استشهد ستة مقاومين فلسطينيين ليل الثلاثاء الأربعاء خلال عملية توغل وقصف اسرائيلية في جنوب قطاع ردت عليها الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية بقصف جنوب اسرائيل بعشرات الصواريخ في أخطر خرق للتهدئة منذ حزيران (يونيو) الماضي. وقالت مصادر طبية "ان خمسة نشطاء قتلوا في غارتين على شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة، بينما استشهد السادس خلال عملية توغل شرق دير البلح جنوب قطاع غزة". ونعت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في بيان لها "ستة من نشطائها خمسة في قصف صهيوني شرق القرارة جنوب قطاع غزة والسادس شرق دير البلح وسط قطاع غزة ". من جانبهم اعلن مسؤولون اسرائيليون ان ناشطين فلسطينيين اطلقوا قبيل فجر الأربعاء حوالى خمسين صاروخا من قطاع غزة على النقب. ولم يوضح ناطق باسم الجيش الإسرائيلي وآخر باسم منظمة نجمة داوود الرديف الإسرائيلي لجمعية الصليب الأحمر ما اذا أدت هذه الصواريخ الى خسائر. واعلنت حالة تأهب في جنوب (إسرائيل) تحسبا لاطلاق صواريخ جديدة من غزة، حسبما ذكرت اذاعة الجيش الإسرائيلي. وقالت ناطقة باسم الجيش لوكالة (فرانس برس) ان " 35صاروخا على الأقل اطلق صباح (الأربعاء) على جنوبفلسطينالمحتلة من قطاع غزة"، موضحة ان " 19صاروخا ايضا اطلقت ليلا على (إسرائيل)". من جهتها، تحدثت الشرطة عن سقوط ثلاثين صاروخا. وجاء اطلاق الصواريخ بعد توغل اسرائيلي في قطاع غزة في عملية هي الأخطر منذ اعلان التهدئة بين (إسرائيل) والمقاومة الفلسطينية في حزيران (يونيو) الماضي. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي ان "وحدة للمظليين تساندها قوة من سلاحي الهندسة والطيران تدخلت في قطاع غزة قرب الحاجز الحدودي، حيث رصدت الاستخبارات نفقا لخطف جنود". واضافت ان "جنود الاحتلال حددوا مبنى حفر تحته النفق وتصدوا لفدائيين تحصنوا فيه ثم قاموا بتفجير النفق قبل ان يعودوا" الى داخل الحدود. وتابعت ان "اربعة جنود اسرائيليين اصيبوا بجروح طفيفة في هذه العملية الآنية ونقلوا الى مستشفى" في (إسرائيل)، معتبرا ذلك "انتهاكا خطيرا من قبل (حماس) للتهدئة المطبقة منذ حزيران (يونيو) الماضي بين (إسرائيل) والفصائل الفلسطينية" - على حد قوله -. وزعم ان هذه "العملية المحددة لا تشكل انتهاكا للتهدئة". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس "هذا خرق كبير للتهدئة وعدوان خطير على شعبنا ويؤكد المحتل انه غير معني بالتهدئة انما بالتنغيص من خلال التوغل بالدبابات والطائرات، عندما يجري الحديث عن تقارب فلسطيني فلسطيني" في اشارة الى الحوار الفلسطيني الذي يبدأ في التاسع من الشهر الحالي في القاهرة. واعتبر برهوم ان "ما قامت به كتائب القسام هو رد على العدوان ودفاع عن شعبنا الفلسطيني" مؤكدا ان "المحتل يتحمل المسؤولية وعلى مصر ان تلزم المحتل بوقف عدوانه (...) التهدئة لن تمنعنا من حقنا بالرد على اي عدوان". من جهتها قالت كتائب القسام في بيان ان "مجاهدي القسام تمكنوا من دك المغتصبات والمواقع الصهيونية المحاذية لقطاع غزة بالصواريخ وقذائف الهاون، وذلك ردا على المجزرة الصهيونية التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المجاهدين وسط وجنوب قطاع غزة". اما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فاعلنت في بيان "ان التهدئة المعلنة في غزة لن تمنع المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها سرايا القدس من الرد على هذا العدوان والتصعيد المستمر بحق أرضنا وشعبنا والذي بلغ حدا ليل الثلاثاء/ الأربعاء شرق دير البلح الصامدة".