لا يكاد يجف نبع المواهب والنجوم في الأرجنتين ففي كل عام يسطع نجما جديدا في سماء الكرة العالمية منذ عهد الهداف الكبير ماريو كيمبس مروراً بالأسطورة دييغو مارادونا نهاية بقائد المنتخب الحالي ليونيل ميسي مروراً بكوكبة من النجوم كالهداف باتيستوتا والمدافع أيالا وصانع اللعب ريكيلمي ورغم سلسلة النجوم المتواصلة في سماء الأرجنتين، لكن ذلك لم يكن كافياً لتبقى "التانغو" على علاقة وطيدة مع البطولات والألقاب العالمية والقارية، ففي كل مناسبة دولية تكون الأرجنتين واحدة من المنتخبات المرشحة للحصول على البطولة لكن سريعاً ما تحمل نفسها وتغادر دون تحقيق اللقب فمنذ أن رفعت الأرجنتين كأس العالم 1986 في المكسيك خسر في مونديال 1990 النهائي على يد ألمانيا وفي مونديال 1994 ودعت الأرجنتين من دور ال16 على يد رومانيا وفي مونديال 1998 الأرجنتين تغادر من دور ربع النهائي أمام هولندا وفي مونديال 2002 خيبت الأرجنتين تطلعات شعبها حيث غادرت المونديال من دور المجموعات للمرة الأولى وفي مونديال 2006 ودعت المونديال أمام ألمانيا من دور ربع النهائي وفي مونديال 2010 مرة أخرى ألمانيا تقصي الأرجنتين من دور ربع النهائي وفي المونديال الحالي يتأمل شعب الأرجنتين أن يعود "راقصي التانغو" مجدداً إلى ساحة البطولات وأن يصلوا بعيداً في البطولة الحالية فأقصى ما وصلت له الأرجنتين منذ 24 كان ربع النهائي ويواجه مدرب المنتخب الحالي سابيلا نقداً لاذعاً من الإعلام الأرجنتيني على خلفية استبعاد بعض اللاعبين وفي مقدمتهم هداف يوفنتوس الإيطالي كارلوس تيفيز والحارس المتألق في مرمى ملقا الأسباني كاباييرو حيث فضل عليه روميرو الحارس الاحتياطي لنادي موناكو الفرنسي إلى جانب استبعاد صانع اللعب لنادي باريس سان جيرمان خافيير باستوري ويكاد يكون هذا الثلاثي هو أبرز المستبعدين عن قائمة الأرجنتين الأخيرة فيما جاء انضمام المدافع المخضرم ديميلكس للقائمة أبرز المفاجآت التي قدمها سابيلا نظراً لضعف الأداء الذي قدمه مدافع مانشستر سيتي في الموسم الماضي، وعرفت الأرجنتين بقرارات مدربيها المفاجئة ففي مونديال فرنسا 1998 رفض المدرب باساريلا ضم نجم خط الوسط آنذاك فيرناندو ريدوندو بسبب رفضه قص شعره الطويل لتحرم الأرجنتين من خدمات نجم وسط ريال مدريد الأسباني وفي مونديال كوريا واليابان 2002 استبعد مدرب الأرجنتين بيلسا الثنائي المهاجم خافيير سافيولا ولاعب الوسط ريكلمي وفي مونديال ألمانيا 2006 استغنى مدرب الأرجنتين بيكرمان عن خدمات النجم خافيير زانيتي دون مبررات واضحة وفي مونديال جنوب أفريقيا 2010 استبعد مارادونا مدرب الأرجنتين ثنائي الدفاع ميليتو وزانيتي ولاعبا خط الوسط كمبياسو وريكلمي فيما فاجأ مارادونا المتابعين بضم المهاجم المخضرم مارتين باليرمو وعدد من لاعبي الدوري المحلي في خطوة لاقت استهجان الشارع الرياضي في الأرجنتين آنذاك. الأرجنتين تعول في مشوارها المونديالي الحالي على قائدها ليونيل ميسي في قيادة المنتخب إلى تحقيق اللقب بعد جفاف سنين طويلة ونجح ميسي في تسجيل هدفه الأول في المونديال بمرمى البوسنة والهرسك بمباراة الافتتاح وهو الأمر الذي أزاح الكثير من الضغوطات عن عاتق ميسي وقد يكون واحداً من الأسباب التي تساهم في أن يظهر نجم ميسي بشكل أفضل في البرازيل وسيكون من الطبيعي أن تتجاوز الأرجنتين دور المجموعات عطفاً على المستوى الفني للمنتخبات التي تلعب إلى جوارها لكنها ستبدأ التحدي القوي من دور ال16 حيث سيكون هناك موعداً جديداً للمواجهات القوية ويظل مركز الحراسة والدفاع أكثر ما يؤرق سابيلا في الأرجنتين.