عززت مجموعة تيليفونيكا الإسبانية مواقعها في قطاع الاتصالات المغربي، بعد فوز حليفها المحلي ميدي تيليكوم، بمناقصة الشبكة الثانية للهاتف الثابث, الذي شاركت فيه كل من مجموعة أوراسكوم المصرية, وشركة ماروك كونيكت المغربية. وتلتزم الشركة المغربية - الإسبانية تطوير تقنيات الصوت والصورة والمعطيات عبر خدمات الانترنت، والقيام باستثمارات لم يتم تحديد قيمتها, يرجح أن تبلغ نحو 800 مليون يورو في مرحلتها الأولى, علماً ان تطوير خدمات شبكة الهاتف الثابت، وتوسيع انتشار الإنترنت إلى المناطق والقرى النائية، يحتاجان الى استثمارات تقدر بنحو سبعة بلايين دولار. وكانت ميديتيل دخلت سوق المغرب في عام 1999، عقب منافسة دولية على الشبكة الثانية للهاتف الخلوي التي يبلغ عدد مشتركيها نحو ثلاثة ملايين حالياً, وسبق ان دفعت للحكومة المغربية مبلغ 1.08 بليون دولار لتطوير الشبكة الثانية. ويعتقد خبراء ان فوز ميديتيل ينسجم مع واقع سوق الاتصالات المغربية، بسبب وجود احتكار تمارسه اتصالات المغرب في مجال استغلال شبكة الهاتف الثابت وخدمات الإنترنت والاتصالات الدولية, وان دخول غريمتها إلى مجال خدمات الإنترنت قد يكسر الاحتكار ويوسع استخدام تلك الخدمات الى المناطق التي تشكو نقصاً في التجهيزات والبنى التحتية. وستعتمد ميديتيل على حليفتها القوية تيليفونيكا، التي تملك أقماراً اصطناعية تمتد من إسبانيا الى أميركا اللاتينية، عبر المغرب وجزر الخالدات. وترغب الرباط في تطوير علاقاتها الثقافية والاقتصادية مع الدول الناطقة بالإسبانية، وهي اللغة الأجنبية الثانية المعتمدة في المغرب بعد الفرنسية وقبل الإنكليزية. ويراهن المغرب على خفض أسعار الاتصالات، وتوسيع استعمال الإنترنت في المدارس والجامعات والإدارات العامة، وصولاً الى عشرة ملايين شخص بحلول عام 2010. ويعتقد خبراء ان كلفة الهاتف الثابث وخدمات الإنترنت تبدو مرتفعة في مقابل العائدات، إذا ما قورنت بإيرادات الهاتف الخلوي وأرباحه، ما يشكل أساس ديناميكية السوق, وقد يكون من أسباب انكفاء بعض الشركات الدولية عن تقديم عروض في المناقصة الدولية التي أعلنها المغرب في 24 أيار مايو الماضي. وبحسب الخبراء، فإن الظروف الإقليمية كانت غير مساعدة بالنسبة الى شركة أوراسكوم المصرية، التي تدير شبكة الهاتف الخلوي في الجزائر.