في مواجهة ضغوط متفاقمة لسحب القوات الأميركية من العراق، اطلق الرئيس جورج بوش حملة علاقات عامة، لطمأنة الاميركيين الى ان الحرب تسير نحو تحقيق هدفها. وتشمل الحملة القاء خطاب موسع في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، لمناسبة الذكرى الاولى لنقل السيادة من"التحالف"الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الى الحكومة العراقية. وقبل أربعة ايام من الخطاب سيعقد في البيت الابيض اجتماع بين بوش ورئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الذي يقود حكومة انتقالية تمخضت عن الانتخابات التي اجريت في كانون الثاني يناير الماضي. ويخطط الرئيس الاميركي لسلسلة خطابات اذاعية وتلفزيونية، يركز فيها على اهمية دعم الديموقراطية في العراق والشرق الاوسط. وقال بوش في خطابه الاذاعي الاسبوعي امس انه لن يرضى بأقل من"النصر"في العراق، رداً على دعوات في الكونغرس الى اعلان"استراتيجية خروج"للقوات الاميركية من هذا البلد. وفي اشارة الى الضغوط التي يتعرض لها البيت الابيض إزاء استنزاف القوات الاميركية هناك، قال بوش:"ذهبنا الى الحرب لأننا هوجمنا، ونحن اليوم في حال حرب لأنه ما زال هناك من يريدون إيذاء بلدنا ومواطنينا". وزاد: بعضهم قد يختلف معي في قراري إزاحة صدام حسين من السلطة، لكننا جميعا نستطيع ان نتفق على ان الارهابيين الدوليين جعلوا العراق اليوم الجبهة المركزية في الحرب على الارهاب. إذ انهم يعرفون انه عندما نستبدل الحرية والأمل باليأس والكراهية، يخسرون حجتهم للإستمرار في ممارسة الارهاب". وكرر أن القوات الاميركية"تواجه الارهابيين في العراق لئلا تضطروا لمواجهتهم هنا في اميركا، ويعرف الارهابيون انهم لا يستطيعون إلحاق هزيمة بقواتنا، لذلك يسعون الى اضعاف عزم امتنا، كما يعرفون ان لا مكان لهم في شرق اوسط ديموقراطي، لذلك يحاولون ان يدفعونا الى التراجع، هدفهم ان نرحل قبل ان تتاح للعراقيين فرصة اثبات ما يمكن لحكومة منتخبة ان تحقق لمواطنيها". وأصر بوش على ان العراقيين"اثبتوا للمشككين، المرة تلو الأخرى، أنهم قادرون على بناء مجتمعهم". واضاف:"قبل سنة تقريباً أثبتوا انهم مستعدون لاستعادة سيادتهم، وقبل اشهر، اظهروا انهم قادرون على اجراء انتخابات حرة، وهذا الاسبوع تمكنوا من ان يتوصلوا الى اتفاق لتوسيع لجنة صوغ الدستور لضمان تمثيل كل مكونات المجتمع العراقي."وشدد على ثقته بأن العراقيين"سيواصلون تحديهم المشككين فيما يبنون عراقا جديدا يمثل التنوع في أمتهم ويتمكن من تحمل مسؤولياته الامنية تجاه شعبه. عندها ستتمكن قواتنا من العودة الى الوطن بشرف تستحقه". واعترف الرئيس الاميركي بأن"المهمة ليست سهلة، ولا يمكن تحقيقها بين ليلة وضحاها. فنحن نقاتل عدواً وحشياً، لا يتردد في قتل المدنيين الابرياء من الرجال والنساء والاطفال". وخلص في خطابه الى ان"الارهابيين جعلوا من العراق امتحانا لمستقبل أمن بلدنا ومعه العالم الحر. ونحن لن نرضى بأقل من النصر". الى ذلك، قال ناطق باسم البيت الابيض ان بوش سيطالب قادة دول مجموعة الثماني بدعم المشروع الديموقراطي في الشرق الاوسط، خلال قمة غلين إيغلز سكوتلندا في تموز يوليو المقبل.