1 قرأت متأخراً ردك على مقالي "في احتضار اللغة العربية". وأنا اليوم أود أن أحييكَ على عنايتك بما كتبتُه في موضوع العربية والعروبة. بكل تقدير قرأتُ ردك وتمعنتُ في عباراته وبعض كلماته. فهو صادر عن شخصية مرموقة في عالمنا العربي وتحظى باحترام في الوسط الدولي. والعبارات، التي صغتَ بها ردك، تعكس الدقة في اختيار الألفاظ والحرص على توصيل الرأي في موضوع كان يشغل بال العرب، مثقفين وسياسيين، منذ أكثر من قرن، والصراحة في إعلان الاختلاف. وأحيي، هنا، النبل الذي تعاملتَ به معي شخصياً ومع ما ورد في مقالي. ذلك ما كنتُ أعرفه عنك في مواقفك وتعاملك مع البعيدين والقريبين. كل ذلك زاد من اقتناعي بأن العالم العربي يحتاج إلى المحافظة على مثل هذه النفحة الإنسانية، التي تقربنا من بعضنا بعضاً، وتؤدي بنا إلى أن نجعل من الاختلاف في الرأي طريقاً نحو المراجعة والتصويب، كلما أدركنا أننا على غير صواب. لقد أحسستُ، فور الانتهاء من قراءة ردك، أن من واجبي أن أبعث لك بتحية هي التقديرُ الخاص لكَ ولعنايتكَ بكل ما يهم العالم العربي. وردك على ما كتبته في موضوع العربية يبيّن إلى أيّ حد تشغلك الآراء الثقافية بقدر ما تشغلك الأوضاع السياسية الكبرى والملفات الصعبة. ذلك ما ينبئ بما نعرفه عنك من شجاعة وكرامة. بل إن ردك يؤكد لي أن السياسي العربي ليس واحداً ولا من نمط واحد. وتحية التقدير، التي أنا سعيد بتوجيهها لك، أودّ لها أن تكون في مكانها فيما هي تخص من يستحقها. ليس في ذلك غرابة. يفتقدُ عالمنا العربي حواراً بين المثقفين والسياسيين، وبين الثقافي والسياسي. هي معضلة لها تاريخ طويل. وما علينا الدفاع عنه والتحريضُ عليه هو هذا الحوار الذي يجب أن يتحول إلى ممارسة عادية في حياتنا الثقافية والسياسية على السواء. الممارسة العادية التي أرمي إليها هي ما يحدث في جهات أخرى من عالمنا الحديث. أعطي مثلاً واحداً. صديقي البرتغالي، الشاعر كازيميرو دي بريطو، يحدثني دائماً عن رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق سواريس في علاقته بالمثقفين البرتغاليين. ودائماً أنصت باهتمام إلى ما يرويه لي كل مرة. كان سواريس يدعو نخبة من المثقفين البرتغاليين إلى عشاء عمَل مرة في الشهر ويفتح الحوار معهم. كان الحديث في جلسات الحوار يتناول قضايا ومواضيع عامة، وقد يتناول مسألة محددة، ثقافية، أو اجتماعية، أو حتى سياسية واقتصادية. وكان في أسفاره الديبلوماسية الكبرى يستدعي نخبة من الكتاب والفنانين لمرافقته. كان يتبادل وإياهم الحديث على امتداد الرحلة. حديث مع المثقفين من أجل شحذ الوعي قبل اتخاذ قرار من القرارات المؤثرة في سياسة الحكومة. تلك العلاقة مفتقدة في عالمنا العربي. وهي لا تطلب منا أي أسف. فالسياسي العربي المسؤول نادراً ما يعتني بالثقافة والمثقفين، نادراً ما يعرف مثقفي بلده أو يقرأ كتاباتهم أو يطلع على أعمالهم الفكرية أو الفنية. إنه السياسي الذي يعلمُ كل شيء ويفهم