وجد الشاعر الشاب ميتاً في خزان المياه فوق سطح المنزل... قال أبوه إنه انتحر، وقال آخرون إنه كان ثملاً فأراد أن يستحم هناك في ليلة صيف، وقال الطبيب الشرعي إنه مات اختناقاً بالماء! المقربون منه أضافوا حكاية حبه لزميلة جامعية، رأت فيه نموذجاً للرومانسية والتخلف... فبينما كانت تحثه على العناية بمظهره، وتدعوه إلى شراء سيارة كآخرين من زملائها، كان هو يدعوها إلى المشي، ورؤية الأسواق الشعبية العامة، حيث رؤية الفتاة يعد حدثاً استثنائياً، تماماً كجلوسها في مقهى السنترال وسط المدينة! كانت احتمالات موته كلها مقبولة، وعندما بدأت الشرطة تحقيقاتها، سألت أهله وأصدقاءه ومعارفه أسئلة تقليدية، لم تضف أي معلومة جديرة بإفادة التحقيق. بالنسبة لزميلته الجامعية، فقد قطعت صلتها به من عدة أشهر... أخبرته أنه ليس الشاب الذي تخيلته من قبل، وأن صورته وصورة الآخر في الذاكرة مختلفتان تماماً، وهو لم يشعرها بالغضب أو الحزن، بل بدا وكأنه يدرك مسبقاً أن هذا هو مصير العلاقة الحتمي... أما هي فاستغربت ما سمته بالبرود الذي تلقّى به قرارها، وأعلنت لزميلاتها أنها ربما كانت مخطئة منذ البداية، حيث كانت ريفيته بما تعنيه من صلابة وعناد وغيرة، عاملاً أساسيا في انجذابها إليه! توصلت الشرطة إلى ما يفيد بأن علاقته بأبيه لم تكن طبيعية، فهو بالكاد كان يراه، وكثيراً ما كان الأب يصرخ في وجهه شاتماً لاعناً الشعر والكتابة وأصدقاء السوء... بل إنه ذهب إلى الجامعة يوماً ليشكوه، ففوجئ بالتقدير الذي يلقاه الشاعر من بعض الأساتذة، وقال في نفسه: جامعات آخر زمن! لكن ما لفت انتباه المحقق، هو ما ذكره الكثيرون من الجيران عما يتعلق بتهديد الأب لابنه بالقتل! قدّر الطبيب الشرعي أن الشاعر مكث في خزان المياه منذ منتصف الليل حتى العاشرة من صباح اليوم التالي... كانت إحدى الجارات رأت ملابسه منثورة حول خزان المياه، فذهبت إلى المنزل وسألت عنه، وصعدوا فوجدوه عائماً وعارياً تماماً. لكن الأب أصر ألا يأتي التقرير على كلمة الانتحار، نظراً لما تسببه من أذى للعائلة، واقترح الإشارة إلى الغرق لقلة الخبرة والتجربة... قال الأب بحدة إن الخزان مبني من اسمنت مسلح، وإنه يرتفع مترين عن السطح... بركة حقيقية كما قال... وأضاف أن ابنه كان ينوي السباحة فغرق، ولأن الشرطة لم تجد دليلاً واحداً على القتل، فقد اكتفت بما أراده الأب، وانتهى الأمر عند هذا الحد، ولم يشر الأب إلى علاقة ابنه بالفتاة، وإلى أنه رآهما يتسامران على سطح المنزل مرات عدة من قبل! فُتشت أوراقه وكتبه ودفاتره بدقة، لكن شيئاً لافتاً لم يعثر عليه... كانت هنالك الكثير من القصائد، والملاحظات، وكانت ثمة إشارة إلى الفتاة الجامعية، وهي إشارة كانت ستدينه إلى حد كبير لو أن الفتاة