صيف الأطفال والأولاد في بيروت مختلف: وتتحكم به الفروق المناخية بين البحر حيث الحرارة والرطوبة العالية، والجبل حيث البرودة والهواء النظيف. وبسبب هذا يمكن توزيع الطرق التي يقضي بها الأولاد الصيف على ثلاث فئات رئيسة، الفئة الأولى تضم الشرائح الميسورة التي تستطيع الإقامة بين الجبل وبيروت وما ان ينتهي افرادها من اعمالهم ووظائفهم في المدينة حتى يغادرونها الى الجبل. وهذا يعني ان اطفال هذه العائلات يتبعون اهاليهم ويرتبطون بهم، وهذا ما نراه في حالة سميرة 40 عاماً التي تقول:"لدينا بيت في الجبل ولكننا نحرص على ان يستمتع ولدانا بعطلة الصيف سواء من ناحية اللعب او النشاط الهادف. فحين ننزل الى بيروت نضع الولدين في مسبح ونذهب انا وزوجي الى عملينا، ثم نمر بعد الظهر لأخذهما عائدين الى الجبل، وفي الجبل نرسل ولدينا الى مركز للكومبيوتر، وهكذا نؤمن لهما فرصة التسلية واللهو والرياضة وتنمية المهارات العلمية التي سيستفيدان منها لاحقاً حين يعودان الى المدرسة مجدداً". اما الفئة الثانية فتبقى معظم عائلاتها في بيروت ولا تذهب الى الجبل سوى يومي العطلة الأسبوعية. وهؤلاء غالباً ما يسجلون اولادهم في المدارس التي تعلن مسبقاً عن برنامج صيفي حافل يتضمن الرياضة البدنية بأنواعها وألعاباً ترفيهية ودروساً كومبيوترية ورحلات سياحية ونشاطات يدوية كالرسم والطبخ وممارسة المواهب والهوايات... وهذه المدارس تستقبل الأولاد بين سن الثانية والثانية عشرة. والواقع ان الإجازة الصيفية تبدو بالنسبة الى البعض نوعاً من الهم وزيادة العبء العصبي والنفسي، وغالباً ما يكون لسان حال الأهل عند اقفال المدارس:"ماذا سنفعل بالأولاد؟". اما الفئة الثالثة فليست لديها امكانات امتلاك او استئجار بيت في الجبل فتبقى مع الأولاد في المنزل. والأهل، بسبب الدخل المالي المتدني والمتواضع، لا يكون في استطاعتهم تسجيل اطفالهم في نشاطات صيفية مكلفة وفوق طاقتهم. والنتيجة انه مثلما يحدد الدخل المادي للعائلة اللبنانية مستوى المدرسة التي يتعلم فيها اولادها، فإن ذلك ينطبق ايضاً على كيفية قضاء الإجازة الصيفية، والأطفال في هذه الحال، لا يعيشون صيفاً واحداً بالتأكيد.