أنهت قمة الدول الصناعية الثماني أعمالها بتفاهم بين قادتها حول حلول لمشكلة التغيير المناخي ومساعدة القارة الافريقية وبتخصيص الشرق الأوسط، وتحديداً النزاع العربي - الإسرائيلي والوضع في العراق، إضافة الى أزمة دارفور ببيانات منفصلة. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي ترأس أعمال القمة التي استمرت ثلاثة أيام، أنه تم تخصيص مبلغ ثلاثة بلايين دولار لمساعدة السلطة الفلسطينية على بناء مؤسساتها بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ووفقاً لما دعت اليه خطة جيمس ولفنسون، ممثل اللجنة الرباعية لعملية السلام. وقال بلير إن المناقشات التي دارت حول الشرق الأوسط تمت أثناء غيابه عن القمة، لكنها استغرقت تحضيرات لأسابيع قبل عقدها. وشدد المشاركون في القمة، التي تشارك فيها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والمانيا وايطاليا وكندا، على أهمية التوصل الى حل نهائي للصراع في الشرق الأوسط، نظراً لانعكاساته الدولية. وقال إن الحل الذي يتطلع اليه قادة هذه الدول يرتكز على إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنباً الى جنب مع إسرائيل معترف بوجودها، مذكراً بأنه توجد حالياً فرصة لإقامة سلام في الشرق الأوسط. ولاحظ بيان قمة الدول الصناعية اهتماماً من جانب الدول العربية ودول أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بالمساهمة في تقديم دعم إضافي، مذكراً بمؤتمر يعد لعقده في أيلول سبتمبر المقبل تشارك فيه اللجنة الرباعية ودول فاعلة في المجتمع الدولي. ونوه قادة الدول الصناعية بما حققه العراق لجهة اجراء انتخابات مطلع العام الجاري، وأكدوا دعمهم التحول الديموقراطي في العراق، وشددوا على أهمية وقوف الأممالمتحدة خلفه. وذكّر القادة بأهمية قيام عراق ديموقراطي متعدد فيديرالي ومتحد يحافظ ويحترم الحريات وحقوق الإنسان، كما نددوا بالعنف والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين والعاملين في المنظمات الإنسانية، وتطرقوا الى أهمية مشاركة جميع العراقيين في صنع مستقبل بلدهم. وطالبوا الدول المجاورة للعراق بالتعاون لمنع عبور أو استخدام العناصر الإرهابية أراضيها منطلقاً لتنفيذ أعمالهم، وقالوا إنهم يولون بناء الأجهزة الأمنية في العراق أهمية بالغة، كما أكدوا أن القوات المتعددة الجنسية موجودة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1546. وجدد قادة الدول الصناعية وعودهم بخفض الديون المترتبة على العراق لدى نادي باريس وفقاً للاتفاق الموقع في تشرين الثاني نوفمبر عام 2004، كما طالبوا المنظمات الدولية، ومن بينها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بممارسة دور فعال وحضور مؤثر على المسرح العراقي. وأجمع قادة الدول الغنية وإلى جانبهم زعماء الدول الافريقية الذين شاركوا في اجتماعات القمة يوم أمس في منتجع غلين ايغلز، على أهمية حل أزمة دارفور بعد أن تسببت بمقتل الآلاف وتهجير مليوني مواطن على الأقل. وطالبوا الحكومة السودانية والمتمردين باحترام اتفاق وقف إطلاق النار والتفاوض بشكل بناء للتوصل الى حل نهائي يرعاه الاتحاد الافريقي. وأثنوا على الاتفاق الذي وقع في الخامس من تموز يوليو الماضي، واعتبروه خطوة مهمة على هذا الطريق، وتطرقوا الى تعهدهم تخصيص 3.5 بليون دولار أميركي على مدى ثلاثة أعوام للسودان، وأقروا بوجود ثغرات، إلا أنهم عبّروا عن تصميمهم على المضي في خططهم لدعم جهود السلام. وطغت التفجيرات التي شهدتها لندن أول من أمس على المؤتمرات الصحافية التي عقدها زعماء الدول، وبدا واضحاً وجود اجماع على التشدد في مجال مكافحة الإرهاب وزيادة التنسيق بين الدول، وتحديداً الدول التي شارك قادتها في اجتماعات اليومين الماضيين.