هي الميتة! كانت الفتاة شعرت بشيء من الندم على قرارها، بعد أن رأت رد فعله البارد، وفكرت أنه ربما كان يجدر بها أن تعطي نفسها فرصة إضافية، وهو ما قررت أن تفعله، لكن الشاعر قابل ذلك مبتسماً وجاداً... أخبرها أنَّ تَطابق الصورتين أو التقريب بينهما أمر صعب، وأنها اتخذت القرار المناسب... قال لها إنه كان يشك في نجاح العلاقة منذ اللحظة الأولى، لكنه لم يستسلم لرؤيته المسبقة، بل عاندها لئلا يشعر في ما بعد بالندم، وهو ما يريحه الآن تماماً... ثم أخبرها أنه لا يكرهها أبداً، وأنها حرة.. وكرر كلمة حرة مرات عدة، إلى الحد الذي جعل أصداء الكلمة تطوّح برأسها بين حين وآخر... حرة! ماذا يعني؟ حرة في أن أقيم العلاقة التي أريدها، ومع من أشاء؟ حرة في أن أحبه أو أكرهه؟ حرة في قطع العلاقة ثم وصلها؟... عندما سأل المحقق أهل الفتاة الجامعية، قالوا إنها تأخرت في تلك الليلة، وإنها تفعل ذلك بين حين وآخر، فثمة أعياد ميلاد الصديقات والزميلات التي لا تنتهي، وثمة الدراسة المشتركة في المنازل بصحبة أخريات... لكن أمها التي لم تكن تعرف شيئاً عن موت الشاعر، قالت إن ابنتها عادت في تلك الليلة مضطربة بعض الشيء، وهذا ما جعل المحقق يتوقف عند هذه النقطة، وبدا له أن للفتاة دورا ما في موت الشاعر، ولكنه كان في حاجة إلى طريقة يتم بها ربط الأحداث بإحكام... كان الشاعر الشاب ريفيا جاء بصحبة أهله إلى المدينة، وفي ذهنه أنه سيغير الدنيا، ويفتك بالفساد الذي عم المدن! استدعى المحقق والد الشاعر مرة أخرى، وحين جاء صاح في وجه المحقق، مذكراً إياه بأن الموضوع قد انتهى، وأن على الشرطة احترام روح الشاب الميت، وعدم إزعاجه في قبره... ضحك المحقق وعمل على تهدئة الأب الذي جلس أخيراً، وذرف دمعة صافية، كانت كافية لتجعل المحقق يتركه يمضي بلا أسئلة، لكنه لم يفعل... طلب له شاياً وأخبره أخيراً أنه يفكر في عرض الفتاة على الطبيب الشرعي. وقف الأب بقوة وصرخ: هل تريدنا أن نفضح الناس أيضاً؟ فقال المحقق بهدوء - لماذا؟ لن يضيرهم شيء إذا كانت الفتاة عذراء... الأب: وكيف نطلب ذلك أصلاً؟ المحقق: ومن قال إنك أنت الذي سيفعل ذلك؟ ألسنا نحن؟ الأب: ولكنهم ربما يعتقدون بأن هذا هو اقتراحنا نحن؟ المحقق: اطمئن، فنحن من سيعالج الموضوع كله، وهو من اختصاصنا نحن فقط... تهالك الأب بعض الشيء وقال بما يشبه الانكسار: ولايا... هؤلاء ولايا الناس، ولا يجوز أن نعرض بسمعتهم... ثم بكى الأب قليلاً... قليلاً جداً، إلى الحد الذي جعل المحقق يحتار في هذه الهزة البكائية التي لا تقاس إلا بدقة عالية! عندما انصرف الأب جلس المحقق إلى نفسه، وأخذ يحاول أن يرسم صورة تقريبية للحادثة... لنقل إن الفتاة استسلمت للشاعر، أو إنها أغوته بعد وخز الضمير الذي أحست به، ولنقل إن الشاب فعل ذلك... هذا جيد... ثم ماذا؟ هل تقتله؟ ولنفترض أنها أرادت قتله، فكيف تجعله يصعد الدرجات إلى خزان المياه؟ وإذا حدث ذلك أيضاً، فكيف نعرف أن الشاعر الشاب لا يعرف السباحة أبداً؟ الأب يقول ذلك، ولكن الأب ليس موثوقاً تماماً بعد! كان السؤال سهلاً، والإجابة صعبة جداً... حسناً... لنقل إن الفتاة أغوته، ولنقل إنه شرب نصف زجاجة خمر - أكد الطبيب الشرعي وجود نسبة عالية من الكحول -، ولنقل إن الفتاة التي هي عضو في فريق السباحة الجامعي، طلبت منه أن يسبحا معاً... لا... لا... فلم يعثر على قطرة دم واحدة في خزان المياه كما أفادت تقارير المختبر الجنائي، وهو ما يتنافى مع إمكان... لا... ومن قال إنه ينبغي لها أن تلحق به؟ كان يكفي أن تدفعه إلى النزول في الماء، موهمة إياه بأنها ستتبعه، ثم تتركه وتهرب... شعر المحقق بشيء من الراحة عند هذا الحد، وظل عليه أن يعرض الفتاة على الطبيب الشرعي، وأن يجد تفسيراً مقنعاً لإقدام الفتاة على ارتكاب الجريمة... قام على الفور وأمر باستدعاء الفتاة، التي لم تصل قبل أربع ساعات، وبصحبة والدها التاجر المعروف في المدينة، والذي بدا غاضباً جداً، وأخذ يهدد المحقق بمن هم أعلى منه في مؤسسة الأمن، لكن المحقق كان ذكياً بما يكفي لامتصاص غضب التاجر الذي هدأ قليلاً، وطلب من المحقق أن ينتهي من الأمر سريعاً... كانت المشكلة بالنسبة للمحقق: كيف يعرض الأمر على الأب؟ كيف يطلب منه أن يعرض ابنته على الطبيب الشرعي؟ وهنا استخدم كل كياسته ولطفه طالباً الإذن من الأب بأن يسمح له بالاختلاء بالفتاة خمس دقائق فقط... وعلى رغم أن التاجر امتعض، إلا أنه وافق أخيراً، وقال في ما يشبه الاحتجاج وهو يغادر: خذ عشرة وخلصني... كانت الفتاة مضطربة، وأخذ جسدها يرتعش تدريجياً، حتى قبل أن يسألها المحقق شيئاً... فقد ظل صامتاً لدقيقتين، وهي ترفع رأسها بين حين وآخر، فترى ابتسامة واثقة تملأ وجهه، الأمر الذي استفزها أخيراً، فوقفت، وقالت بحدة: وبعدين؟ قل لي ماذا تريد لننتهي... المحقق: بهدوء غريب - هل أنت عذراء؟ انتفضت الفتاة وحاولت الخروج، لكن المحقق أوقفها بأمر حاد... طلب منها أن تعود إلى مقعدها ففعلت... قال المحقق جاداً وبلا ابتسامات: اسمعي... إما أن تخبريني أو أطلب تحويلك إلى الطبيب الشرعي، وثقي تماماً أن كل معارف والدك لن ينفعوك في شيء... إذا قلت الحقيقة الآن، فلسوف أُبقي الأمر سراً بيني وبينك... أعدك بذلك... نكست الفتاة رأسها ولم تجب... كان هذا أشبه ما يكون بالقبول عند الزواج، ولكن هذا ليس زواجاً، وهو يريد إجابة واضحة، فألح عليها، مذكراً إياها بوعده، فأومأت برأسها، ولم يكتف... قال إنه يريد إجابة واضحة، فقالت إنها تخجل من قولها... عند هذه النقطة، شعر بارتياح بالغ، وطلب