سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مساعي التهدئة مستمرة في الجنوب اللبناني واستعادة جثث شهداء المقاومة مجلس الأمن يدعو الحكومة اللبنانية إلى احتكار استعمال القوة ويحمل «حزب الله» المسؤولية
لم تتوقف مساعي التهدئة لاعادة الوضع في جنوب لبنان إلى هدوئه الذي كان عليه قبل مواجهات الاثنين الماضي، في حين تنشط حركة المفاوضات التي تتخذ من مقر قيادة الطوارئ الدولية في الناقورة من أجل استعادة جثامين .. المقاومة الثلاثة الذين سقطوا في مواجهات يوم الاثنين. ويسود اعتقاد أن هذه المفاوضات ستتوصل إلى اتفاق يستعيد بموجبه «حزب الله» جثامين شهدائه، خصوصا وأن الاتصالات التي قادها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مع سفراء الدول الكبرى ولا سيما فرنسا والولايات المتحدة وأمين عام الأممالمتحدة كوفي عنان في التعجيل في حل هذه المشكلة، في وقت ذهب فيه «حزب الله» إلى حد التهديد باسقاط وقف اطلاق النار غير المعلق في حال عدم تسليمه الجثامين الثلاثة. وكانت قيادة «حزب الله» قد أبلغت الرئيس السنيورة ان الحزب ليس في وارد تفجير الوضع العسكري في الجنوب، وان على المجتمع الدولي الضغط على الدولة العبرية لوقف استفزازاتها العسكرية المتمادية والتوقف بالتالي عن مواصلة خروقاتها وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية جواً وبحراً وبراً. ولا تتوقع مصادر مطلعة أن تكون لدعوة مجلس الأمن الدولي الحكومة الدولية إلى تنفيذ كامل بنود القرار الدولي 1559 أية تداعيات سياسية مؤثرة على مجرى الأحداث الجارية، وذلك في ظل بروز التوافق اللبناني القائم على كواتيه الأساسية، وهي التي عبر عنها زعيم الأغلبية النيابية النائب سعد رفيق الحريري الذي كانت له تصريحات ملفتة أكد فيها على أن القرار 1559 غير قابل للتنفيذ الفوري بكامله، لأن ثمة أمورا في هذا القرار لا نوافق عليها ولا يمكن أن نطبقها من دون أن يكون هناك حوار وطني. وقال النائب الحريري: «نحن لدينا القرار ولدينا سلاح المقاومة الذي حرر جزءا كبيرا من الأراضي اللبنانية المحتلة، ودعا إلى عدم الطلب منا، نزع هذا السلاح فنحن لنا كرامتنا الوطنية وسوف نتحاور فيما بيننا لنرى إلى أين يمكن أن نصل. ورأى أن ثمة أولويات أخرى من بينها موضوع رئاسة الجمهورية . ميدانيا باشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعيها الحثيثة وعملها في موضوع استعادة جثث الشهداء الثلاثة الذين استشهدوا خلال المواجهات العنيفة التي جرت مساء الاثنين الماضي على محور مزارع شبعا المحتلة بين قوات الاحتلال الاسرائيلي و«حزب الله» وذلك بعد تلقيها طلبا رسميا من قبل الحكومة اللبنانية و«حزب الله». وكشف المسؤول الإعلامي في اللجنة كريم المفتي ان اللجنة فور تلقيها هذا الطلب باشرت اتصالاتها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تل أبيب، مشيراً إلى أن عملية التنسيق قد بدأت بين اللجنة للوصول إلى الهدف المرجو وهو استعادة جثامين الشهداء. وكان «حزب الله» قد ابلغ الجهات الدولية الإنسانية والعسكرية والأوساط الدبلوماسية المعنية بأنه سوف يحدد مهلة زمنية لأجل إعادة جثث الشهداء وإلا فهو سيكون في حل من الاتفاق على وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه قوات الطوارئ الدولية ليل الاثنين. ولاحظ مصدر مسؤول في الحزب أن ما جرى في محيط ميس الجبل، حيث سقط المظلي الإسرائيلي أمس الأول. معزول عما جرى في مزارع شبعا ومحيطها، مستغرباً أن (إسرائيل) قالت إن المظلي الذي وقع في حقل ألغام على الحدود كان يقود طائرة شراعية، في ظل الوضع المتوتر وفي الوقت الذي التزم فيه المستوطنون منازلهم ومنعوا من التجول. وأكد المصدر أن الأمور في الوقت الراهن تتجه نحو التهدئة، كاشفاً عن اتصالات بين الإسرائيليين وقوات الطوارئ من جهة وبين الطوارئ والحكومة اللبنانية وقيادة الحزب من جهة ثانية، إضافة إلى وجود اتصالات من قبل عدد من السفراء مع الحكومة اللبنانية بغية العمل على الحؤول دون تفاقم الوضع وتعقيده. وقال إن قيادة الحزب ابلغت من يعنيهم الأمر أن (إسرائيل) يجب أن تلتزم بوقت قريب، بتسليم جثث الشهداء، وإلا سيكون للمقاومة كلام آخر، مبدياً اعتقاده بأن (إسرائيل) ستلتزم بوعدها لأنها تبلغت الرسالة بصورة جيدة. تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ادان قبل مغادرته دولة قطر أمس الأول الانتهاكات الإسرائيلية، معتبراً أن المطلوب تسليم جثث المقاومين الذين سقطوا، مؤكداً أن هذا الأمر ضروري من أجل نزع فتيل التوتر على الحدود الدولية للبنان. يذكر أن المواجهات كانت قد أسفرت عن مقتل أربعة من «حزب الله» وجرح 11 جندياً إسرائيلياً فيما حمل مجلس الأمن الدولي الليل الفائت وبالإجماع «حزب الله» مسؤولية المبادرة إلى التصعيد مع (إسرائيل) عبر الخط الأزرق، ودعا إلى احترام جميع الأطراف للخط الفاصل بين إسرائيل ولبنان وإلى ضبط النفس. وعبَّر السفير الأميركي في الأممالمتحدة جون بولتون عن ارتياحه لتحميل مجلس الأمن المسؤولية لحزب الله في المواجهات التي تجددت أمس الأول بعد أن سقط مظلي في الأراضي اللبنانية قبل أن يتمكن من العودة إلى (إسرائيل). وأعرب المجلس عن قلقه العميق إزاء الحوادث الأخيرة الخطيرة التي وقعت على امتداد الخط الأزرق، مبدياً أسفه للأحداث التي لحقت بالجانبين نتيجة للاشتباكات. وأهاب بجميع الأطراف أن تحترم الخط الأزرق بأكمله وأن تمارس أقصى درجات ضبط النفس وتمتنع عن أي عمل يمكن أن يزيد تصعيد الوضع. وأكد المجلس دعوته حكومة لبنان إلى أن تبسط سلطتها وتمارس احتكارها لاستعمال القوة في جميع اراضيها وفقاً لقرارات مجلس الأمن.