استبق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي لقاء القمة المرتقب بين الرئيس محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون بطرح مطالبهما ومواقفهما التي كشفت توافقاً على ضرورة تنفيذ"تفاهمات شرم الشيخ"، وخلافا في شأن قضية الاسرى قد يؤدي الى تعثر القمة. راجع ص4 وتضاربت امس المواقف في شأن موعد القمة، اذ أعلنت اسرائيل انها ستعقد في القدسالمحتلة في 11 الجاري، وهو ما أكده ايضا القصر الملكي في عمان الذي اعلن ان القمة تأتي"استجابة لمساع"قام بها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، في حين نفى"ابو مازن"تحديد موعد للقمة، واوضح مسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات انه تم تحديد"موعد مبدئي"للقاء هو 11 الجاري، ملمحاً الى احتمال ارجاء هذا الموعد استنادا الى نتائج الاجتماعات التي سيعقدها مع مستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية دوف فايسغلاس اعتبارا من اليوم للاتفاق على الموعد وجدول الاعمال. وبالنسبة الى جدول أعمال القمة، اعلن"ابو مازن"ان"تفاهمات شرم الشيخ"والاستيطان والجدار العازل والقدس ستكون في صلب المحادثات، وقال:"اذا حدد موعد للقاء، فلدينا مطالب كثيرة اولها قضايا شرم الشيخ واخرى تتعلق بوقف الاستيطان والجدار وتهويد القدس"، موضحا ان"قضايا شرم الشيخ هي بلا شك الاسرى والمبعدون والانسحابات الاسرائيلية الاخرى". اما عريقات فقال:"سنبحث بشكل اساسي تنفيذ الاستحقاقات الفلسطينية والاسرائيلية في خريطة الطريق، وهي بالنسبة الى الجانب الفلسطيني وجود سلطة واحدة وسلاح شرعي واحد واستكمال اجراء الانتخابات، ومن الجانب الاسرائيلي وقف العنف ضد الفلسطينيين في كل مكان ووقف النشاط الاستيطاني والافراج عن الاسرى وحل مشكلة المبعدين وعدم اتخاذ اي اجراءات تعوق الانتخابات التشريعية المقبلة". واضاف ان السلطة ستطرح قضية اغلاق ملف اعتقال الامين العام ل"الجبهة الشعبية"احمد سعدات المتهم بالتورط في اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001، وايضا المسؤول المالي السابق في منظمة التحرير الفلسطينية فؤاد الشوبكي المتهم بتهريب اسلحة لحساب السلطة. اسرائيليا، اكدت مصادر قريبة من شارون ان اسرائيل ستلتزم"تفاهمات شرم الشيخ"وستقدم"بادرات حسن نية"لتعزيز مكانة الرئيس الفلسطيني، لكنها سترفض البحث في امكان اطلاق اسرى"ملطخة ايديهم بالدماء"او الموافقة على تزويد السلطة عتادا وذخيرة. واضافت ان الهدف من وراء القمة التي تعقد قبل ايام من زيارة"ابو مازن"لواشنطن ولقائه الرئيس جورج بوش، هو تعزيز مكانة عباس في مقابل"حماس"، وفي الوقت نفسه تجنب ضغوط سياسية على اسرائيل قد تمارس بعد لقاء عباس مع بوش. وقال وزير المال ايهود اولمرت ان اسرائيل"مستعدة لاتخاذ مبادرات لتسهيل الحياة اليومية للفلسطينيين من دون تعريض امننا للخطر"، مضيفا ان"عباس لا يمكنه ان يأمل باطلاق معتقلين ايديهم ملوثة بدم اسرائيلي". يذكر ان"تفاهمات شرم الشيخ"التي تم التوافق عليها في قمة جمعت عباس وشارون في المنجتع المصري في شباط فبراير الماضي، تتحدث عن اطلاق اسرى فلسطينيين، وتسليم الامن في خمس من اصل ثماني مدن في الضفة الى السلطة، وازالة الحواجز بين مدن الضفة، والاتفاق على عودة مبعدين في اوروبا الى منازلهم، وموافقة اسرائيل على اعادة اعمار مطار غزة. ومن هذه التفاهمات لم تنفذ اسرائيل سوى اطلاق دفعة اولى من الاسرى تشمل 500 معتقل، ثم دفعة ثانية من 400 معتقل، كما لم تسلم الى السلطة الا الادارة الامنية لمدينتي اريحا وطولكرم.