اختتمت قمة الدول الصناعية الثماني اعمالها في منتجع سي ايلاند وسط ارتياح اميركي الى النتائج التي خرجت بها خصوصاً في طي صفحة الخلافات التي ميّزت علاقة الرئيس الاميركي جورج بوش مع زعماء دول المجموعة وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى أن الحوار بين الزعماء لم يعد يتسم بالسلبية التي كان عليها سابقاً، وذهب ابعد من ذلك بقوله: "لم نعد نسمع لاءات كثيرة". واوضح المسؤول الذي تحدث الى "الحياة" ان التباين في وجهات النظر بين شيراك وبوش بشأن دور محتمل لحلف شمال الاطلسي في العراق لا يزال على حاله، وان لقاء الامس بينهما على مدى 35 دقيقة تناول قضايا اخرى من بينها الشرق الاوسط وافريقيا. وعلى رغم التركيز الاميركي الرسمي على مبادرة اصلاح "الشرق الاوسط الكبير" وتبنيها من جانب القادة الثمانية، الا ان المسؤولين الاميركيين عبّروا عن عدم ارتياحهم للتغطية السلبية التي حظيت بها هذه المبادرة خصوصاً في وسائل الاعلام العربية. وحين سئل المسؤول عن عدم التركيز على الصراع العربي الاسرائيلي رد باستغراب بأن قادة الدول الثمانية خرجوا ببيان خاص اكد اهمية التوصل الى حل يستند الى قراري مجلس الامن 242 و338، وأيّدوا خطة الانسحاب من غزة وبعض مناطق الضفة الغربية. كما ان البيان السياسي الذي تبنته القمة تتطرق الى ضرورة ان يشمل حل القضية الشرق الاوسط التوصل الى اتفاقات سلمية بين كل من سورية ولبنان من جهة واسرائيل من جهة اخرى. ويقول المسؤولون الاميركيون ان البيانات التي صدرت عن القمة اخذت في الاعتبار كل الملاحظات التي أبداها زعماء الدول الثماني اضافة الى زعماء عرب شاركوا في القمة وآخرين تمت استشارتهم. ونفى مسؤولون آخرون ان تكون اللهجة التي استُخدمت في المبادرة الاصلاحية "لهجة فوقية" بل أكدوا ان ما جاء في البيان كان خلاصة مشاورات مع قيادات عربية بارزة ومنظمات اهلية واستندت الى بيانات صدر عن هذه الهيئات. وشدد على اهمية ان يأتي الاصلاح من الداخل، من دون ان يكون لتأخر حل الصراع العربي الاسرائيلي اي تأثير على المضي في الاصلاحات المطلوبة. وخُصص اليوم الاخير للقمة لمناقشة قضايا القارة الافريقية فناقش القادة مع سبعة زعماء أفارقة قضايا تراوح بين مكافحة المجاعة والإيدز وإلغاء الديون وسبل زيادة قوات حفظ السلام وكذلك صدور بيان خاص عن القمة يثني على التوصل الى اتفاق بشأن جنوب السودان، مع ابداء القلق ازاء مجاعة في دارفور والعزم على اتخاذ اجراءات تحول دونها. وكان الزعماء الثمانية اصدروا بياناً ركز على اهمية دور اللجنة الرباعية وضرورة تجديد جهودها بزيارة المنطقة قبل نهاية الشهر الجاري، كما أيّدوا خطة الانسحاب واعتبروا ان ذلك يجب ان يشجع احياء عملية السلام عبر احياء العمل ب "خريطة الطريق".