تحيي البوسنة الذكرى العاشرة لمجزرة سريبرينيتسا شرق اليوم، في وقت يتصاعد الاستياء من بقاء المسؤولين الرئيسيين عنها: زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش بعيداً من متناول محكمة لاهاي. وكانت المجزرة التي ذهب ضحيتها نحو سبعة آلاف شخص، بدأت حين اقتحمت القوات الصربية مدينة سريبرينيتسا في 11 تموز يوليو 1995، وتواصلت عمليات قتل سكانها حتى 17 منه، وذلك على مرأى ومسمع الوحدات الهولندية العاملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي كانت مكلفة حماية المدينة، باعتبارها ملاذاً آمناً بقرار دولي. وتوقع تلفزيون ساراييفو مشاركة اكثر من خمسين ألف شخص من انحاء البوسنة، في المراسم التي تقام في منطقة بوتوتشاري القريبة من سريبرينيتسا والتي انشئت فيها مقبرة لضحايا المذبحة ونصب تذكاري لهم. وتجرى بالمناسبة، اعادة دفن 610 اشخاص من ضحايا المجزرة الذين تم التعرف إليهم، بعدما انتُشلت جثثهم من ستين مقبرة جماعية، ونقلوا من ساراييفو الى بوتوتشاري امس في موكب جنائزي مهيب شارك فيه الآلاف من البوسنيين. وأشار تلفزيون ساراييفو، الى ان ممثلين عن نحو خمسين بلداً سيحضرون الى سريبرينيتسا للمشاركة في مراسم احياء الذكرى اليوم، من بينهم وزير الخارجية البريطاني جاك سترو والمفوض الأوروبي لشؤون توسيع الاتحاد الأوروبي اولي روهن ووزير الخارجية الهولندي بن بوت، اضافة الى زعماء من منطقة البلقان، من بينهم الرؤساء: الكرواتي ستيبي ميسيتش والألباني ألفريد مويسيو واتحاد صربيا والجبل الأسود سفيتوزار ماروفيتش والصربي بوريس تاديتش. وأعلنت المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي، انها"لن تحضر الى سريبرينيتسا لمناسبة الذكرى العاشرة للمجزرة، ما دام المتهمان الرئيسان بارتكابها، كاراجيتش وملاديتش، لا يزالان فارين ويتمتعان بالحرية من دون جهود كافية لإلقاء القبض عليهما".