الروح الرياضية النموذجية هي شعار مباراة الليلة بين الارجنتينوالمكسيك في هانوفر في نصف نهائي كأس القارات 2005 لكرة القدم، والاتحاد الدولي خصص المباراة لروح النجم الكاميروني الراحل مارك فيفيان فويه الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في ملعب غريلان في ليون الفرنسية قبل عامين بالتمام والكمال، في مباراة بلاده ضد كولومبيا في نصف نهائي البطولة الماضية، وسقط في منتصف الشوط الثاني على أرض الملعب من دون حراك ومن دون أي اشتراك من أي لاعب آخر، وخصص الاتحاد الدولي صندوقا مقداره مليون فرنك سويسري لرعاية اطفاله حتى يكملوا مراحلهم التعليمية، ويحمل لاعبو المنتخب المكسيكيوالارجنتيني شارات ولقطات للنجم الكاميروني الراحل تخليداً لذكراه. والكفتان متقاربتان في مباراة اليوم سواء في المدرجات بعد أن نفدت كل تذاكر المباراة او في الملعب، ولن يتأثر المكسيكيون بغياب اللاعبين الاساسيين ارون غاليندو وسالفادور كارمونا اللذين قررت ادارة البعثة ترحيلهما قبل مباراة اليونان، وأكد الاتحاد الدولي أن اللاعبين لم يخضعا لكشف المنشطات في المباراتين اللتين شاركا فيهما ضد اليابانوالبرازيل، وأن كل التحاليل في المباريات السابقة في الدور الأول جاءت سلبية، ولكن الاتحاد المكسيكي أكد أن اللاعبين متورطان في تعاطي المنشطات خلال جولة تدريبية سابقة، وأن تحليلاً أجري لهما في لوس انجيليس قبل البطولة مباشرة جاء ايجابياً، وهو ما استوجب استبعادهما قبل التحقيق معهما واصدار العقوبة المناسبة ضدهما. وسيشرب منتخب الارجنتين اليوم من الكأس نفسها التي تذوقها البرازيليون كثيراً، وهي مواجهة أحد ابنائهم في الجبهة المنافسة، ويقود المدرب الارجنتيني ريكاردو لافولبي المنتخب المكسيكي بكفاءة، ولم يخسر الفريق على يديه على مدار 20 مباراة متتالية، وحقق الفوز على البرازيل بطلة العالم 1- صفر في الدور الأول، ويضع لافولبي بصماته على أسلوب لعب المنتخب حتى أن البعض أكد أنه يحرك اللاعبين مثل قطع الشطرنج، وهو ما وضح في الأسلوب الدفاعي النموذجي من دون تراجع أو تكتل أمام منطقة الجزاء، ولدى المكسيك أقوى دفاع في البطولة واهتزت شباكها بهدف واحد في 3 مباريات بينما اهتزت شباك البرازيل بثلاثة أهداف وكل من المانياوالارجنتين بخمسة أهداف.والمدرب المساعد لريكاردو لافولبي هو الحارس الأشهر في تاريخ المكسيك، جورج كامبوس الذي ذاع صيته بانطلاقاته الهجومية وملابسه الزاهية وتخطى حاجز 100 مباراة دولية، ويتذكر كامبوس جيدا مباراته ضد الارجنتين في نهائي كوبا اميركا 1993 في اكوادور، وخسرها المكسيكين 1-2، ولكنهم تحولوا بعدها الى منتخب كبير وتوج بطلاً لكأس القارات 1999 واصبح بين الكبار في كل المسابقات العالمية، ولا ينسى كامبوس هدفي النجم الارجنتيني غابرييل باتيستوتا في مرماه والحارس الارجنتيني العملاق غويكوتشيا الذي حال دون فوز المكسيك. ويرى كامبوس ان مواجهة الارجنتين صعبة في ظل الكفاءات العالية من النجوم ريكيلمي وسافيولا وزانيتي وايالا وفيغروا وكلهم أصحاب خبرات كبيرة في المنتخب والأندية الاوروبية. ويعتمد لافولبي على تشكيلة من الحارس المتألق وكابتن المنتخب اوزفالدو سانشيز الذي توج أمس أفضل لاعب في مباراتي البرازيل واليونان، وفي الدفاع كارلوس سالسيدو ورافاييل ماركيز وريكاردو اوسوريو ورامون موراليس ومعهم خايمي الوزانو رودريغز، وفي وسط الملعب المخضرمان بافل باردو وياريد بورغيتي ومعهما البرتو ميدنيا وغوانزالو بينيدا وماريو مينديز ولويس بيريز، وفي الهجوم خوسيه فونسيكا الذي اعتبرته الجماهير في استطلاع على موقع"الفيفا"أكبر اكتشاف في البطولة ومعه البرازيلي زينها نجم لقاء اليابان وغيراردو تورادو.* ريكيلمي وزملاؤه وعلى الجانب الآخر يقود النجم المبدع خوان ريكيلمي منتخب الارجنتين الى تحقيق نصر كبير تفتقده بلاده منذ 12 عاماً، ولم تحرز الارجنتين أي بطولة منذ كوبا اميركا 1993 وحان الوقت لاثبات الوجود بعد العروض القوية في الدور الأول، وفازت الارجنتين على تونس 2-1 وعلى استراليا 4-2 وتعادلت مع المانيا 2-2 واحتلت المركز الثاني في المجموعة بفارق الأهداف خلف المانيا، وكان الارجنتينيون بإجماع الآراء هم الطرف الأفضل في كل اللقاءات.وتوج ريكيلمي بلقب نجم المباراة الأول ضد تونس وألمانيا وسجل هدفاً في كل مباراة وحرمه القائم والعارضة والحارس من 5 أهداف أخرى محققة، وهو ما يشير لقدرته كمهاجم على رغم أنه لاعب وسط ومهمته الرئيسة هي صناعة الاهداف لزملائه.ويركز المدرب الوطني خوسيه بيكرمان على الأسلوب الجماعي من دون الاهتمام بالمهارات الفنية العالية لأي لاعب حتى ولو كان ريكيلمي، وهو ينفذ اسلوب 4-4-2 أو 4-2-1-3، ويرى أن فاعلية جناحي الظهر في الواجب الهجومي هي المفتاح الأهم لتحقيق الفوز، ولا يجد بيكرمان نقصاً في تشكيلته على رغم غياب الهداف الأول هرنان كريسبو والمدافع الشهير ايالا ونجم الوسط المخضرم خوان فيرون، ويؤكد ان تشكيلته الحالية غنية بالأكفاء فنياً وخططياً، ويعتمد على الحارس غيرمان لوكس والمدافعين غابريل هاينزي وفابريسيو كولوتشيني ووالتر صمويل وماريو سانتانا ولوسيانو غاليتي، وفي الوسط ريكيلمي وخافيير زانيتي وكامبياسو وبابلو ايمار وماسيميليانو رودريغز ولوكاس برناردي، وفي الهجوم خافيير سافيولا وكارلوس تيفيز والمفاجأة لوسيانو فيغيروا الذي أحرز 3 أهداف ضد استراليا.