التقى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مقره أمس، زعماء الجالية المسلمة في أنحاء بريطانيا، للبحث في سبل مكافحة التهديدات"الإرهابية"وأسباب وكيفية تحوّل الشباب المسلمين في بريطانيا إلى انتحاريين، عقب إصدار نحو 500 من الفاعليات المسلمة في المملكة المتحدة فتوى بإدانة تفجيرات لندن. وعبر بلير ل25 من زعماء الجالية المسلمة، عن دعمه لهم في شأن مشاكلهم. وقال رئيس الوزراء إن اللقاء كان"مؤثراً"وبرهن عن"درجة الوحدة الملحوظة داخل الجالية"والاختلاف في وجهات النظر السياسية. وبعد اللقاء، قال زعيم المحافظين مايكل هاورد إنه من مسؤولية الزعماء المسلمين الوصول الى الشباب في مجتمعاتهم لتجنب تأثير"بائعي الشر"عليهم. وأضاف:"علينا بذل أكثر مما فعلنا حتى الآن لنجعل كل من في مجتمعنا الرائع فخوراً لكونه بريطانياً". من جهته، قال زعيم حزب الديموقراطيين الاحرار تشارلز كينيدي إن ممثلي الجالية المشاركين اتفقوا على تشكيل قوة تقاد داخلياً لمكافحة التطرف. وأعرب مسؤولو الحكومة البريطانية عن شعورهم"بالرضا"عن الفتوى التي أعرب فيها علماء وزعماء الجالية المسلمة وائمتها، عن تعازيهم لعائلات الضحايا، وصرحوا بأن الإسلام"ينهي تماماً"عن استخدام العنف وإزهاق أرواح الأبرياء. وقبيل الاجتماع، كانت توقعات بأن يعلن بلير عن دعمه للقادة الذين سيكشفون النقاب عن المشاكل التي تواجههم في مجتمعاتهم، إلى جانب التركيز على ما وصفه بلير ب"الأيديولوجية الشريرة". وقال ممثل المنتدى الإسلامي- البريطاني عنايات بنغلاولا إن الغضب يتزايد في نفوس الشباب المسلم الذي يعاني من الفشل ونسبة بطالة مرتفعة. ولفت بنغلاولا إلى التقرير الصادر عن المركز الملكي للشؤون الدولية تشاتم هاوس الذي رأى أن الحرب على العراق سهلت استغلال غضب المسلمين لشن اعتداءات إرهابية. ورأى إنه يمكن للحكومة البريطانية أن تسأل نفسها عن دور سياستها الخارجية في ما حدث. واعتبر ان على الحكومة البريطانية أن تطلق حواراً مع المسلمين لإقناعهم بعدم تجاهل مشاكلهم. الفتوى وأصدر المنتدى الإسلامي البريطاني الفتوى في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس. ووقف زعماء الجالية المسلمة من مختلف أنحاء المملكة المتحدة أمام مبنى البرلمان للاستماع إلى قراءتها. وجاء في نص الفتوى أن"موقف الإسلام واضح ولا جدال فيه، وهو أن قتل نفس واحدة يعادل قتل المجتمع بأسره ومن لا يظهر احتراماً للحياة البشرية فهو عدو للإنسانية". وأضاف:"إننا نصلي من أجل هزيمة التطرف والإرهاب في العالم، وندعو من أجل أن ينتصر السلام والأمن والانسجام في بريطانيا العظمى المتعددة الثقافات". والمنتدى الإسلامي البريطاني، جماعة تأسست في آذار مارس الماضي، وتضم تحت لوائها نحو 300 مسجد. وستقرأ الفتوى في المساجد في أنحاء بريطانيا في خطبة يوم الجمعة المقبل.