كل شيء ولا يحتاج لمن يتعلّمُ منه أو يتحاور معه. وللمثقف لديه مكانُ التابع، الذي عليه أن يردد ما يقول السياسي. تلك مرتبته في تداول الخطاب. لا أريد أن أقحمك في وضعية لست أنت مسؤولاً عنها. فردك يدل على أنك سياسي عربي من صنف حديث. تطلع على آراء المثقفين وتعتني بكتاباتهم المتعلقة، على الأقل، بمجال مسؤوليتك في الجامعة العربية. لذلك فأنا، من هنا، أرغب في أن تكون كلمتي تحية تقدير لسلوك غير معهود في حياتنا السياسية. 2 تحية تقديري لك تعني أيضاً أن ما جاء في ردك على مقالي يستحق مني اهتماماً في القراءة والنقاش. وهو ما سأحاوله، وأنا في حرج شديد من تواضعك وصدق كلماتك. الحرج لا من أن أكتب ما يجب أن أكتب، بل من خشية أن أغتر بالمثقف الذي يدعي الحقيقة. تلك خشية لا أستصغرها. ما كتبتُه عن احتضار العربية أبعد من أن يكون نزوة جالت برأس طائش في لحظة عربدة. ولو كنتُ كذلك لما عثرتُ فيكَ على إنصات متواضع إلى حد بعيد. لقد وجدتَ في استعمالي لكلمة"احتضار"ثماني عشرة مرة دليلاً على حالة التشاؤم والإحباط. لكن التواضع هو التصريح بأنك تشعر بالحالة ذاتها. وهذا تقاسمٌ للهمّ الثقافي والهمّ المصيري، حتى لا أقول السياسي. ذلك ما نحتاج إليه. أن نتقاسم الهمّ الكبير، الوقوفَ مذهولين أمام المصير. على أن استعمالي لكلمة"احتضار"يأتي في سياق التساؤل، لا في سياق التشاؤم والإحباط. إنني امتنعتُ ، منذ زمن طويل، عن استعمال التفاؤل والتشاؤم، وبدلاً منهما اخترتُ عن قناعة استعمال التساؤل. من هنا لا يكون اختيار كلمة"احتضار"وربطها بالعربية لصيقاً بالدلالة على تشاؤم شخصي ولكنه انحياز الى التساؤل. بل إن هذا التساؤل هو فعلُ مقاومة. ذلك ما أثبتته في خاتمة المقال عندما أكدتُ أن"القول باحتضار العربية هو الفعل الأول للمقاومة. في الكتابة. والرأي. شهادةً على أننا لا نقبلُ احتضارَ لغة عربية، هي ما لي في تسمية الذات والآخر والأشياء والعالم". هل يحق لنا أن نتساءل؟ أو أليس من واجب المثقف أن يختار السؤال ويتعلم كيف يطرح السؤال؟ إنها العتبة الأولى لتوضيح معنى احتضار العربية في خطابي. لم أستعمل احتضار العربية للمرة الأولى. مقالي الأخير يشير إلى أن هذه المسألة تشغلني منذ سنوات وأنني كتبت فيها مقالات وأدرجت موقفي ضمن تحليلات ومواقف نظرية وأعمال شعرية، تخص المصير الثقافي وتخص رؤيتي للعمل الشعري في آن. لا أقصد هنا الوقوف عند التفاصيل. قبل ذلك أشير إلى أن هناك اختلافاً بين المثقف والسياسي: الأول يعتمد السؤال بما هو فعلٌ استكشافي، فيما السياسي يفضل استبعاد السؤال لأنه برأيه منبع البلبلة والفتنة. إذاً هي ذي نقطة الانطلاق. لقد اخترتُ السؤال في حياتي الثقافية واخترت أن أتعلم كيف أطرح السؤال. تلك مسؤولية المعرفة التي تفتح أفقاً للنقد. استعمال كلمة"احتضار"هي المؤدية إلى السؤال. سؤال عن سبب هذا الاحتضار. لم أكن في جميع ما كتبت أخترعُ الخلوصَ إلى نزعة عدمية في التعامل مع احتضار العربية. مآل تلك النزعة معروف وله نتائج مختلفة عن التي أتوقف عندها. أما فتح أفق النقد فهو ما يبدو لي مفيداً في حياتنا الثقافية العربية، سواء أوجدنا من يستأنف السؤال أم لم نجد. علينا عدم الخلط. إنني مسؤول عن الفعل الذي أقوم به. تلك هي حدود مسؤوليتي. والسؤال اختيار للمستقبل، للسفر، للغريب في ثقافة ومجتمع. هل من حقنا أن نسأل عن مصير اللغة العربية؟ وعن تسمية هذا المصير بالاحتضار؟ وعن سبب أسباب الاحتضار؟ هذه محددات لا بد منها حتى نشرع في ممارسة سلوك مختلف عما تعودنا عليه من رضى وقناعة وتسليم. في السؤال عن الحق في السؤال يكمن الوعي بما نحن فيه من حيث علاقتنا بالحداثة وبالوعي الحديث. لا أجد حداثة تتنافى مع السؤال ولا أعثر على فكر أو إبداع حديث يجيء من أفق الرضى والقناعة والتسليم، من أفق الطاعة لما هي عليه حياتُنا وموتُنا. 3 من هنا عليّ أن أوضح لكَ بأني لم أشك في قدرة العربية ولا في قدرة أي لغة أخرى على مواجهة تحديات العصر. هكذا أكون متفقاً على صيغة عنوان ردك. وهو موقف علمي كان العرب تبنوه منذ العشرينات من القرن الماضي. ولنا اليوم أن نعتمد دراسات علمية تسير في الاتجاه نفسه، بالنسبة الى جميع اللغات. لكن هذه المسلّمة لا تعفينا من التدقيق. إن العطب موجود في المتداولين للعربية لا في العربية ذاتها. احتضار العربية فعل إرادي لأهل العربية تجاه لغتهم. إنهم يهجرونها إلى اختيار لغات أخرى، لغات المصلحة والامتياز والمنفعة. وللتدقيق أكثر، أشرت في المقال إلى احتضار العربية في"المغرب والمغرب العربي وبلاد مشرقية". لا تلاعب هنا بالكلمات. علينا أن نفرق بين قدرة العربية وواقع هذه اللغة. ثم علينا أن نميز بين حياتها في بلاد واحتضارها في بلاد. هذا ما فعلته وأنا"أرى وألاحظ"متجهاً نحو التساؤل. أما العروبة فهي فكرة، بالدرجة الأولى. بل هي فكرة من أفكار العصر الحديث. بذلك جاءت بسرعة، تأثراً بفكرة القوميات الأوروبية، ومضت بسرعة، لأنها لم تكن تستوعب معنى الشعوب التي أصبحت، بفعل الفكرة، تتسمى بالشعوب العربية، ولا تدرك تاريخها الخاص ولا تركيبها الاجتماعي أو اللغوي أو الثقافي. مآزق لفكرة تصر على أن تبقى جامدة، لا تريد أن تتحول إلى فكرة متحركة. ثم جاءت حرب الخليج الأولى وجاءت الثانية. ولنا ما نريد أن نرى ونلاحظ في هذا العالم الذي ما زلنا مصرين على تسميته بالعالم العربي فيما هو شظايا متطايرة أو هو يتعرض لحملة أصولية منتصرة على الأرض تدعو للانتماء إلى العالم الإسلامي لا العربي أو تعبر عن رفضها لتسميته حركاتٌ كردية وأمازيغية، بل إن الولاياتالمتحدة الأميركية أول من شطّبَ على هذه التسمية عندما طرحت تسمية جديدة هي الشرق الأوسط الكبير، التي سنصبح مستعملين لها ونحن راضون. فلا المثقفون ولا السياسيون ولا الاقتصاديون نجحوا في إعطاء معنى متحرك لتسمية العالم العربي. لكن علينا أن نتتبع الملاحظات. نعيش بالصدفة، هذه الأيام، النتائج الأولية لرفض