عُرف الفنان محمد رياض بأدواره الجادة الرصينة، إذ قدم دور الشاب الهادئ صاحب المبادئ والمثل العليا في مسلسل"مشوار امرأة"، ولعب دور الشقيق الأكبر الأكثر حكمة في مسلسل"امرأة من زمن الحب"، لذلك أصابتنا الدهشة عندما علمنا أن محمد رياض يلعب حالياً دور شاب شرير في مسلسل"المنصورية"الذي يصور في مدينة الانتاج الإعلامي في القاهرة، ما حكاية هذا الدور؟ ولماذا قبله؟ وهل يخشى أن يغير رأي المشاهدين فيه؟ وكيف يرى أزمة الإنتاج التلفزيوني الحالية؟ كلها أسئلة طرحناها على الفنان محمد رياض. ما قصة مسلسل"المنصورية"وما دورك فيه؟ - المسلسل من تأليف فايز غالي وإخراج ياسر زايد وبطولة عزت العلايلي ورانيا فريد شوقي. وهو عمل ضخم يحكي عن شريحة من المجتمع، يشير إليهم المؤلف بسكان منطقة المنصورية في الجيزة، هؤلاء الذين يمكن أن نطلق عليهم لقب"كريما"المجتمع، من الذين يسكنون الفيلات والقصور الراقية، المسلسل يستعرض تلك الطبقة بكل سلبياتها وإيجابياتها وتغيراتها الاجتماعية والاقتصادية بعد الانفتاح، والاقتصاد المصري وارتباطه بالاقتصاد العالمي. المسلسل جريء وأقوم فيه بدور جلال حسن أبو الوفا ابن رجل أعمال وطني، كان أحد رجال الجيش في الأصل، وبعد التقاعد بنى صرحًا اقتصاديًا وطنيًا كبيراً، وجلال هو نتاج التركيبة الاجتماعية السائدة حالياً. يؤمن بمنطق القوة وأن الغاية تبرر الوسيلة، ويملك المال والسلطة والنفوذ وكلها مقومات خطيرة عندما تكون في يد شخص غير طبيعي وشخصية مدمرة لنفسها ومن حولها. ألا تخشى رد فعل المشاهدين عندما تقدم دوراً جديداً لم يتعودوا عليه منك؟ - اجل الدور جديد عليّ وقطعاً سيراني المشاهدون بشكل مختلف عما اعتادوه. فالشخصية شريرة جداً، وتميل إلى الإجرام، لكنه إجرام الطبقة التي يمثلها جلال. وأنا لا أخاف ردود أفعال المشاهدين، الأدوار التي تعجبني ألعبها بشكل جيد يرضي الناس حتى لو دُهشوا في البداية. ما معايير اختيارك أو موافقتك على الأدوار التي تعرض عليك؟ - أولاً أن يكون النص جيدًا، وأن يكون الانتاج كبيراً وأن يكون الإخراج قويًا، تلك هي العناصر التي تهمني في أي عمل، لأنها لو توافرت سيخرج العمل جيداً وناجحاً، فالنص الجيد والإخراج القوي والانتاج الكبير تضمن وجود فريق عمل يتم اختياره بعناية، لأن اختيار الأبطال عليه 70 في المئة من نجاح العمل ككل، تلك هي معايير الاختيار عندي، إضافة إلى عنصر آخر مهم هو الدور الذي سألعبه، لا بد من أن يكون مؤثراً في الأحداث وأن تدور الأحداث حوله، ولو فقد العمل المعروض عليَّ أحد تلك العناصر اعتذر فوراً. لعبت دور البطولة أمام النجمة نادية الجندي عندما ذهبت إلى المشاهدين في المنازل من خلال مسلسل"مشوار امرأة"، كلمنا عن تلك التجربة؟ - قدمت من قبل مع النجمة نادية الجندي فيلمين،"مشوار امرأة"هو العمل الثالث الذي أقف أمامها فيه، صحيح أنه الأول بالنسبة للفيديو لكننا تعاونا من قبل، وهي فنانة ممتازة وتحب عملها في شكل كبير، وانتظرها المشاهدون بلهفة لأنها لم تكن خدمت عملاً للتلفزيون منذ سنوات طويلة. لذلك انتظرها الجمهور بشوق وأعتقد بأن المسلسل كان ناجحاً جداً. أين أنت أو بمعنى أدق أين جيلك من السينما؟ - أنا بدأت عام 1994 وقتها كان التلفزيون فاتحاً لنا ذراعيه، في المقابل كانت السينما في قمة أزمتها، ولم يكن هناك انتاج سينمائي سوى ثلاثة أو أربعة أفلام كل عام للفنانين عادل إمام ونادية الجندي ومحمود عبدالعزيز، لذا لم تكن أمامنا فيها فرصة على رغم أننا عملنا في السينما من خلال نجومية هؤلاء، حتى وان كنت قدمت فيلم"يوم الكرامة"العام الماضي فإنني وجدت نفسي في مسلسلات التلفزيون. ومن الجائز أن بدايتنا التلفزيونية أنا وأبناء جيلي حجبت عنا السينما، على اعتبار أن نجم السينما يجب ألا يستهلك نفسه في الدراما التلفزيونية.