آخر. وقتل ضابط في الجيش العراقي في الخالص على مسافة 80 كلم شمال بغداد فيما قتل ضابط في الشرطة في كركوك. في بغداد، أعلن مصدر أمني مقتل اثنين من عناصر الشرطة واصابة تسعة اخرين برصاص مسلحين مجهولينخلال عملية بحث عن جثث 18 قتيلا مجهولي الهوية اعدموا بالرصاص. وقال مصدر في شرطة الاسكندرية رفض كشف اسمه"قتل اثنان من عناصر الشرطة وأصيب تسعة آخرون". وقال المصدر ان"المسلحين هاجموا عناصر الشرطة عند وصولهم الى موقع الجريمة التي اغتيل فيها 18 شخصا بعد بلاغ تلقته الشرطة عن مكان وجودهم". وأوضح:"ان القتلى كانوا ضمن مجموعة من 19 شخصا خطفوا الخميس في منطقة عبيدات القريبة من الاسكندرية 60 كلم جنوببغداد واقتادهم الخاطفون الذين كانوا يرتدون بزات عسكرية عراقية معصوبي الأعين وقتلوهم، وقد نجا احدهم من العملية وتمكن من الوصول الى قائد شرطة الاسكندرية فأبلغه عن مكان وجود الجثث". وتابع:"عثرت قوات الشرطة على جثث الضحايا في منطقة النصيفية القريبة من ناحية الاسكندرية". من جانبه اكد ضابط في شرطة الاسكندرية ان"الضحايا كانوا يرتدون ملابس مدنية ملطخة بالدماء وكانت أيديهم موثوقة وأعينهم معصوبة". وقالت مصادر محلية ان القتلى ال18 دفنوا أمس في المقبرة الشيعية في النجف. وتم اكتشاف العديد من الجثث اخيراً جنوببغداد بينها جثث 37 شخصا اعدموا بالرصاص. وأصدرت بعثة الاممالمتحدة في العراق الخميس تقريرا حول وضع حقوق الانسان اعربت فيه عن قلقها ازاء عمليات الاعدام الخارجة عن القانون مشيرة الى ان بعض عائلات الضحايا اتهمت"قوات تابعة لوزارة الدفاع"بارتكاب هذه التجاوزات. الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي انه دمر أمس في غارة جوية مخبأ لاحد قادة تنظيم"القاعدة"قرب الحدود السورية. وجاء في بيان عسكري اميركي"يبدو ان خبيراً مهماً في القاعدة يلقب بالشيخ ويجند مقاتلين اجانب كان في المخبأ عند شن الهجوم"في العبيدي على مسافة 60 كلم من الحدود السورية. وأشار البيان الى ان هذا القيادي في"القاعدة"يملك اتصالات واسعة تمتد من اليمن الى المغرب مرورا بالسعودية وسورية.