اعترف القيادي في تنظيم "القاعدة" عزمي الجيوسي، في شريط بثه التلفزيون الأردني الرسمي أمس، بأن أحمد الخلايلة المعروف ب "أبو مصعب الزرقاوي" كلّفه بقيادة مجموعة من أردنيين وسوريين وفلسطينيين "لتنفيذ أول هجوم انتحاري كيماوي تقوم به القاعدة باستخدام نحو 20 طناً من المتفجرات، لضرب مقر دائرة الاستخبارات الأردنية، وقتل أكثر من 80 ألف شخص وتدمير أحياء سكنية على مساحة يزيد قطرها عن كيلومترين". وأفاد الجيوسي الذي ظهر في الشريط التلفزيوني حليق الذقن ومرتدياً ملابس عادية وتبدو عليه ملامح رجل في منتصف الثلاثينات أنه "التقى الزرقاوي قبل سنوات للمرة الاولى في أفغانستان ودربه على تصنيع السموم والمتفجرات الكيماوية واستخدامها، قبل أن يلتقيه في العراق ويبايعه على الجهاد في سبيل الله على الساحة الأردنية". وقال: "جمعت الكثير من المواد الكمياوية التي زادت عن 20 طناً من الكثير من المحلات والشركات في المملكة، ثم استقبلت رسلاً سوريين بعثهم الزرقاوي على فترات متقطعة وسلموني مبلغ 170 ألف دولار وجوازات سفر ورخص سيارات مزورة، وكنت أعرف 6 منهم بأسماء مستعارة وتمكنت من شراء ثلاث شاحنات كبيرة وسيارة صغيرة خبأتها في مستودع قريب من مدينة الرمثا شمال الى أن تحين ساعة الصفر لتنفيذ العملية". وروى الجيوسي، الذي ألقت السلطات القبض عليه الأسبوع الماضي بعدما قتلت أربعة من أعوانه في منزل كانوا يتحصنون فيه شرق عمان، تفاصيل محاولته نقل السيارات المحملة بالمواد الكيماوية من شمال البلاد الى العاصمة عمان، مشيراً الى أنه "كان ينوي استئجار مستودع يبعد عن دائرة الاستخبارات نحو 6 كيلومترات والانطلاق بالشاحنات المفخخة التي صممها لتتمكن من اجتياز الحواجز العسكرية وإحداث انفجارين بين مباني دائرة الاستخبارات". وختم اعترافاته بأنه "كان يعتقد أن هذا المخطط جهادي" وانه "لو مات سيكون شهيداً". رفاق الجيوسي وظهر في الشريط الذي استغرق بثه 20 دقيقة السوري أنس الشيخ أمين وعمره 18 عاماً، وروى أنه "سافر الى أفغانستان وانخرط في تدريبات عسكرية والتقى أحد الأشخاص المرتبطين بالزرقاوي واسمه يحيى الذي كلفه أن يذهب الى عمان للجهاد"، ولم يدل بأي تفاصيل عن دوره في مجموعة الجيوسي، فيما اعترف الأردنيان أحمد سمير وحسين شريف بأنهما "ساهما في تصنيع المتفجرات بإشراف الجيوسي الذي أخبرهما أن القاعدة ستنفذ أول هجوم كيماوي انتحاري ضد الأردن والهاشميين في سياق حربها على الصليبيين والكفار". وعرض التلفزيون صوراً للمنازل التي أقام فيها الجيوسي وأعوانه في عمان، وأخرى لشاحنات وكميات كبيرة من العبوات البلاستيكية والزجاجية التي قال إنها "معبأة بالمواد الكيماوية والمتفجرات" التي كانت "تستهدف أيضاً مقر رئاسة الحكومة والسفارة الأميركية في عمان".