من الحاجب الخارجي أن يأتي بالأب الذي شكره، واصطحب ابنته ومضى! كانت الخطوة الأولى التي افترضها المحقق صحيحة، وكان ينبغي للخطوات اللاحقة أن تكون منسجمة معها، وهو ما راح يفكر في بنائه بشكل منطقي، لكنه مبني هذه المرة على حقيقة ملموسة تكفي لبناء فرضية مكتملة إلى حد ما... وهنا أعاد المحاولة: لنقل إن الشاعر فعل ذلك في تلك الليلة، سواء هي من أغوته، أو الخمر، فربما تكون الفتاة شعرت بالإهانة أو تأنيب الضمير، ولأنها ضعيفة، فقد قررت أن تتخلص منه، لتكون بذلك تتخلص من فكرة انتهاك العذرية ذاتها... ويبقى هنا معرفة الطريقة التي تم بها القتل... ربما بكت فطمأنها بأنه مستعد للموت من أجلها، وهو عادةً ما يقوله الشبان للبنات، وربما كانت كلمة الموت على لسانه هي التي جعلتها تفكر في الأمر... لنقل إنها ضحكت، وطلبت منه أن يلقي بنفسه في الماء، أفلا يفعل ذلك؟ وإذا جرت الأمور على هذا النحو، فهل يمكن اعتبار الفتاة قاتلة؟ بالنسبة للمحقق، فإن ذلك لم يكن كافياً أو مقنعاً... كان لا بد من شيء آخر... استدعى المحقق الفتاة مرة أخرى، وأصر على ألا يعلم والدها بالأمر، فجاءت... بدت له أكثر استرخاء من المرة السابقة، وهذا ما شجعه على المضي في محاولته... طلب لها فنجاناً من القهوة، ورآها تفتح حقيبتها وتخرج علبة سجائر فاخرة، وتشعل سيجارة بارتياح... قال لها مداعباً: هل يعرف الوالد بأمر التدخين؟ فقالت: نعم.. وأنا أفعل ذلك في حضرته... قال فجأة: من فعل ذلك؟ ومتى؟ قالت الفتاة بارتباك - هل من الضروري أن أجيب؟ قال المحقق: فقط إذا كان الشاعر أم لا... قالت الفتاة بحزم: أبداً... تبددت الأسس التي كان المحقق ينوي البناء عليها، وصار عليه أن يعيد المحاولة مرة أخرى، فصرف الفتاة. ذهب هذه المرة إلى منزل الفتاة، وهو يعلم أن الأب ليس هناك... رحبت به الأم، وجلس برفقتها هي والفتاة التي بدت مرتاحة للمحقق... ربما لأنه حفظ السر! اكتشف أثناء الحديث أن الأم لا تحب الأب مطلقاً، بل وربما كانت تكرهه في أعماقها إلى حد كبير. غادر المنزل مكتفياً بما حقق من نتائج واهية. قام المحقق بزيارة الأب في مكتبه، فأبدى التاجر امتعاضاً واضحاً، وهو ما لم يمنع المحقق من الجلوس والحديث المتشعب، قبل أن يسأل الأبَ فجأة: أود أن أعرض ابنتك على الطبيب الشرعي؟ صرخ الأب بغيظ بالغ، وطرده من المكتب، لكن المحقق قال وهو يغادر المكان ببطء: ابنتك ليست عذراء... بهت التاجر تماماً، وصمت، ثم انهار على مقعده ووضع رأسه بين راحتيه... قال المحقق بهدوء: هل تعرف؟ هز التاجر رأسه، ونظر إلى المحقق بعينين متوسلتين، فأخبره المحقق أنه سيحفظ السر! وحاول أن يخرج، لكن الأب استوقفه فجلس... قال التاجر بانكسار: هل أخبرتك؟ فأجاب المحقق بالإيجاب... قال التاجر: كل شيء؟ وهنا شعر المحقق أن هنالك ما هو غامض بعد، لكنه قال بثقة: نعم... وهنا قال التاجر بعزم: كم تريد؟ دهش المحقق من سؤاله، لكنه قال: الحقيقة... فقال التاجر: لكنك تعرفها... قال المحقق: ليس بعد... أريد أن أعرف كيف مات الشاعر؟ قال الأب مستغرباً: لا، هذه لا أعرفها.. قال المحقق بحزم: فمن يعرفها إذاً؟ وخرج... ثم ذهب إلى منزل الفتاة... بادرها قائلاً بثقة: لقد عرفت كل شيء... قالت بلا مبالاة: أخيراً أخبرك؟ حسناً... قال المحقق: أريدك أنت أن تخبريني قالت: حسناً... بالنسبة للعذرية، فلا أعرف إن كان هذا مفيداً... المهم أن أبي اصطحبني وأنا في السادسة عشرة من عمري إلى فندق الخليج... كان ذلك في الصيف، وهناك علمني الخمر والسجائر، ووجدت نفسي بعد أسبوع واحد امرأة، وأخذ يفعل ذلك حتى في البيت، ليلاً وأمي نائمة، ونهاراً، وأنا لا أرى فرقاً بينه وبين أي شاب آخر، إلى أن تعرفت إلى الشاعر الشاب... كان خجولاً ورومانسياً إلى حد ما، وأنا كنت أريده مثل أبي... وحين أعدت عليه وصل العلاقة، اصطحبته بسيارتي في تلك الليلة إلى منزلنا... كان أبي يشارك في احتفال خيري، وأمي لا تفتح فمها، فقد عوّدها أبي ألا تتدخل في شؤونه أو شؤوني، وأطاعته... شربنا قليلاً أو كثيراً... لا أعرف! فوجئ الشاعر بي... صرخ وشتمني... ثم ضربني... فجأة سمعته يهددني بفضيحة مجلجلة... وهنا شعرت بالخوف... قلت له بلطف: هل تتزوجني؟ قال : ليس قبل أن أعرف الرجل الأول... قلت ببساطة: أبي... بهت، وصرخ وأصبح مجنوناً تماماً... قال إنه سيخبر الشرطة والناس والجامعة.. فجأة جاء أبي... قلت له: هذا الشاب زميلي، وهو يريد أن يتزوجني، وأنا موافقة... لم يجد الشاعر ما يقوله... وأنا ملت على أبي وأخبرته أن هذا الشاب صار خطيراً علينا... قال أبي فجأة: لم لا تتزوجان الليلة؟ اذهبا إلى غرفة نوم البنت، وتزوجا... دخلنا، وأغلق والدي الباب من الخارج، ثم فتحه بعد حين، ولم نكن فعلنا شيئاً يذكر بعد... دخل أبي ببطء، ثم وضع عنق الشاعر بين راحتيه وأصابعه الغليظة، وأخذ يشد بقوة إلى أن انتهى الأمر... بعد ذلك قام أبي بنقله في سيارته، وحمله على كتفه ليلاً بعد أن أخبرته أن مفتاح بيت الدرج موجود في جيب الشاعر... صعدنا ببطء، ولم أكن خائفة، فقد اعتاد الشاعر أن يصعد وحده حين يعود إلى بيته، واعتاد الأهل ذلك أيضاً، وكثيراً ما كان يقضي ليلة كاملة هناك، ولا يعرف أحد ذلك إلا في الصباح... مدده أبي قرب خزان المياه... كانت الفكرة كلها مني... خلع عنه ملابسه، ثم حمله، وفتح باب الخزان الثقيل، وألقى به، وعدنا... قال المحقق بدهشة: ولكن الطبيب الشرعي قال إن الشاعر قد مات غرقا؟ قالت الفتاة : الطبيب كذاب... لقد دفع له أبي مقابل التقرير... هل اكتفيت؟ صمت المحقق وخرج! كاتب أردني