بعد اخراجها"الجهاد الاسلامي"من تفاهمات"الهدنة"، عادت اسرائيل الى استهداف"حركة المقاومة الاسلامية"حماس فاغتالت خمسة من اعضائها على الاقل في غزة وسفليت القريبة من نابلس شمال الضفة الغربية، في تطور ينذر بصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة ويقوض التفاهم الفلسطيني الداخلي الخاص بالحفاظ على اتفاق القاهرة الذي جرى برعاية مصرية ومراقبة دولية مركزة في ظل تكثيف اسرائيل انتهاكاتها لتفاهمات"شرم الشيخ". ودعا رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل السلطة الفلسطينية الى التوقف عن"سياستها الخاطئة"، مشدداً في الوقت ذاته على ان الدم الفلسطيني خط احمر لن يتم تجاوزه بأي حال من الاحوال، ومشيراً الى ان"التهدئة"باتت بعد استئناف الاغتيالات الاسرائيلية"موضع دراسة"لدى الحركة. طالب القيادي في"حركة المقاومة الاسلامية"حماس الشيخ حسن يوسف الرئيس محمود عباس ابو مازن ب"جمع الفلسطينيين تحت سقف واحد ليتحاوروا في ما بينهم على اساس ان الحوار هو اللغة الوحيدة بين الفلسطينيين للتوافق تحت اي ظرف كان". وقال ل"الحياة":"اطالب الاخ أبو مازن رئيس الشعب الفلسطيني والاب الذي يجب ان يحتضن الجميع بدعوة الجميع الى الجلوس تحت سقف واحد ليتحاوروا في ما بينهم خصوصاً ان الجميع يعلم ان سبب كل المآسي هو عدم التزام اسرائيل التهدئة واستمرارها في سلوكها العدواني ضد الشعب الفلسطيني". جاء ذلك في وقت تبادلت وزارة الداخلية الفلسطينية برئاسة اللواء نصر يوسف وحركة"حماس"الاتهامات في"حرب بيانات"عن الجهة المسؤولة عن التدهور المفاجئ والخطير الذي شهدته مدينة غزة مساء الخميس ونهار الجمعة ووصل ذروته في الاشتباكات المسلحة العنيفة التي اندلعت بين قوات الامن الفلسطينية ومقاتلين من الحركة في حي الزيتون الذي يعتبر احد معاقل"حماس"في القطاع، لتصل النتيجة الى مقتل طفل وشاب مدنيين فلسطينيين واصابة اكثر من 20 آخرين بجروح مختلفة في مشهد غاب عن غزة منذ سنوات. وشرع الجيش الاسرائيلي بحشد اعداد كبيرة من قواته معززة بآليات مدرعة شمال قطاع غزة استعداداً لشن هجوم بري"لم ير له الغزيون مثيلاً"بحسب تصريحات كبار المسؤولين الاسرائيليين، بعد ان اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على اربعة مواقع فلسطينية شمال القطاع ووسطه وجنوبه. ومع بدء بوادر استعادة الهدوء في شوارع غزة المضطربة وغياب المظاهر المسلحة فيها في ضوء جهود"الوساطة"لحركة"الجهاد"، اغتال الطيران الحربي الاسرائيلي خمسة من عناصر"كتائب عز الدين القسام"الجناح العسكري لحركة"حماس"في نابلس وغزة، في خطوة رأى المراقبون انها ستسهم في تصعيد المواجهات بين السلطة و"حماس"التي تصر على"حقها في مقاومة الاحتلال والرد على خروقه للتهدئة". وبدأ التوتر في اعقاب اطلاق قوات الامن الفلسطينية النار على سيارة كان يستقلها مسلحون من"كتائب القسام"كانوا في طريق عودتهم بعد اطلاق عدد من الصواريخ باتجاه المستوطنات وبلدة سديروت الحدودية مع القطاع، ما ادى الى اصابة خمسة منهم بجروح وصفت اصابة احدهم بأنها خطيرة. وحملت"حماس"وزير الداخلية الفلسطيني مسؤولية ما حدث واتهمته باصدار"قرار سري يقضي باطلاق النار على كل مقاتل يحاول اطلاق الصواريخ". اقالة وزير الداخلية وطالبت"حماس"في بيان لها بإقالة وزير الداخلية الفلسطينية والمسؤول عن الاجهزة الامنية اللواء نصر يوسف، متهمة اياه باصدار"تعميم"على هذه الاجهزة يقضي بالعمل على منع اطلاق الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع باتجاه اهداف اسرائيل و"ان اقتضى الامر استخدام السلاح". وجاء في البيان الشديد اللهجة ان"استمرار اللواء يوسف في هذا المنصب الخطير ستنتج عنه مخاطر"، محذراً