سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس المكلف زار مراجع دينية وسط استمرار الدعوات الى تسريع تأليف الحكومة . السنيورة : متفق مع لحود على الحل المباشر وصفير لم يبارك التشكيلة لكنه ليس مستاء
لم تسفر زيارات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة إلى المرجعيات الدينية أمس، عن حل عقدة التشكيلة الحكومية. وقال السنيورة بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير أمس، انه"لم ينل بركة البطريرك للتشكيلة الحكومية التي قدمها للرئيس لحود، كما انه لم يسمع من غبطته كلام استياء منها"، مستغرباً"الكلام عن خلل لغير مصلحة المسيحيين لجهتي التمثيل وتوزيع الحقائب". وأكد"أهمية استقامة العلاقة المؤسساتية بين رئيسي الجمهورية والحكومة وتجاوز علاقة الوسطاء والإعلام". وعن مطالبة الوزير السابق سليمان فرنجية كتلة"المستقبل"بتبني المزيد من الإيجابية، رد السنيورة:"نحن نتعامل بإيجابية"، مبرراً تغييب كتلة"الإصلاح والتغيير"برئاسة النائب ميشال عون عن الحكومة"بضرورة تشكيل حكومة منسجمة تضم عدة مؤاتية للعمل في المستقبل". ونقل السنيورة عن صفير"تقديره وتثمينه لما قمت به من خطوات حتى الآن ورغبته الشديدة في أن يصار إلى الإسراع في تأليف حكومة تستطيع أن تعالج المشكلات الداهمة والمسائل التي يعاني منها الشعب اللبناني على شتى الصعد وتكون قادرة أيضاً على القيام بالعمل الإصلاحي". وأضاف:"سأعمل كل جهدي للدفاع عن هذه التشكيلة التي كنت قد تقدمت بها والتي ما زلت اعتقد بأنها تعبر عما نراه ممكناً ضمن الظروف القائمة لمعالجة المشاكل التي نراها في الفترة المقبلة، وإننا ما زلنا في انتظار رأي فخامة الرئيس في شأن هذه التشكيلة وعندها يصار إلى النظر للنتائج". ورداً على سؤال عن استياء صفير من التشكيلة ومطالبته بأن يقوم الموارنة بتسمية وزرائهم، قال السنيورة:"لم اسمع من غبطته هذا الكلام"، مشيراً إلى أن"هناك قضايا لم تعد تحتمل الانتظار على الإطلاق وبحاجة إلى حل اليوم قبل الغد وبالتالي علينا أن نسارع إلى تأليف هذه الحكومة. أما الأمر الثاني فان هناك ضرورة ماسة لأن يكون هناك فريق عمل متجانس". وأوضح السنيورة انه تداول مع الرئيس نبيه بري حول الموضوع المتعلق بمحاسبة الحكومة، و"اعتقد بأن الرئيس بري ذكر في خطاب له في مجلس النواب أنه يود أن يدعو الحكومة عندما تتألف إلى جلسات أسبوعية، ويعني بذلك أن تستقيم عملية المحاسبة للحكومة ويقوم مجلس النواب بالتشريع وبالرقابة والمحاسبة وتقوم الحكومة بالسلطة التنفيذية كي لا يصار إلى الخلط ما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية". ورداً على سؤال عما إذا سيعدل التشكيلة الحكومية في ضوء المواقف التي نقلت عن الرئيس لحود، قال السنيورة:"أحد الأمور التي كان لي شرف التحدث فيها مع فخامة الرئيس، إن العلاقة يجب أن تكون بيننا ونبحث الأمر مع بعضنا، وأنا ذهني وعقلي منفتحان للبحث، ولا احب أن أتلقى الأمور عبر الصحف وعبر الوسطاء، كما أنني ذكرت لفخامته انه إذا كان هناك من أمر أود أن ابحثه فلا أريد أن ابحثه عبر وسطاء أو مستشارين، ابحثه شخصياً معه وهذه هي العلاقة الصحيحة التي يجب أن تسود بيننا وبين الوزراء أيضاً"، مضيفاً أن"الممثلين المسيحيين الموجودين في الحكومة لا غبار على مسيحيتهم على الإطلاق، وأيضاً هؤلاء الناس اعتقد بأانهم يمثلون عدة المستقبل التي يجب أن ننظر دائماً إليه وليس فقط إلى الماضي، وبالنسبة للحقائب إذا نظرنا إلى توزع الحقائب على الوزراء هناك 11 حقيبة للمسلمين و 11 حقيبة للمسيحيين، إذا سرنا بهذا الطرح وبهذا الأسلوب اعتقد بأن توزعها، إذا نظرنا بكثير من التعمق بعملية التوزيع ولمن يحمل هذه الحقائب، فيه عدالة فائقة، الأمر الآخر يجب ألا ننسى أبداً