قال رئيس الجمهورية إميل لحود أمس ان لبنان"يستعد الآن لبداية مرحلة جديدة من العمل السياسي والوطني تمكنه من تجاوز الظروف الصعبة التي مر بها قبل أشهر نتيجة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما وما تلى ذلك من تداعيات وهي تعيد ترسيخ أمنه واستقراره وتطلق من جديد مسيرة النهوض الاقتصادي وتجعل الدولة قادرة على ايلاء الشؤون الحياتية للمواطنين الأهمية التي تستحق". وأكد لحود لدى استقباله وزير خارجية أرمينيا فارتان اوسكانيان أمس انه"فور تشكيل الحكومة الجديدة فإن ورشة كبرى ستنطلق لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ التضامن بين اللبنانيين وتجاوز المناخات السلبية التي رافقت الانتخابات النيابية، كي يتمكن لبنان من مواجهة الاستحقاقات المرتقبة داخلياً واقليمياً ودولياً". واعتبر ان"الاصلاحات الداخلية ومكافحة الهدر والفساد هي من الخطوات المتوقعة في سبيل تحقيق التغيير المنشود الذي طالما دعونا اليه خلال السنوات الماضية وتعثر البدء به لاعتبارات عدة"، معرباً عن تفاؤله بتجاوب جميع المعنيين على الساحة الداخلية مع هذه الخطوات. ودعا لحود الى متابعة التطورات الاقليمية نظراً للانعكاسات التي يمكن ان تحدثها على الأوضاع في عدد من الدول العربية ومنها لبنان، مؤكداً ثبات الموقف اللبناني الداعي الى ايجاد حل عادل وشامل لأزمة الشرق الأوسط يقوم على تطبيق القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة. ونقل نائب وزير خارجية روسيا الكسندر سلطانوف الى الرئيس لحود رسالة شفهية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمنها تحياته وتمنياته للبنان بالتقدم والازدهار، ثم عرض لوجهة نظر بلاده من التطورات الداخلية اللبنانية، والمستجدات الاقليمية. وأكد استعداد موسكو للتعاون مع الحكومة الجديدة المرتقب تشكيلها، في مختلف الميادين التي تهم البلدين. وجدد تأكيد"احترام بلاده لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض التدخل في شؤونه الداخلية من أي طرف"، معتبراً"ان حل المواضيع المتصلة بالشؤون اللبنانية يكون من خلال الحوار بين اللبنانيين أنفسهم". من جهته، شكر لحود وقوف الاتحاد الروسي الى جانب لبنان في مختلف الظروف، مؤكداً الحرص على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. وعرض الرئيس لحود لوجهة نظره من الاوضاع الداخلية بعد الانتخابات النيابية والاستعدادات الجارية لتشكيل حكومة جديدة، مؤكداً"ان اللبنانيين يتطلعون الى المستقبل بأمل وتفاؤل في امكان تجاوز تداعيات جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والتي يشدد لبنان على ضرورة الاسراع في انجاز التحقيق الدولي فيها من أجل كشف ملابساتها والجهات التي تقف وراءها". واعتبر لحود"ان كل الجرائم التي ارتكبت حتى الآن هدفها ضرب الاستقرار الذي نعم به لبنان خلال السنوات الماضية"، مؤكداً"وقوف اعداء لبنان وراءها". وحذر"من محاولات اسرائيلية هدفها اعادة التوتر الى منطقة الجنوب". وأكد في هذا المجال"تمسك لبنان بضرورة تمكين قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب من القيام بالمهمات المحددة لها استناداً الى القرار الرقم 425".