أكدت مصادر مقربة من تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" الذي يتزعمه المتشدد الأردني احمد الخلايلة أبو مصعب الزرقاوي، أول من أمس، مقتل الذراع اليمنى للزرقاوي، رفيق دربه خالد سليمان درويش، الملقب ب"أبو الغادية السوري"، في الحملة التي تشنها القوات الأميركية على معاقل المقاتلين العرب في منطقة القائم على الحدود العراقية السورية. وقالت المصادر إن"أبو الغادية"قتل قبل أيام قليلة، أي في الفترة التي أكد فيها التنظيم رسمياً مقتل عبدالله محمد الرشود سعودي الجنسية أحد أبرز المطلوبين في السعودية، ما يرجح أنهما قتلا في الغارة ذاتها وفي الموقع ذاته. وأكد المختص في شؤون الحركات الجهادية مروان شحادة في اتصال مع"الحياة"خبر مقتل"أبو الغادية"، مفسراً عدم إعلان التنظيم مقتله ب"أسباب تتعلق بالروح المعنوية لأتباع التنظيم في العراق"، وأضاف:"الجميع يعرف مدى العلاقة التي تربط بين الزرقاوي وأبو الغادية منذ انشآ معاً معسكر هيرات، وربما لم يعلم الأول بمقتل رفيق دربه، لذلك لم يُعلن النبأ بعد". واعتبر شحادة أن"مقتل قياديين مثل أبو الغادية يعد مؤشراً إلى أنّ القوات الأميركية حققت تقدماً ملحوظاً في تتبع قادة القاعدة، لكن ذلك لا يعني عدم قدرة التنظيم على إفراز قيادات حركية بديلة، تتمتع بالقدرات ذاتها". ويعتبر"أبو الغادية"أحد أبرز مؤسسي تنظيم"جند الشام"، مع الزرقاوي في معسكر هيرات في أفغانستان أواخر عام 1999. وهو انتقل مع"أبو مصعب"إلى إيران ثم العراق، وشارك معه في تأسيس جماعة"التوحيد والجهاد"في العراق، قبل أن تتحول إلى"تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"بعد مبايعة الزرقاوي زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن. ويعتبر مقربون من التنظيم وخبراء في شؤون الجماعات الإسلامية أن"أبو الغادية"يعد بمثابة"العقل المفكر لتنظيم الزرقاوي في العراق"، وتولى دور الوسيط بين الزرقاوي والتنظيمات السرية في الأردن وسورية. وكشفت السلطات السورية أخيراً شبكة تابعة لتنظيم"جند الشام"في مدينة حلب. ويحاكم"أبو الغادية"غيابياً في الأردن، في قضية"تنظيم الجيوسي"المتهم بمحاولة تفجير مبنى المخابرات الأردنية والسفارة الأميركية، واعتبرته السلطات الأردنية"الداعم اللوجستي والممول للتنظيم". و"أبو الغادية"طبيب أسنان سوري، ترتبط خلفيته الفكرية والسياسية بجماعة "الإخوان المسلمين"، وتحول إلى التيار السلفي الجهادي وهو في العقد الرابع من عمره، وتزوج من أردنية من أصل فلسطيني، له منها طفل عمره أربع سنوات.