حصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على وعود أميركية بالعمل على منع وقوع هجمات لحزب العمل الكردستاني ضد بلاده. جاء ذلك خلال زيارته لواشنطن التي تم الاتفاق خلالها على عقد اجتماع ثلاثي في أنقره بين مسؤولين أمنيين عراقيين وأميركيين واتراك، للبحث في سبل التعاون في ما بينهم لمنع تسلل عناصر الحزب من شمال العراق إلى الاراضي التركية والحيلولة دون تهريب المتفجرات والسلاح. وخرج وزير الخارجية التركي عبدالله غل الذي يرافق أردوغان في زيارته، من لقائه مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس متفائلاً. ونقل عن رايس قولها إن الاميركيين لن يسمحوا بأي عمل إرهابي يستهدف تركيا انطلاقاً من العراق. وجاء ذلك بعدما شدد غل على أهمية الامر، مشيراً إلى أن الجيش التركي يفقد بشكل شبه يومي، جنوداً يقتلون في مكامن للحزب الكردستاني في جنوب شرقي تركيا. وأكد أن الامن التركي يقبض من وقت لآخر على عناصر من الحزب تخطط لتفجيرات في المدن التركية ويعثر معها على متفجرات وأسلحة. وشدد البيت الابيض على ضرورة تكثيف التعاون مع تركيا في الحرب على الارهاب، مطالباً انقرة باعادة النظر في علاقاتها مع دمشق وطهران. قبرص إلى ذلك، أعلن غل أن رايس وعدت بتلبية رغبة بعض اعضاء الكونغرس الاميركي الذين زاروا قبرص الاسبوع الماضي، رفع الحصار عن الشطر الشمالي التركي من الجزيرة، مشيراً الى احتمال سماح واشنطن لشركات الطيران الاميركية بالهبوط في شمال قبرص. وكان ملف حزب العمال الكردستاني موضع سجال بين عسكريين أتراك وأميركيين خلال ندوة الحوار الاميركي -التركي التي عقدت في واشنطن عشية زيارة أردوغان، إذ أشار نائب قائد الاركان التركي ألكر باشبوغ الى أن الجيش التركي يجد صعوبة في فهم أسباب عدم تحرك القوات الأميركية ضد عناصر الحزب الكردستاني في شمال العراق. في المقابل أكد الجنرال الاميركي بيتر بيس على ضرورة اتباع كل السبل السلمية المتاحة أولاً ضد حزب العمال الكردستاني قبل الاتجاه إلى الخيار العسكري، مشيراً إلى عدم جاهزية القوات العراقية حالياً للمشاركة في هذا الأمر، ووجود أولويات أمنية أخرى في العراق. تطابق وجهات النظر من جانبه صرح أردوغان إلى الصحافة التركية بأن وجهتي النظر الأميركية والتركية تجاه مستقبل العراق، أصبحتا متطابقتين، ولا يوجد خلاف حاليًا في هذا الشأن. واستبق أردوغان اجتماعه مع الرئيس الاميركي مساء أمس، بلقاءات مع ممثلي الجاليتين اليهودية والتركية في الولاياتالمتحدة. كما شارك في غداء عمل مع عدد من الديبلوماسيين الأميركيين الذين خدموا في تركيا ومع ليز تشيني ابنة نائب الرئيس الاميركي التي تعمل في الخارجية الأميركية. سورية كما استبق الوفد التركي لقاء بوش - أردوغان بالإعلان عن تصريحات متضاربة إزاء الموقف من سورية وإيران، إذ قال نائب قائد الأركان التركي باشبوغ إن تركيا ترى في حصول إيران على السلاح النووي تهديدًا مباشراً للأمن التركي، وأبدى دعمه لجهود الحلف الاطلسي الرامية إلى الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل. وفي وقت نقل الاعلام عن غل وصفه النظام السوري ب"القمعي الديكتاتوري"، قال أردوغان إنه سيحاول إقناع الإدارة الاميركية بتخفيف الضغوط على دمشق من أجل الافساح في المجال لعملية التغيير والاصلاح هناك. من جهة أخرى، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي روبرت زوليك عقب لقائه أردوغان، أن على تركيا أن تنظر إلى أبعد من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى ضرورة ألا تهمل تركيا أي خيار استراتيجي مستقبلي مع أميركا أو الشرق الأوسط. وجاء ذلك خلال تعليقه على رفض الاوروبيين الدستور الأوروبي. ويأتي ذلك في إطار توجه سياسي أميركي لا يريد لعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي أن تتنامى على حساب العلاقات التركية - الاميركية، ويشدد على توازي المسارين بدلاً من أن يكون أحدهما بديلاً للآخر.