تعهد الرئيس السوداني عمر البشير تحقيق السلام في دارفور وإعمار ما دمرته الحرب قريباً. وقال خلال مخاطبته لقاء جماهيرياً في ساحة الجيش في الفاشر، أكبر مدن دارفور، انه وجه وفده الى المحادثات مع متمردي دارفور بأن تكون جولة المفاوضات المقبلة في أبوجا حاسمة ونهائية. ودعا البشير المتمردين الى الاحتكام الى صوت العقل والجلوس الى طاولة المفاوضات وحل القضايا عبر الوسائل السلمية من أجل حفظ دماء أهل دارفور وأعراضهم وتقديم الخدمات لهم. وذكر أن الحرب أساءت الى أهل دارفور وتاريخهم، نافياً في شدة وجود حالات اغتصاب أو إبادة جماعية أو تطهير عرقي. وقال البشير إن حل مشكلة دارفور في أيدي مواطنيها وليس عبر الأممالمتحدة أو الاتحاد الإفريقي، داعياً الى التصالح ونبذ الفرقة، مؤكداً ان اتهامات التهميش التي ظل يرددها متمردو دارفور لا اساس لها. وقال ان التمرد أدى الى تعطيل عدد من المشروعات التنموية وعلى رأسها إحجام الشركات الأجنبية عن التنقيب عن البترول في"مربع 12"في دارفور بحجة الانفلات الأمني. الى ذلك، دخل إضراب اكثر من أربعين معتقلاً ينتمون الى حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي، يومه التاسع وسط أنباء عن تدهور صحة بعضهم. واشترط المعتقلون - ومعظمهم من أبناء دارفور- لرفع الإضراب تقديمهم إلى محاكمات علنية أو إطلاقهم. وحملت هيئة الدفاع عن المعتقلين الحكومة مسؤولية تدهور صحة بعضهم وما يمكن أن يترتب عليه من آثار بعد فشل اجتماع كان مقرراً عقده أمس بينها وبين مستشار الرئيس للشؤون القانونية بدرية سليمان. وأكد مسؤول الشؤون القانونية في المؤتمر الشعبي المحامي كمال عمر ان أكثر من سبعة من المعتقلين نقلوا إلى المستشفى بسبب تدهور حالهم الصحية. ودعا المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية الى التدخل لإنقاذهم، مشيراً إلى أن منظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليتين فشلتا في الوصول إلى معتقلات المضربين. وأعلن أن ممثلين لهيئة الدفاع التقوا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الخرطوم يان برونك الذي وعد بمعالجة القضية مع الحكومة، وكشف أن السلطات الحكومية وزعت المعتقلين المضربين على معتقلات أخرى بغية التأثير عليهم لرفع الإضراب. وذكر مسؤول في حزب الترابي ان الحزب سيجري مشاورات مع شركائه الجدد في التحالف المعارض لتنظيم تظاهرة الى مقر الرئاسة والأممالمتحدة احتجاجاً على استمرار اعتقال كوادر المؤتمر الشعبي وناشطيه. في غضون ذلك ا ف ب، اعلنت مهمة الاممالمتحدة في السودان ان كبرى حركات التمرد في دارفور، حركة تحرير السودان، قتلت ستة رجال مسلحين مجهولين في دارفور، غرب السودان، قرب الحدود مع تشاد. وافاد تقرير الأممالمتحدة ان ستة رجال مسلحين اجتازوا في 22 تموز يوليو الحدود مع تشاد وهاجموا قرية في منطقة مزبد التي تبعد 125 كلم شمال الخرطوم في شمال دارفور، وقتلوا متمرداً من"حركة تحرير السودان". وردا على مقتل هذا المتمرد، لاحق متمردو"حركة تحرير السودان"الرجال الستة وقتلوهم. وتابعت بعثة الاممالمتحدة، من جهة أخرى، ان"حركة تحرير السودان"ذكرت في 24 تموز يوليو ان منطقة كورما في شمال دارفور التي تؤكد انها تسيطر عليها،"تحتاج الى مساعدة عاجلة". لكن المتمردين اكدوا انهم"لن يسمحوا لآليات نقل المساعدة الانسانية باجتياز المنطقة اذا لم يتقاسموا المساعدة". ولم تقدم بعثة الاممالمتحدة مزيداً من التفاصيل حول مطالب المتمردين لكنها اشارت الى ان حركة التمرد الاخرى في دارفور،"حركة العدالة والمساواة"، اوقفت في 22 تموز يوليو قافلة تحمل اشارة برنامج التغذية العالمي على طريق كوتوم. واستولوا على 14 صفيحة زيت نباتي ثم سمحوا للشاحنات بالمغادرة. وزير الخارجية الفرنسي وغادر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي أمس الخميس باريس للقيام بجولة تشمل تشاد والسودان والنيجر في اول جولة له في افريقيا منذ تعيينه وزيراً للخارجية قبل شهرين. وستتناول محادثاته في الدول التي سيزورها المساعدات من اجل التنمية والمسائل الانسانية. وسيتوجه الوزير الفرنسي اولا الى تشاد حيث يلتقي الرئيس التشادي ادريس ديبي ويبحث معه في العلاقات الثنائية وانعكاسات ازمة دارفور غرب السودان على نجامينا. وستشمل زيارته الى السودان الخرطوم حيث يلتقي السلطات ومنطقة دارفور حيث سيزور مخيم كالما للاجئين. وستتناول محادثات دوست - بلازي في النيجر الخطوات الدولية المتخذة من اجل الوقاية من الازمات الغذائية وكيفية ادارتها وحول الحاجات الحالية للنيجر التي تواجه مجاعة تهدد ثلث سكانها.