الشعبين الفرنسي والهولندي المصادقة على الدستور الأوروبي. أحدث هذا الرفض شرخاً في الخطاب الأوروبي. معه بدأنا نقرأ ونسمع تحليلات عن معنى أوروبا وعن معنى الوحدة الأوروبية وهل هي ممكنة أم غير ممكنة. ما حيرني هو أن أوروبا، العتيدة بمؤسساتها ومجتمعاتها وفكرها وآدابها وفنونها وعلومها، تشك اليوم في مستقبل وحدتها، فيما العالم العربي، الذي لا يملك ما يؤهل مجتمعاته لتصبح حديثة، يؤمن أنه عالم موجود وجوداً موحداً وأن عروبته متمكنةٌ من استقرارها في نفوس الناس وحياتهم. اعْذرني. أنا لا أفهم شيئاً في هذا الأمر. فهل وجود مؤسسة الجامعة العربية كاف وحده لتسمية العالم العربي؟ هذا هو السؤال الذي يتطلب منا رؤية وملاحظة الوقائع. لا شيء أكثر من الرؤية والملاحظة. التسمية تصدر عن سلطة لا قاهر لها. فهي مصدر وجود الذي يُسمَّى، أكان شخصاً أم مؤسسة. ولا يمكننا توهم أن الجامعة العربية تملك هذه السلطة لأنها لا تملك ما يسمح لها بمعرفة العالم العربي قبل التأثير في واقعه أو التقرير في تسميته. فما الذي تعرفه الجامعة العربية عن العالم العربي؟ وما السلطة التي تستند إليها في التعامل مع أوضاعه؟ وكيف تتعامل الدول والمؤسسات العربية والأجنبية مع هذه السلطة؟ هذه أسئلة تبدو مزعجة ولكنها من صميم ما نعيش. وهو يتطلب منا الرؤية والملاحظة. واسمح لي أن أعبر عن استغرابي من مبالغتك في النظر إلى دور العلماء والأدباء والكتاب في المحافظة على اللغة، من خارج البنية التي تشرطهم. ثمة مبالغة، لأن نظركَ يتخلى عن العناصر الواقعية التي توجه الإنتاج العلمي والفكري والأدبي والفني. إن هؤلاء المنتجين الثقافيين يحتاجون في وجودهم الحديث إلى مؤسسات حديثة. وما كان كتبه طه حسين، قبل ثمانين سنة، في تقديمه لكتابه عن الأدب الجاهلي، لا يزال قابلاً لوصف وضعنا الحالي. إن بنية المجتمع العربي وبنية مؤسساته تقليدية لا تسمح بسيادة ثقافة حديثة. وأهم ما يمكن استخلاصه من معرض فرنكفورت هو أن هذه الثقافة العربية المعزولة، المغضوب عليها من طرف المؤسسة العربية أو المجهولة من لدنها، هي التي اعتنى بها المهتم الألماني. عدم النظر إلى الوقائع وتجنب اعتماد المعرفة النقدية يغريان بالحديث الذي لا ينجح في بناء خطاب حديث وجديد في آن. فاستحضار دور القرآن في المحافظة، اليوم، على اللغة العربية لا يعتمد الوقائع الملموسة. الآية القرآنية"إنا نحنُ نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"تخص حفظ القرآن تحديداً. فالله حافظ للقرآن من التحريف والتبديل في العربية وفي لغات أخرى. هذا هو الوعد الإلهي. فالقرآن اليوم مترجم إلى لغات عدة، ولم يعد مرتبطاً باللغة التي نزل بها وحدها، كما كان الحال في القرون السالفة. هذا وضع جديد، وله علماء مختصون به. على أن هناك ما هو أبعد. فعربية اليوم، عربية الكتاب والصحافيين، مختلفة عن لغة القرآن وعن العربية القديمة. ولربما أمكننا اعتمادُ قولة أبي عمرو بن العلاء