اعتبرت دوائر رسمية إماراتية أن التهديدات التي أطلقتها إيران أخيراً ضد دول الخليج"غير مبررة"وتساهم في تجديد التوترات في المنطقة وتذكّر بمبدأ"تصدير الثورة"الذي ارتبط بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، في حين أثارت تلك التهديدات غضباً في الكويت. ورأت نشرة"أخبار الساعة"التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي أمس، أن منطقة الخليج"ليست في حاجة الى توترات جديدة، ومن مصلحة كل الأطراف فيها، وفي مقدمها إيران، إبعادها عن أي بؤر جديدة للصراع أو الصدام، والتعاون من أجل التقدم الى المستقبل، انطلاقاً من الواقع، وليس من ايديولوجيات سببت الكثير من الدمار والخراب، والتي تعد تهديدات الناطق باسم الخارجية الإيرانية أخيراً إحدى تجلياتها". ولفتت الى أن دول مجلس التعاون الخليجي هنأت الرئيس الإيراني المنتخب محمود أحمدي نجاد، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة، و"عبرت عن أملها بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين ضفتي الخليج، تصب في مصلحة استقرار وأمن المنطقة التي تعد من أهم المناطق في العالم، من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية". وأشارت الى أن تصريحات الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي الأحد الماضي، التي هدّد فيها دول الخليج المجاورة بأنها"ستكون الخاسرة"إذا لم تأخذ حذرها في التعامل مع بلاده، لأن قدرات إيران"تفوق بأشواط قدراتهم"، أثارت كثيراً من الاستغراب والقلق، إذ"تأتي في وقت كانت دول الخليج تنتظر تطمينات ومواقف إيرانية ايجابية حول العلاقة معها، بخاصة بعد الحديث في إيران عن العودة الى مبدأ"تصدير الثورة"، وهو المبدأ الذي ارتبط بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وتسبب على مدى سنوات طويلة في كثير من المشاكل والتوترات". وتابعت أن"تصريحات آصفي تستخدم لغة التهديد بالقوة، وهي لغة قديمة ظن كثيرون أنه قد عفا عليها الزمن، وتجاوزتها الأحداث، إذ تعود بمنطقة الخليج الى سنوات سابقة"من"العداء". وشددت على أن"المنطقة دفعت ثمن هذا العداء غالياً من استقرارها وتنميتها، ولم تتخلص من كل آثاره وتوابعه بعد". ونبهت الى ان لغة التهديد"تهدد كل مظاهر التقارب والانفراج التي حدثت بين ايران ودول الخليج في عهد الرئيس محمد خاتمي، والتي تتطلع دول مجلس التعاون الى استمرارها وتعميقها على اساس من الاحترام المتبادل وتسوية المشاكل العالقة، وفي مقدمها مشكلة الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة"طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى. وذكرت بأن"تصريحات آصفي او تهديداته لا تجد ما يبررها من مواقف الدول المجاورة فهي لم تأت رداً على اي موقف رسمي او سياسي، وانما رداً على كاريكاتير نشر في صحيفة بحرينية اعتبر مسيئاً الى المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي وكان يمكن الرد عليه في شكل مختلف، واقل حدة من خلال الصحافة او حتى عبر القنوات الديبلوماسية الثنائية من دون حاجة الى توجيه التهديدات جملة الى دول مجلس التعاون". في غضون ذلك، صدرت في الكويت ردود فعل ساخطة على تصريحات آصفي. وقال النائب في مجلس الأمة البرلمان عبدالوهاب الهارون إن تحذيرات آصفي"غير لائقة ولا تنسجم مع منطلقات العلاقات الدولية"، في حين قال النائب وليد الطبطبائي إن تصريحات المسؤول الإيراني"لغة كنّا نسمعها من نظام صدام حسين". وحفلت الصحف الكويتية أمس بمقالات تنتقد الموقف الإيراني، وكتب عبداللطيف الدعيج في"القبس"ان"الذعر الذي أصاب الحكومة الإيرانية مما اعتقدت أنه اهانة للنظام الإيراني، يدل دلالة كبيرة على مدى هشاشة النظام وتضعضع أوضاعه. نحن خبرنا دولاً تهزها قنابل وتقلقها مدافع... لكن أن يؤدي كاريكاتير بنظام الى أن يفقد علقه...". وكتب فؤاد الهاشم في"الوطن"عن"المندوب السامي... الإيراني"، في اشارة الى الملحق الإعلامي في السفارة الإيرانيةبالكويت الذي هاجم أخيراً كتّاب الرأي في الصحف الكويتية، معتبراً أن بعضهم"حاقد ودنيء". وكتب الهاشم:"لا نريد هذا الشخص في بلدنا، وليذهب الى بلد يجد فيه من يقبله بأسلوبه الإعلامي". وفي مقال في"الرأي العام"كتب وائل الحساوي أن تصريحات آصفي"استمرار للنظرة الإيرانية القديمة الى البحرين، والتهديد بضمها".