أن مجلس الوزراء هو كل متكامل يعني ليس مسلماً ومسيحياً فقط، انهم وزراء في حكومة متضامنة يعملون معاً ويتباحثون دائماً في مجلس الوزراء معاً في كل المسائل والقضايا". وقال:"نحن واقفون والعالم يقول لنا انه مستعد لمساعدتنا لكن عليكم أن تساعدوا أنفسكم، وإذا لم نساعد أنفسنا فما من أحد سيقف إلى جانبنا"، مضيفاً:"أنا على ثقة بأن المجتمع الدولي راغب بالمساعدة من خلال تأليف حكومة إصلاحية حقيقية في لبنان تتولى عملية الإصلاح الحقيقي الذي هو لمصلحتنا وليس لأننا نستجيب لرغبة خارجية. هناك قول عربي مأثور:"خذوا الحكمة ولا تسألوا من أي وعاء خرجت". نحن نريد الإصلاح وهو لمصلحتنا ومستقبلنا، ومصلحة اللبنانيين وعيشهم لا تتم إلا من خلال حكومة إصلاحية متجانسة، وبالتالي قادرون عندها أن نطرق كل الأبواب". وحول"المواجهة في الشارع"، قال السنيورة:"التعبير عن الرأي حق كل مواطن وأنا ديموقراطي حتى العظم واعني ذلك، ويجب أن نحاسب على أساسه، ومن الطبيعي أن هناك من سيكون داخل الحكومة ومن سيكون خارجها وهذا حق وأنا سأدافع عن قوله لرأيه كما أدافع عن رأيي". وزار السنيورة أمس، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان وميتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة. من جهة ثانية، علمت"الحياة"من اوساط مقربة من البطريرك صفير، ان لا علم له بالمواقف التي نقلت عنه في خصوص الملاحظات التي ابداها حول التركيبة الوزارية المقترحة، لا سيما بالنسبة الى توزيع الحقائب على الوزراء المسيحيين وتحديداً الموارنة، وأن هناك من يحاول الزج باسمه في السجال الدائر حول تأليف الحكومة. وبحسب المعلومات، فإن السنيورة عرض على صفير اسماء المرشحين للدخول في الوزارة، وأن الأخير لم يدخل في تفاصيل توزيع الحقائب، لكنه اثار اسناد حقيبة المال الى الدكتور جهاد ازعور بذريعة انه من ابرز اعضاء فريق العمل الذي كان يعمل معه اثناء توليه في السابق وزارة المال. ورد السنيورة مؤكداً ان ازعور عمل معه وأنه يتميز بكفاية عالية وأنه حمل اسم لبنان في المؤسسات المالية والمصرفية الدولية التي تكن له كل احترام وتقدير، مشيراً الى ان من غير الجائز الوقوف في الماضي بدلاً من التطلع الى المستقبل خصوصاً ان هناك حاجة الى توزيره لما لديه من إلمام كاف في شؤون وشجون وزارة المال. وتطرق السنيورة الى موقف لحود خلال استعراضه للمواقف السياسية من تشكيل الحكومة، وقال انه لم يسمع أي كلام سلبي منه حيال التركيبة الوزارية وانه كان اتفق معه من اول الطريق على ان من الأفضل اذا كانت لديه ملاحظات ان يبلغه اياها مباشرة من دون أي وسيط او عبر وسائل الإعلام. اما بالنسبة الى تمثيل رئيس"التيار الوطني"العماد ميشال عون في الحكومة، فأكد السنيورة انه لم يوفر جهداً من اجل اقناعه، بناء لرغبته ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري بضرورة عدم استبعاده. وفي هذا السياق، عرض السنيورة على صفير شريط الاتصالات والمفاوضات التي اجراها مع عون، والتي ساهم فيها في شكل اساسي الحريري متمنياً عليه القيام بجهد لإقناعه بصرف النظر عن قراره بعدم الاشتراك. وفي المواقف، أكد رئيس"كتلة الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد"على ضرورة الصدقية في الالتزام وان يشترك في الحكومة كل من يستطيع ان يخدم هذا الوطن". وأيد النائب علي بزي"على انخراط الجميع في قيامة لبنان الجديد". واعتبر النائب وائل أبو فاعور"أننا ربما نكون اليوم في زمن التعطيل المنظم، ثلث معطل في مجلس الوزراء يعطل تشكيل الحكومة من قبل قوى في السلطة وقوى كانت في المعارضة"، مضيفاً أن"هناك قوس قزح يمتد من ريف دمشق إلى بعبدا إلى الرابية يريد إعاقة الحياة السياسية في البلاد، وكل كلام غير ذلك هو غير مقنع للبنانيين".