من"التفكير الاهوج الذي يقوده بعض قيادات السلطة". واضاف البيان في وصف ما حدث:"في الوقت الذي قام به مجاهدو كتائب القسام بالرد على العدوان المتواصل على أهلنا في الضفة من اجتياحات واغتيالات وقتل عشوائي كان اخره قتل شرطي فلسطيني في طولكرم واغتيال ناشط من كتائب شهداء الاقصى والتغول على الجهاد الاسلامي، اقدمت قوات الامن الوطني الفلسطيني على ارتكاب جريمة بحق مجاهدينا فأطلقت عليهم النار بشكل مباشر بعد تأديتهم واجبهم الوطني وأصابت أربعة، أحدهم بجروح خطيرة، واستمرت باستهداف المجاهدين في حي الزيتون والشاطئ صباح الجمعة واصابت عددا منهم، ما يؤكد ان الامر مبيت ومخطط". واضاف البيان:"اننا ننظر الى هذا الجرم الخطير على انه عودة بالساحة الفلسطينية الى العهد البائد الذي تلطخ بملاحقة المجاهدين واعتقالهم والتعرض لهم وتنفيذاً لأوامر وزير الداخلية في التعيمم الصادر في 7- 6 - 2005 والذي يعطي فيه تعليمات صريحة باستخدام السلاح واطلاق النار على المجاهدين"، مشيرا الى حادث اطلاق النار الذي طاول مجموعة من"سرايا القدس"الجناح العسكري لحركة"الجهاد"قبل ايام. واتهم البيان وزير الداخلية بالوقوف وراء"مجزرة مسجد فلسطين"في غزة قبل سنوات. من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية"حماس"بالعمل على شق الصف الفلسطيني و"نقض تعهداتها واستباحة الدم الفلسطيني والاصرار على تصعيد الموقف باستخدام السلاح"، معتبرة ان الأمر"لا يمكن السكوت عليه". واشار بيان لوزارة الداخلية ان"السلطة لن تتراجع عن فرض القانون مهما كلف الأمر"، وان"حماس دأبت اكثر من مرة على اطلاق الصواريخ والقذائف بتزامن مع حضور الرئيس"ابو مازن"الى قطاع غزة... بهدف الابتزاز وممارسة الضغط". وفي بيان لها وصلت نسخة منه الى"الحياة"، حمّلت حركة"فتح"مسؤولية ما حدث"كاملة على حماس". وناشد البيان"العقلاء في حماس بوأد رأس الفتنة"، مؤكداً ان"حماس ليست بديلاً أو رديفاً للسلطة، ولا توجد على الاراضي الفلسطينية سوى سلطة شرعية واحدة". وانتقد البيان"مبرر حماس لما حدث بأنه يوجد تعميم من وزارة الداخلية بمنع اطلاق الصواريخ... هذا يناقض كل الاسس المتعارف عليها لدولة ذات سيادة لأن السلطة ووزير الداخلية يقررون السياسة الأمنية في السلطة". وفي الوقت الذي أكدت"اذاعة الجيش الاسرائيلي"حشود قوات الاحتلال الاسرائيلية تساندها آليات مدرعة شمال قطاع غزة استعداداً لهجوم بري رداً على اطلاق صواريخ القسام باتجاه المستوطنات، اشارت مصادر اسرائيلية متطابقة الى ان الجيش يستعد"بجدية لتنفيذ خطة عسكرية للانسحاب من غزة تحت اطلاق النار". واشارت صحيفة"معاريف"العبرية الى ان الاف الجنود الاسرائيليين في طريقهم الى قطاع غزة وان الجيش"يستعد لخطط مخزونة لتنفيذ الانفصال تحت النار .. ويفترض وفق هذه الخطط ان يرسل مجموعات مكلفة السيطرة على المدن الفلسطينية المجاورة للمستوطنات قبل اخلائها، وسيطرة كهذه قد تكون مصحوبة بمعارك شديدة داخل مناطق مأهولة". وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حلوتس خلال ندوة انه"لن يكون هناك انسحاب تحت النار". ونقل عنه القول ان"التهدئة آخذة بالتآكل... واسرائيل ستضطر الى الرد عسكرياً اذا تواصلت الاوضاع في غزة على ما هي عليه". واضاف ان"حماس اخرجت نفسها من لعبة التهدئة. اذا لم تسيطر السلطة على التنظيمات، فإن ذلك سيدعو اسرائيل الى معالجة الارهاب اولا وقبل الانسحاب من غزة". وقال الوزير يتسحق هرتسوغ ان"المخربين لن ينعموا بيوم واحد من الراحة سنقضي عليهم جميعاً... اسرائيل اثبتت قدرتها العسكرية". ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قوله"إن الجيش الاسرائيلي سيرد بقوة لم يُر لها مثيل".