استبقت اسرائيل تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة امس بتهديدها وبتهديد المواطنين اللبنانيين"بالهدم والخراب اذا سمحوا لحزب الله ان يغامر بمستقبل لبنان". وكان متوقعاً ان يقدم رئيس دائرة حفظ السلام جان ماري غايينو تقريراً الى مجلس الامن مساء امس في شأن العنف على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، وان يؤكد ان"حزب الله"هو الذي بدأ التصعيد. كما من المتوقع ان يصدر مجلس الامن بياناً رئاسياً يشير فيه الى ان العنف انبثق من لبنان. وحمّلت مناشير ألقاها الطيران الاسرائيلي في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، صباح امس"الحكومة اللبنانية المسؤولية عن كل عمل عدائي ينطلق من الاراضي اللبنانية ضد اسرائيل". ودعتها الى فرض سيادتها في الجنوب ومنع"حزب الله"من دفع المنطقة الى التصعيد الخطر. وهذه المرة الاولى التي تلقي الطائرات الاسرائيلية بيانات من هذا النوع منذ سنوات، وجاء هذا التطور قبل ساعات من انتهاء الاستشارات النيابية التي اجراها رئيس الجمهورية اميل لحود، الى تسمية الوزير السابق فؤاد السنيورة لتأليف الحكومة الجديدة، بعد ان سماه، للمرة الاولى في لبنان السواد الاعظم من اعضاء البرلمان أي 126 من اصل 128 نائباً. راجع ص2 و3 وشكل تكليف السنيورة، أحد اعضاء الحلقة الضيقة من المقربين جداً لرئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري وعائلته، وأحد اقرب اصدقائه وحافظي اسراره والمساهمين في خططه المالية والاقتصادية والاصلاحية، ترجمة طبيعية لفوز"تيار المستقبل"الذي يتزعمه سعد الدين رفيق الحريري بأكبر كتلة نيابية في البرلمان بعد الانتخابات الاخيرة، وبأكثرية المقاعد مع حلفائه. وجاء شبه الاجماع على تسميته نتيجة اتصالات اجراها الحريري مع زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون لدعوته الى المشاركة في حكومة"عمل وطني"في المرحلة المقبلة والاتفاق على مبدأ الشراكة مع حلفائه في الحكومة، على رغم التنافس الانتخابي الذي حصل بين التيارين في عدد من المناطق. وكانت جبهة الجنوب شهدت امس هدوءاً حذراً وأعلن التلفزيون الاسرائيلي امس عن قيام الطيران الحربي بغارات على مناطق حدودية لبنانية عصر أمس. وأبلغ لبنان امس مجلس الامن الدولي بالخرق الجوي الذي حصل اول من امس. واعتبرت مصادر في"حزب الله"ان التصعيد الاسرائيلي الاخير يدل الى حجم الانفعال الاسرائيلي مما آلت اليه الانتخابات النيابية في لبنان، ومحاولة لفرض بند نزع سلاح الحزب على جدول اعمال الحكومة اللبنانية الجديدة، مشيرة الى"اننا متوافقون مع كل القوى السياسية اللبنانية على المرحلة المقبلة، ولذلك لا معنى للحديث عن رسائل داخلية". وفي نيويورك، دفعت الولاياتالمتحدة نحو اصدار بيان باسم مجلس الأمن في شأن التصعيد بين"حزب الله"وإسرائيل يتضمن شمول القرار الدولي الرقم 1559 ل"حزب الله"باعتباره ميليشيات مسلحة. لكن فرنسا قاومت ذكر القرار في بيان المجلس لأنها"رفضت منذ البداية الخلط بين 1559 وبين المسألة اللبنانية الإسرائيلية"، بحسب ديبلوماسي فرنسي شدد على"أن فرنسا متعلقة جداً بالقرار 1559". وطلبت الولاياتالمتحدة انعقاد جلسة مشاورات لمجلس الأمن أمس الخميس بعدما بعثت اسرائيل برسائل الى رئيس المجلس للشهر الجاري، سفير فرنسا، جان مارك دولا سابليير، حملت فيها"حزب الله"مسؤولية المبادرة الى النزاع. واستعد المجلس لاصدار بيان يدلي به رئيسه امام الصحافة يعبر عن"القلق البالغ من الهجوم الذي انبثق من الجانب اللبناني"، ويطالب الحكومة الللبنانية ببسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية"بما في ذلك نشر الجيش اللبناني"حتى الحدود، ويشدد على ضرورة احترام"الخط الازرق"الذي وضع مزارع شبعا خارج الاراضي اللبنانية، معتبراً انها اراض سورية تحتلها اسرائيل. وقالت المصادر الاميركية"ان فرنسا عارضت ذكر ال 1559 في البيان"، مؤكدة ان"الولاياتالمتحدة تدفع بشدة"نحو تضمين البيان للقرار لان"حزب الله"ميليشيا مسلحة تنطبق عليه دعوة تجريده من السلاح. واستبعدت مصادر في مجلس الامن ذكر القرار في البيان بسبب معارضة بعض اعضائه، علماً ان البيان الرئاسي يتطلب اجماع كامل اعضاء المجلس.