يستعد الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى لزيارتيه لسورية ولبنان، فيما تستكمل الجامعة الإعداد للاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي. ولذلك يجري موسى سلسلة مشاورات بدأها مع الرئيس حسني مبارك، قبل ان يزور السعودية بدءاً من اليوم للتشاور مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد أن يكون التقى في القاهرة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وقال موسى ل"الحياة"إن الهدف من زيارته للسعودية"تقويم ما توصل إليه في موضوع العراق والبحث في المقاربة العربية المطلوبة إزاء الموضوع السوري، خصوصًا أننا نقترب من الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق العراقي. أما بالنسبة إلى سورية فالموضوع حي وساخن ولا بد من التشاور فيه، فنحن إزاء دولة عربية مهمة، وإزاء مجتمع عربي يهمنا أن لا يُضار، كما أننا نأخذ في الاعتبار التحقيقات الخاصة باغتيال المرحوم الرئيس رفيق الحريري". وأشار إلى ضرورة بلورة"موقف عربي عام من قرارات مجلس الأمن خصوصا تلك التي تصدر تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة". وعلى رغم وجود أفكار عدة للتعامل مع الأزمة السورية، ومنها احتمال الدعوة إلى قمة عربية طارئة موسعة أو مصغرة، إلا أن موسى اعتبر أن الجامعة لا تزال في مرحلة التشاور بين أعضائها ومع الأطراف المعنية بالأزمة. ولا ينفي موسى وجود"صعوبات"أمام مؤتمر الوفاق العراقي لكنه يؤكد وجود اتفاق على انعقاد الاجتماع التحضيري في مقر الجامعة في القاهرة في الثلث الأخير من الشهر الجاري الموعد المتداول 20 - 22/11. ورداً على سؤال عن المستبعدين عن هذا الاجتماع، قال إن"هناك معايير تنبع من أننا أمام وضع جديد في العراق، كما أن هناك غضبا كبيرا من استهداف العراقيين الأبرياء يوميا". وأضاف:"في ما يتعلق بالبعثيين حسم الدستور المسألة باستبعاد الرموز والتعامل مع الآخرين كمواطنين". وإذ يعكف وفد الجامعة الموجود حاليا في بغداد على حصر لائحة المدعوين إلى اجتماع القاهرة، فإنه يعمل أيضا على إيجاد صيغة لتمثيل البعثيين الموجودين في الخارج. وقال موسى إنه يواصل الاتصال والتشاور مع المسؤولين في بغداد وسيستقبل عدداً من العراقيين في الخارج، مشدداً على أن الاجتماع تحضيري وليس هو المؤتمر الشامل الذي طلب الرئيس جلال طالباني أن يُعقد في بغداد. وشرح موسى أن زيارته للعراق حفلت بالمناقشات الجدية والمفيدة"فاستمعنا إلى وجهات النظر كافة وأوضحت مواقفنا بما فيها الموقف من وجود القوات الأجنبية"، وأعتبر أن"لا فرق بين مصطلحي المصالحة والوفاق لأن الهدف هو المصالحة بين جميع العراقيين لتكون أيضاً مصالحة بين حاضرهم ومستقبلهم، وقد لمست ارتياحا عاما إلى وجود مبادرة من الجامعة العربية". وعن الشروط التي أعلنها مقتدى الصدر، قال موسى إنه لم ير فيها شروطًا"لأننا متفقون ضد الإرهاب الذي ينال من الأبرياء، ومتفقون على أن العهد الماضي انصرم، ومتفقون على أن الجامعة لا يمكن أن تتحرك إلا بالاتفاق مع جميع العراقيين، وهناك فرصة لتأكيد هذا التوافق"، وأشار إلى أن التيار الصدري سيشارك في الاجتماع التحضيري. واوضح موسى أن الوضع العراقي كان حتى الآن يتحرك في إطار عملية سياسية حددها القرار الدولي الرقم 1546، أما مبادرة الجامعة فأضافت"عملية أخرى هي الوفاق بين العراقيين، عملية تأخذ في الاعتبار أسباب الاضطراب في العراق". وقال موسى أخيرًا ان الجامعة ستعيد فتح مكتبها في بغداد بعد الاجتماع التحضيري ومع اقتراب المؤتمر الشامل لتتمكن من مواصلة التنسيق والمتابعة.