تركزت اتصالات الرئيس المكلف تأليف الحكومة فؤاد السنيورة أمس على معالجة بعض العقد أمام التشكيلة الوزارية المقبلة بعيداً من الأضواء إذ لازم منزله، واستقبل بعض الموفدين وأجرى اتصالات هاتفية في هذا الصدد مع عدد آخر من المعنيين من الكتل النيابية. وعلمت"الحياة"ان الاتصالات تناولت جملة عقد متشابكة، فإصرار العماد ميشال عون على أن يتمثل تكتله الذي يضم كتلته وحلفاءه ميشال المر والياس سكاف وحزب الطاشناق الأرمني بوزيرين من كتلته وآخر من الطاشناق ورابع هو سكاف نفسه، قوبل بإصرار"تيار المستقبل"الذي يتزعمه سعد الدين رفيق الحريري على عدم إهمال النواب الأرمن الأعضاء في كتلته وهم الأكثرية. كما ان"اللقاء النيابي الديموقراطي"يصر على تمثيله بأحد النواب المسيحيين، وفي الوقت نفسه يفترض تمثيل"القوات اللبنانية"و"لقاء قرنة شهوان"و"الحركة الاصلاحية الكتائبية"، ما يجعل تمثيل الكتل في المقاعد المارونية الخمسة اذا كانت الحكومة من 24 وزيراً صعباً لاستحالة إرضاء مطالب هذه الكتل جميعاً. وعلمت"الحياة"ان مطالبة العماد عون بحقيبة العدل لممثل عن كتلته، قوبلت برفض بعض قوى"لقاء البريستول"لها. وتعتبر مصادر نيابية ان هذه الحقيبة يفترض ان تبقى في عهدة تيار"المستقبل"نظراً الى ان التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيحال عند الانتهاء منه الى القضاء اللبناني كي يتخذ الاجراءات اللازمة في ضوئه وانه لا مجال للتخلي عن هذه الحقيبة لأي فريق آخر. كما ان ما تردد عن مطالبة رئيس الجمهورية إميل لحود بحقيبة الدفاع لصهره نائب رئيس الحكومة المستقيلة الياس المر قوبلت باعتراض بعد قوى"لقاء البريستول". وتقول مصادر"تيار المستقبل"انها تأمل في حلحلة عقدة تمثيل العماد عون بالاستناد الى النتائج الايجابية للقاء النائب سعد الدين الحريري معه يوم الثلثاء الماضي. وذكرت هذه المصادر ان الحريري يعتبر انه يجب بذل كل الجهد من أجل التعاون مع عون في اطار الحكومة الجديدة خصوصاً أنهما اتفقا على ان لا مشكلة على برنامج"التيار الوطني الحر"إذ أكد الحريري لعون اننا نتبنى"الكراس البرتقالي بكامله". وتشير المصادر الى ان انضمام كتلة عون للحكومة مفيدة للبلد، لكن القرار بيده هو. وكان السنيورة استقبل أمس وفداً من ممثلي منظمات شبابية ضم:"شباب المستقبل"،"منظمة الشباب الديموقراطي"،"حزب الله"، حركة"أمل"،"التيار الوطني الحر"، الحزب السوري القومي الاجتماعي،"القوات اللبنانية"، الكتلة الوطنية، الكتائب اللبنانية، الحركة الاصلاحية، حزب الأحرار،"اليسار الديموقراطي"، حزب الهنشاق،"الجماعة الاسلامية"وحزب الطاشناق. واستمع السنيورة الى"هواجس ممثلي المنظمات الشبابية وتطلعاتهم". وجرى تداول الكثير من النقاط والمواضيع الآنية التي تهم الشباب عموماً. كما جرى عرض لپ"سبل التعاون المستقبلي وفتح الآفاق أمام هذا التعاون حتى تستطيع الحكومة المقبلة الاطلاع على هموم الشباب وتطلعاتهم في الميادين كافة". وجرى تأكيد أهمية تعزيز المستوى العلمي للجامعة اللبنانية والمدرسة الرسمية انطلاقاً من ان التعليم حق مقدس لكل لبناني وأهمية الوصول الى جامعة لبنانية متميزة تقدم العلم الصحيح المتلائم مع حاجات الاقتصاد والمجتمع. وأبدى ممثلو المنظمات الشبابية ترحيبهم بهذا اللقاء الحواري الذي جاء بناء على دعوة الرئيس المكلف، وأكدوا رغبتهم الشديدة في متابعة الحوار، معربين عن أملهم في استمرار هذا التواصل عبر تقديم أوراق ومقترحات للاستنارة بها والتداول في شأنها من جانب المسؤولين في الحكومة المقبلة.