درهم وقاية خير من قنطار علاج. في محاولة لتطبيق هذه المقولة، أطلقت وزارة الصحة اللبنانية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشركة"هوفمان لا روش"أخيراً، حملة وطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي في بيروت. وتطال الحملة، التي تركز على التوعية باهمية استخدام التصوير الشعاعي للثدي، الذي يُعرف علمياً باسم ماموغرافي mammography، كل المناطق اللبنانية. وتسمح للسيدات بأن يخضعن لفحص شعاعي بأسعار رمزية. كما يستفدن من توجيهات آخرى ربما ساعدتهن على اكتشاف ذلك المرض في مراحله الاولى. وينفق لبنان الكثير على الطب العلاجي. ويسبب هذا الإنفاق خسائر مادية جسيمة إلى جانب الخسائر البشرية والمعاناة الإنسانية. ويعتبر ذلك من اسباب التركيز على الطب الوقائي. وتعتبر حملة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي حلقة في مسلسل من حملات مُشابهة تطال الأمراض المستعصية والمزمنة ضمن خطة وطنية شاملة تعتمد الوقاية كعنصر أساسي في مواجهة المرض. التصوير الشعاعي للثدي في هذا الإطار، توسّعت دائرة المستشفيات التي تُقدّم الصورة الشعاعية للثدي، بسعر مخفوض. وتضم دائرتها المستشفيات الخاصة والحكومية، اضافة إلى المراكز الخاصة والجمعيات الأهلية وغيرها. وقد استهلت الحملة هذه السنة بعمل اعلامي مُكثف شمل الصحف والتلفزيونات والمناشير واعلانات الشوارع وغيرها. ووزّعت كتيبات باللغتين العربية والإنكليزية في مكاتب شركة"طيران الشرق الأوسط"المنتشرة حول العالم للتشديد على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي في أ كثر من 45 بلداً. ويذكر ان حملة العام 2004 شملت موقع"روش أرابيا"على شبكة الإنترنت ، roche-arabia.com ، اضافة الى قسم متخصص على موقع وزارة الصحة اللبنانية public-health.gov.lb ، وموقع مكتب منظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط"امرو"leb.emro.who.int . وأنشئ خط هاتف خاص لتأمين التوجيهات لأقرب المراكز المشاركة في الحملة إضافة إلى معلومات أخرى مهمة عن المرض. وتطالب حملة الوقاية من سرطان الثدي، النساء من عمر 40 عاماً فما فوق، إجراء صورة"ماموغرافي". ويشدد كثير من الاختصاصيين في الأورام على كون العامل الوراثي مهماً في سرطان الثدي، لكنه ليس سبباً وحيداً. والمعلوم ان الرجال يعانون أيضاً من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بمعدل يتراوح بين 1و2 في المئة. ويصل معدل الإصابة لدى النساء إلى 30 في المئة. ويصاب الرجال بسرطان الثدي في عمر متقدم يناهز ال 60 عاماً. تعددت التشخيصات والعلاج واحد في العام 2003، بلغت نسبة الاصابات بين الرجال عربياً ثلث نسبتها لدى النساء. ويشدد اختصاصيو الاشعة على غياب الخطر من تعرض الإنسان إلى صور أشعة من نوع ماموغرافي. فقد أصبحت الآلات الشعاعية حديثة. ويمكن أن يتحمل الإنسان فوق الألف صورة. وفي سنوات سابقة، شملت خطة وزارة الصحة زيارة القرى كلها في عيادة متنقلة أُجري فيها الفحص العادي للكشف المبكر عن سرطان الثدي. ومن جانبه، يُشدد مكتب"منظمة الصحة العالمية"في لبنان على اهمية التحالف الفعال بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات الرعاية الخاصة وتلك العاملة في حقل الإعلام والإعلان والمنظمات غير الحكومية، لإنجاح حملة الوقاية من سرطان الثدي في جميع الاراضي اللبنانية. وخصصت المنظمة جزءاً مهماً من نشاطات البرنامج الوطني للأمراض غير الانتقالية للحد من انتشار السرطان بأشكاله المختلفة والوقاية منه. ويتابع البرنامج إقامة السجل الوطني للسرطان. وتكمن أهميته في إعطاء صورة واضحة عن وضع مرض السرطان في لبنان وتزايده لاتخاذ إجراءات للحد من انتشاره. كما يتعاون مع برنامج التدخين للحد من انتشار هذه الآفة التي تعتبر من مسببات السرطان المهمة. ويبدو أن مرض سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى على لائحة الأمراض السرطانية.