اكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وجود تباين في وجهات النظر بين اعضاء اللجنة المركزية لحركة"فتح"لكنه شدد على ان"الخلافات تبقى ضمن اطار المؤسسة"، في وقت اعتبرت حركتا"حماس"و"الجهاد الاسلامي"ان دعوة اللجنة جميع الفصائل الى المشاركة في حكومة وحدة وطنية"فكرة جيدة"من حيث المبدأ. ووصف عباس اجتماع اللجنة المركزية الذي بدأ الخميس في مقر المجلس الوطني الفلسطيني في عمان بانه"تاريخي ومهم وضروري"، لكنه لم ينف وجود خلافات بين اعضاء اللجنة"فلدينا تباين في وجهات النظر لكن الخلافات تبقى في اطار المؤسسة". وتابع ان"فتح عمرها اربعون سنة ولن تهتز من أي حدث". وأوضح:"بحثنا في الوضع السياسي وخصوصاً الانسحاب الاسرائيلي"المرتقب من قطاع غزة منتصف آب اغسطس المقبل. الا انه لم يحدد الخطوات التي ستتخذها السلطة الفلسطينية حيال الانسحاب الاسرائيلي. وأشار عباس الى ان اعضاء اللجنة المركزية، وعددهم 21 شخصاً توفي خمسة منهم، ناقشوا"وضع الحركة وضرورة عقد المؤتمر السادس لحركة فتح باسرع وقت ممكن، كونه لم يعقد منذ خمسة عشر سنة". وكان المؤتمر الخامس للحركة عقد في صيف 1989 في تونس. وقررت اللجنة المركزية اول من امس تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر السادس برئاسة محمد غنيم رئيس لجنة التعبئة والتنظيم، مرجحة انعقاده"بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية"من دون تحديد موعد معين. واضاف رئيس السلطة:"تطرقنا الى الانتخابات التشريعية وضرورة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير واعتقد ان نتائج الاجتماع ستكون ايجابية على مجمل أوضاع الحركة". ودعا رئيس الوزراء أحمد قريع، من جهته،"جميع الفصائل الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لنواجه الخطر ونستعد جميعاً للانسحاب الذي نريده هادئاً وسلمياً ومنظماً". وكان قريع قال الخميس إن"اللجنة المركزية قررت دعوة جميع الفصائل الفلسطينية للمشاركة في حكومة وحدة وطنية ... في هذه المرحلة الخطرة". وواصلت اللجنة المركزية اجتماعاتها امس بعدما قررت تشكيل لجنة لمتابعة الانتخابات التشريعية والبلدية المقبلة وتم الاتفاق على ضرورة اجرائها قبل العشرين من كانون الثاني يناير المقبل. وقال نائب رئيس الوزراء نبيل شعث ان اللجنة تواصل بحث الاوضاع التنظيمية لحركة فتح ومنظمة التحرير وخصوصاً اعادة تشكيل المجلس الوطني، مؤكداً ان بياناً"مهماً جداً"سيصدر في ختام الاجتماعات اليوم. في هذا الوقت، اعتبرت حركتا"المقاومة الاسلامية"حماس و"الجهاد الاسلامي"امس ان دعوة اللجنة المركزية لحركة"فتح"جميع الفصائل الفلسطينية للمشاركة في حكومة وحدة وطنية"فكرة جيدة"من حيث المبدأ، وقال الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري انه"من حيث المبدأ، فإن فكرة وجود جسم وطني يشارك فيه الجميع لادارة ملف الانسحاب والاشراف على الانتخابات المقبلة خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة، جيدة". وأكد ابو زهري ان موقف"حماس"يقضي"بتشكيل مرجعية وطنية تشارك فيها جميع القوى الفلسطينية وليس بالضرورة ان يتم ذلك عبر الحكومات". واضاف:"من حيث المبدأ فكرة العمل الجماعي جيدة لكن الخلاف حول الوسيلة". وأوضح خالد البطش، أحد قادة حركة"الجهاد الاسلامي"، ان دعوة اللجنة المركزية لفتح"قابلة للدرس بين القوى التي ترغب في المشاركة والأمر يتطلب استكمال الحوار الوطني حول موضوع الشراكة السياسية"، لكنه اضاف:"اننا في الجهاد الاسلامي لن نكون في أي حال من الاحوال شركاء في هذه الحكومة طالما بقي الاحتلال جاثماً على ارضنا". وتابع ان"التسميات ليست شيئاً مهماً. فالاحتلال لا يزال موجوداً ومع ذلك لا نمانع ولا ندين من يريد ان يشارك. بالعكس ندعو من يريد للمشاركة في هذه الحكومة، لكننا نحن نؤخر مشاركتنا الى ما بعد الانسحاب الاسرائيلي الكامل". الى ذلك، قال رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي أمس انه سيعود الى قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي الكامل المرتقب في منتصف آب المقبل. وأوضح على هامش اجتماع للجنة المركزية للحركة"اذا انسحب الاسرائيليون من غزة، ساعود للاقامة فيها، لكنني لا اقبل وجود اي اثر امني اسرائيلي او استيطاني فيها". واضاف انه"لا يمانع في وجود مصري على المعابر والحدود الى جانب الوجود الفلسطيني"، مؤكداً أن"حركة فتح تقبل بتعاون امني مع الاخوة المصريين عند الحدود وبتدريب رجال الامن الفلسطينيين اذا انسحب الاسرائيليون".