عادت قضية رؤساء تحرير الصحف والمجلات القومية في مصر والذين تجاوزوا السن القانونية الى واجهة الأحداث، بفعل استقالة رئيس مجلس إدارة مؤسسة"أخبار اليوم"ابراهيم سعدة الذي انتقد ايضاً رموزاً في السلطة. ووضع سعدة الحكم أمام خيار وحيد بإبعاد باقي رؤساء التحرير الذين تجاوزوا الخامسة والستين وظلوا في مواقعهم، خلافاً للقانون. وكانت صحف حزبية ومستقلة شنت حملات عنيفة على رؤساء التحرير. واستغربت إصرار الحكم على الابقاء عليهم وعدم منح الفرصة لغيرهم. ولجأ صحافيون الى القضاء لإرغام الدولة على تنفيذ القانون وإحالة من تجاوزوا السن القانونية على التقاعد. وسرت اشاعات قوية في الأسابيع الماضية عن حركة تغييرات واسعة في المؤسسات الصحافية. وتداولت الصحف اسماء صحافيين قالت إنهم سيحلون محل الذين سيبعدون. وفي مقال طويل على الصفحة الاولى لصحيفة"اخبار اليوم"، لفت سعدة في مقال تضمن استقالته الى الحملة على رؤساء مجالس الادارات ورؤساء التحرير في كل المؤسسات الصحافية الحكومية لتخطيهم سن الخامسة والستين. وقال ان"مروجي الحملة ضد قيادات المؤسسات الصحافية القومية لم يتركوا نقيصة الا التقطوها للسب والشتم والتشهير... وكأننا نملك ترف المخاطرة بشيخوختنا لدرجة اننا تحالفنا من اجل اجهاض قرارات لجنة السياسات التابعة للحزب الوطني الحاكم التي يرأسها السيد جمال مبارك الخاصة بالتخلص من كل القيادات الصحافية"في المؤسسات الحكومية. واضاف:"كأننا نحن الذين فرضنا على مجلس الشورى الابقاء علينا فوق هذه الكراسي... وكأننا من القوة والبأس والجبروت بحيث افشلنا كل المحاولات التي يبذلها صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى لتطبيق القانون واختيار من يراهم الاجدر على تولي المناصب القيادية من بين شباب الصحافيين... لا يهمني أن بعض الصحف زعمت أن رئيس مجلس الشورى السيد صفوت الشريف يخطط بالفعل لإحداث تغيير شامل لكل قيادات المؤسسات القومية التابعة له، ولكنه لا يستطيع تنفيذ مخططه انتظاراً لتلقي الضوء الأخضر الذي طال انتظار نوره وتوهجه. ولا شأن لي بما يخطط له الشريف ووزير الإعلام السيد أنس الفقي ولجنة سياسات الحزب الوطني الحاكم، فهذا شأنهم وتلك قناعاتهم. ولكن من حقي في المقابل أن أحافظ على كرامتي وعلى البقية الباقية من احترام الآخرين لشخصي، وأطالب مجلس الشورى بقبول استقالتي لأريح واستريح". وترددت معلومات عن أن حركة التغييرات في المؤسسات الصحافية أرجئت الى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول سبتمبر المقبل تفادياً لهزات صحافية، رغم أن محكمة القضاء الإداري ستصدر في 28 الشهر الجاري في شكوى قدمها الصحافي محمد عبدالله يطالب فيها بإبعاد رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة"الاهرام"ابراهيم نافع لكونه تجاوز السن القانوني. واستبق سعدة حكم ستصدره الشهر المقبل محكمة القضاء الإداري في قضية رفعها صحافيون في مؤسسة"أخبار اليوم"ضد بقائه في منصبه بعد بلوغه سن التقاعد. واستفحلت الأزمة في المؤسسات الصحافية في السنوات الأخيرة. ووقعت مشاحنات بين موظفين في"دار الهلال"وبين رئيس مجلس إدارة المؤسسة مكرم محمد أحمد. كما أصر العاملون في مؤسسة"دار التعاون"على إبعاد رئيس التحرير احمد مصيلحي عن موقعه. ورغم أن الدولة تمنح اعفاءات ضريبية وجمركية لغالبية المؤسسات الصحافية المملوكة لمجلس الشورى إلا أنها جميعاً تعاني من أزمات مالية طاحنة أثرت على مستوى الأداء المهني فيها.