أكدت مصادر مقربة من جماعة"قاعدة التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين"التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي احمد الخلايلة ان ما تداولته المواقع الالكترونية الاصولية عن اصابة الزرقاوي أو مقتله"قد يكون صحيحاً"كما اكد انصار للخلايلة في مدينتي الزرقاء والسلط الاردنيتين اتصلت بهم"الحياة"اصابته بجروح بالغة. وأشار المقربون الى ان البيان، الذي اصدره القسم الاعلامي في التنظيم، هو بمثابة"تمهيد لإعلان الوفاة"فيما أفاد موقع الكتروني عن تهريب الزرقاوي إلى إحدى الدول المجاورة للعراق وشكك البعض في صحة النبأ وقال"انه قد يكون لهدف ما". ورُشح ان احد خمسة من انصاره ومرافقية المقربين اربعة عراقيين والسوري ابو الغادية يتنافسون على"خلافته"في قيادة التنظيم. وقالت المصادر إن"الزرقاوي اصيب اثناء التمهيد للعمليات العسكرية للقوات الاميركية والعراقية في القائم قرب الحدود مع سورية وان الاصابة كانت بالغة تعرض الزرقاوي بسببها لنزيف حاد بسبب عدم توافر العلاج اللازم لمثل هذه الإصابات"ولم تستبعد"امكانات وفاته في وقت لاحق متأثراً باصابته". وعن هوية الشخص المرجح لخلافته في قيادة التنظيم، يُتوقع ان يكون أحد خمسة"مرشحين". وأبرزهم رئيس الجهاز الاعلامي في التنظيم أبو ميسرة العراقي، والقائد العسكري لعمليات منطقة بغداد الكبرى أبو الدرداء العراقي، اللذان خدما في جيش صدام وعملا مع بداية"حملة الايمان"التي ساندها، لتشكيل تيار سلفي داخل قطاعات الجيش والحرس الجمهوري، كما استعان بهما لتدريب"جيش القدس"وتكوين خلايا من المتطوعين العرب. وقال ضابط عراقي سابق، فضل عدم ذكر اسمه:"ابو الدرداء وابو ميسرة ضابطان سابقان برتبة عقيد، كانا ضمن الذين درَّبوا صغار الضباط في الجيش العراقي والاستخبارات على الكفاح المسلح، وهي التدريبات التي أمر بها صدام على ثلاث مراحل داخل العراق، واستمرت نحو ست سنوات، درِّب خلالها 70 ألف ضابط وضابط صف من نخبة القوات العراقية". وقال ابو عثمان، وهو احد المقربين المعروفين من الزرقاوي في مدينة الزرقاء، ل"الحياة"ان المعلومات المتوافرة لدينا تفيد بأن ابو مصعب"اصيب منذ نحو اسبوعين في كليته اليمنى وانه يعاني من نزيف تصعب السيطرة عليه في ظل الظروف التي يعيش فيها في منطقة الأنبار غرب العراق". واشار الى ان الإصابة حصلت خلال معركة القائم. وشدد على ان البيان الصادر عن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"وتضمن"دعوة الى المسلمين بالدعاء له بالشفاء يشكل تمهيداً لإعلان استشهاده". لكن مراقبين اردنيين، خبراء في مجال الشبكات الإرهابية، لم يستبعدوا ان تكون وراء الحديث عن اصابة الزرقاوي اهداف تضليلية خصوصاً ان الحديث"لم يترافق مع عدد من الخطوات التي درجت جماعته عليها قبل اعلان مقتل اي من عناصرها او كوادرها". واعتبر أكثر من مراقب اردني ان الإعلان عن مقتل اي اردني في العراق من جماعة الزرقاوي كان يسبقه اتصال بأهل القتيل. وهذا ما لم يحصل الى الآن مع عائلة"ابو مصعب". ومن الخطوات الأخرى التي تترافق عادة مع نعي هذه الجماعات كوادرها او عناصرها في العراق ان يتضمن البيان او النعي الموقع الذي قتل فيه من ينعونه والتوقيت. ولم يستبعد المراقبون"ان يكون الخبر تضليلياً"خصوصاً ان نشر الخبر في هذه المواقع يحتمل تفسيرين: الأول ان يكون الخبر صحيحاً... الثاني ان يكون"لأحداث أمر ما، كأن يشكل تمهيداً لظهور مدوٍ للزرقاوي او غطاء لخروجه من العراق لفترة ما". وشددت المصادر على ان"اصابة الزرقاوي أو وفاته"لن تشكل ضربة قاضية لنشاط تنظيمه في العراق، وان هذه الجماعات ليست من النوع الذي يستكين وينهزم لمقتل قادته، والدليل إلى ذلك ان عشرات من قادة التنظيم سبق ان قتلوا من دون ان يؤدي ذلك الى وقف العمليات. ورجحت مصادر ل"الحياة"انه في حال صح الخبر فإن خليفته قد يكون عراقياً، وسمّت"ابو عزام العراقي"او"ابو سعد الدليمي"، وهما من قادة التنظيم ومن منطقة الأنبار تحديداً. ولفتت الى ان"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"قلّص نشاط عناصره غير العراقيين واصبح يعتمد في شكل أكبر على المواطنين خصوصاً بعدما نجح في تجنيد عشرات البعثيين السابقين المدربين أصلاً على فنون القتال. ويتركز الاعتماد على العناصر غير العراقية في العمليات الانتحارية. وبدا في الفترة الاخيرة ان عدداً من العراقيين في التنظيم اصبح يملك مفاتيح التمويل والتسلح وخطط التخفي والانتقال ما يؤهله لخلافة ابو مصعب. لكن مصادر اصولية اخرى أشارت الى احتمال ان يكون خليفة الزرقاوي سليمان خالد درويش"ابو الغادية"وهو سوري الجنسية من حماه وفي العقد الرابع من العمر. وابو الغادية رفيق للزرقاوي منذ ايام معسكر هيرات افغانستان وقدم معه الى الأردن وتزوج من سيدة اردنية ثم غادرا معاً الى العراق. الى ذلك، نفت عائلة الزرقاوي في الأردن علمها بمصيره، وقالت شقيقته التي تعيش في الزرقاء انها"لا تعلم عنه سوى ما تسمعه من وسائل الإعلام"مكتفية بالقول:"لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". وأعلنت الناطقة باسم الحكومة الأردنية اسمى خضر في مؤتمرها الصحافي أمس، عدم وجود معلومات أكيدة لدى الحكومة عن مصير الزرقاوي وحاله الصحية. وكان موقع"كلمة الحق الإسلامي"الالكتروني أشار أمس الى أن"قائد عمليات المقاومة في العراق هُرّب إلى إحدى الدول المجاورة للعراق، في عملية معقدة بصحبة مجاهد من أهالي الجزيرة العربية، وطبيب من مجاهدي السودان". وذكر الموقع ان حال الزرقاوي الصحية مستقرة، على رغم إصابته بطلق اخترق رئته اليمنى، وهو يعاني صعوبات في التنفس. انباء عن"اخراج"زعيم"قاعدة التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين"الى دولة مجاورة للعلاج