مع استئناف القمة بين زعماء الاحزاب العراقية المختلفة، لصوغ الدستور الجديد وتسوية خلافات تمثلت بتمسك الاكراد بدولة فيديرالية والشيعة بامتيازات ل"العتبات الدينية"، وبرفض السنّة أي بنود في الدستور قد تؤدي الى تقسيم البلاد، شهدت بغداد والمحافظات يوماً دموياً جديداً أسفر عن سقوط 28 قتيلاً مدنياً وعسكرياً وجندي اميركي واحد اضافة الى اكثر من 35 جريحاً في تفجير انتحاري لسيارة مفخخة في ساحة التحرير اعلن تنظيم ابو مصعب الزرقاوي مسؤوليته عنه. وأعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس انه تم العثور في العراق على أسلحة"جاءت بشكل غامض من ايران". وكان مسؤول في الاستخبارات قال اننا"نعتقد بأن القنابل التي تم العثور عليها في العراق قبل اسبوعين هرّبت الى العراق بواسطة الحرس الثوري الايراني". ويعتبر العثور على تلك القنابل مهماً ليس فقط بسبب علاقة ايران به بل"لأنه يشير الى استخدام قنابل حقيقية غير مصنعة محلياً في النزاع الذي استخدمت فيه عبوات ناسفة مصنعة يدوياً بشكل رئيسي". واضاف:"نعتقد انه يوجد مزيد من هذه القنابل في العراق، وان هذه هي أول دفعة تمكنّا من مصادرتها". راجع ص2 و3 وامل رئيس الحكومة العراقية الدكتور ابراهيم الجعفري بأن يتم الاتفاق بين مختلف الزعماء على مسودة الدستور"في الموعد المحدد"لكنه قال ل"اسوشييتد برس"إن"بعض القضايا قد يبقى من دون حل بعد الوقت المحدد". ورداً على سؤال عما اذا كان الزعماء سيتوصلون الى حل قبل الاثنين قال"نأمل بذلك إن شاء الله، خصوصاً ان لدى الجميع الرغبة وبمشيئة الله والتعاون قد نستطيع ذلك". وتناولت القمة تذليل عقبات"الفيديرالية"واقتسام"الثروة النفطية". وشارك في جزء من المشاورات التي سبقت القمة السفير الاميركي زالماي خليل زاد الذي اعطى الاكراد بعض الحق بحكم ذاتي، وقال ل"اسوشييتد برس"نعمل لبناء"عراق فيديرالي ديموقراطي متعدد"، وشدد على عدم قيام كردستان مستقلة. ولم يُشر الجعفري الى ما اذا كان بت مشكلة الفيديرالية سيتأجل الى ما بعد الاثنين، خصوصاً أن ممثل السنّة صالح المطلك يؤيد ترك الموضوع لبته بعد الانتخابات البرلمانية المقرر ان تجري في كانون الاول ديسمبر المقبل. في الوقت الذي اقترح الممثلون السنّة مشروعاً بديلاً للفيديرالية يعتمد اللامركزية وصلاحيات واسعة للمحافظين. وكانت مصادر سياسية عراقية مطلعة ذكرت ان انعقاد"القمة" يرتبط ب"دعوة أميركية لتأجيل الصراعات السياسية إلى ما بعد صوغ مسودة الدستور". من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية العراقية انها ستعيد فتح سفارتيها في السعودية والكويت. وأعرب وزير الخارجية هوشيار زيباري عن"الأمل بتطبيع العلاقات مع دول الجوار وتشجيعها على ارسال سفرائها الى بغداد"وكانت العلاقات العراقية مع الدولتين قُطعت اثر الغزو العراقي للكويت عام 1990. في الوقت نفسه ربطت سورية قرارها استئناف العلاقات الديبلوماسية مع العراق بزيارة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري أو أي مسؤول رفيع. وكان وفد برئاسة وكيل وزارة الخارجية العراقية للشؤون الادارية سعد الحياني اجرى اخيراً محادثات مع نائب وزير الخارجية وليد المعلم ومعاون الوزير احمد عرنوس. وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ل"الحياة"إن المسؤولين السوريين ابلغا الحياني"ان العلاقات مقطوعة منذ نحو ربع قرن، وبالتالي لا بد من ان يأخذ استئنافها"بعداً احتفالياً في حضور مسؤولين كبار مثل الجعفري او الرئيس جلال طالباني". وقال مراقبون سوريون ل"الحياة"أمس"هناك ضغوط اميركية لاقناع الجعفري بعدم زيارة دمشق ووضعه ثلاثة شروط للقيام بذلك بينها وقف التسلل وتحويل نحو 261 مليون دولار الى العراق وتسليم عناصر من نظام الرئيس السابق". وقالت المصادر الديبلوماسية:"يبدو انه ليس الوقت المناسب لاستئناف العلاقات ما لم تأخذ العلاقات شكلاً مؤسساتياً". وكانت سورية اظهرت في الايام الاخيرة"تعاملا جديدا"مع الموضوع العراقي، عبر اعلانها عن اعتقال اكثر من 1300 متطرف عربي وأربعة آلاف سوري حاولوا السفر الى العراق لقتال الاميركيين.