بشأن لغة حمير وعربيتهم في عهده عندما قال:" ما لسانُ حميرَ وأقاصي اليمن اليومَ بلساننا، ولا عربيتُهم بعربيّتنا". عربيتنا، اليوم، عربية حديثة. وهي أصبحت كذلك بفضل الكتاب والصحافيين، من داخل مؤسسات التحديث، التي كانوا بادروا بأنفسهم إلى إنشائها أو واكبت إنتاجاتهم. أما ما تعيشه هذه اللغة اليوم،"في المغرب والمغرب العربي وبلاد مشرقية"فهو يحاصر فعْل تحديثها ويقلص دورها في حياة وفي مجتمع، حتى أصبحت عربية لا حافظ لها ولا ساهر عليها. 4 نحن، إذن، متفقان في قدرة العربية على مواجهة تحديات العصر. ولكن هذه القدرة نظرية فقط، لأننا لا نتوفر على ما يمكّن العربية من الوصول إلى المواجهة. فماذا يمكن للجامعة العربية أن تفعل، مثلاً، في اختيار المغرب وبقية البلاد المغاربية للفرنكوفونية وفي اختيار بلاد مشرقية بما فيها مصر للإنكليزية، لغة للحياة العملية ولغة للمصلحة والامتياز والمنفعة، من طرف الحديثين والأصوليين، على السواء؟ أي سلطة تملكها الجامعة العربية لتبدي رأيها وتعلن عن موقفها وتنفذ هذا الموقف؟ كيف تتعامل الجامعة العربية مع استعمال لغات أجنبية في الاقتصاد والتعليم الخصوصي والتعليم العالي والمؤسسات العمومية والمهن الحرة ومع اللغات غير العربية واللغات المحلية في المغرب والمغرب العربي وبلاد مشرقية؟ هذه أسئلة أخرى تبرز مدى تعقد الوضع اللغوي في العالم العربي وغربة العربية واحتضارها على يد أبنائها، من دون أن نقلل من شأن مؤسسات أجنبية. ولا ينفعنا، في هذه الحال، سوى طرح السؤال وتعلم كيفية طرح السؤال على وضعية صعبة للعربية وبالتالي على فكرة العروبة ذاتها. أسئلة يمكنها أن تتفرع لتشمل تاريخ الأفكار مثلما تشمل المؤسسات السياسية والدينية والثقافية واللغوية، في عموم البلاد العربية، أو التأليف والنشر والتوزيع والقراءة، أو المواقع الثقافية الإلكترونية، أو تنقل الثقافة بين منطقة عربية ومنطقة أخرى، على غرار مكانة ثقافة البلاد المغاربية في البلاد المشارقية، أو بين بلد وآخر. علينا ألا نخشى طرح الأسئلة، مهما كانت قاسية، ما دمنا نحن الذين نوجهها لأنفسنا، بحثاً عن أفق مختلف لقراءة ما نحن عليه وما هي عليه لغتنا العربية. بذلك يمكننا أن نبحث عما يجب أن نفعل إن نحن كُنا حقاً معنيين بأمر حاضر العربية ومستقبلها، في بلداننا. 5 هذا رأيي، الذي أريد أن يكون التعبير عنه تحية تقدير لك ولنبلك. وهو سيظل مبتوراً إن أنا لم أتوجه بالتحية إلى كل المجانين بلغتهم العربية، إلى هؤلاء الكتاب والأدباء والمفكرين والإعلاميين الذين لا يتوقفون عن فعلهم اليومي. في الكتابة والإنتاج الثقافي. وهم يدركون أن هناك ما يمنعهم ويمنع لغتهم وإنتاجهم من أن يكون. وفي فعلهم اليومي ينظرون إلى بعضهم البعض وكأن كل واحد منهم يودّع غيره. يعلمون أنهم ليسوا من هنا ولا من هناك. وإعلان احتضار العربية هو الفعل الأول للمقاومة. مقاومة احتضار ومقاومة كل من لا يتوقفون عن تسريع هذا الاحتضار.