شنت السلطات الصربية حملة اعتقالات ضد افراد"وحدة العقارب الصرب"شبه العسكرية التي كانت تابعة لوزارة الداخلية الصربية عام 1995 وشاركت في تنفيذ المجزرة التي ذهب ضحيتها نحو سبعة آلاف مسلم من مدينة سريرينيتسا شرق البوسنة، فيما اعرب الرئيس الصربي بوريس تاديتش عن استعداده لزيارة المدينة وتقديم اعتذار لسكانها. ونقل تلفزيون بلغراد عن وزير حقوق الاقليات رئيس اللجنة الحكومية للتعاون مع محكمة لاهاي راسم لياييتش، امس، ان"حملة الاعتقالات بدأت مساء الاربعاء الماضي وستستمر حتى يتم القبض على كل المشتبه بهم في المشاركة بجريمة سريبرينيتسا". واضاف ان"اكثر من عشرة اشخاص كانوا ينتمون الى وحدة العقارب الصرب التي ظهرت صور افراد منها وهم يطلقون النار على ستة من مسلمي سريبرينيتسا، اعتقلوا ومن بينهم قائدان، للوحدة هما: بيرا بيتراشيفيتش والكسندر ملاديتش". ووصف الرئيس الصربي تاديتش الذين قاموا بجريمة سريبرينيتسا، بأنهم"وحوش اساؤوا الى سمعة الامة الصربية، ويجب ان ينالوا العقاب العادل جراء ما اقترفوه من جرائم مروعة بحق اشخاص لم يرتكبوا ذنباً، ومن المؤلم ان هؤلاء القتلة كانوا احراراً حتى الآن". واعرب تاديتش عن حزنه"الشديد لما اظهره الشريط المسجل من صور لمجرمين ينتمون الى الصرب". واكد استعداده لتسليم المتهمين الى محكمة لاهاي اذا طلبت ذلك، كما اشار الى انه سيقوم بزيارة مدينة سريبرينيتسا"لتقديم اعتذار لأهلها".واعتبرت المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي اثناء وجودها في ساراييفو امس، اعتقال عناصر وحدة العقارب الصرب شبه العسكرية، بأنه"عمل رائع". ونشرت الشريط منظمة انسانية صربية، بعدما استخدمته محكمة لاهاي كدليل ادانة ضد الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، وهي المرة الاولى التي تظهر مثل هذه الصور في وسائل الاعلام الصربية. من جهته، افاد عضو هيئة الرئاسة البوسنية سليمان تيهيتش، ان الشريط"يؤكد ان سلطات دول اجنبية هي صربيا، مارست العدوان العسكري على البوسنة بالسماح للعسكريين من قواتها بتنفيذ مجزرة سريبرينيتسا". والى ذلك، قالت صحيفة"دنيفني آفاز"ان صربيا، لن تستطيع بعد الآن مواصلة التهرب من حقيقة ضلوعها في العدوان المسلح الذي تعرضت له البوسنة - الهرسك من 1992 - 1995، ولم يعد في مقدورها السماح للمجرمين بالنوم آمنين في اراضيها".