يظل الأكراد مخلصين لوطنهم سورية على رغم كل شيء ويسعون في سبيل تحقيق طموحاتهم القومية من داخل سورية رافضين ان تستثمر قضيتهم المشروعة من جهات خارجية... فمطالب الأكراد ليست بالصعبة او الخيالية فهم لا يطالبون بدولة او حكم ذاتي او ادارة محلية كل ما يطالبون به هو ازالة جميع اشكال الظلم والتعسف والقوانين الاستثنائية المطبقة بحقهم... ان يشاركوا مع اخوانهم العرب الحقوق والواجبات على قاعدة من الوحدة الوطنية السورية... ان القضية الكردية في سورية ليست بالصعبة وتدرك القيادة السورية انها قادرة على تحقيق هذه الطموحات وتدرك ايضاً ما قدمه الأكراد عبر التاريخ لسورية حتى قبل استلام البعث للسلطة 1963 وأنه آن الأوان لفتح الملفات والأبواب امام القيادات الكردية للحوار من اجل تصحيح الأخطاء وفتح صفحة جديدة كردية - عربية تحت العباءة السورية بعيداً عن مفاهيم الطائفة والعنصرية. اذاً القضية الكردية في سورية تتجه نحو التدويل في ظل المتغيرات الدولية والإصلاحات التي تعصف بعالمنا العربي والقيادة السورية تقرأ الأوراق بتمعن وجدية وعليها ان تجذب الأكراد الى جانبها من خلال حل مشكلاتهم كما فعلت تركيا - العراق - ايران، وبخاصة ان الكرد باتوا هم اصحاب اللعبة السياسية في الشرق الأوسط ومفتاح الاستقرار في العالم العربي وذلك من خلال استلام مام جلال الطالباني لرئاسة العراق ومساعدة اكراد تركيا لحكومة أردوغان من اجل ان تصبح تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي وإجراء الحكومة الإيرانية انفراجات سياسية، اصلاحية بحق اكرادها وعرض الحوار والمفاوضات معهم. إذاً الواقع الكردي اصبح مفروضاً لذاته ولا تستطيع سورية ان تنكره وعليها ان تعترف بالأكراد دستورياً وسياسياً وتزيل العوائق امام القطار الكردي من اجل ان يواصل رحلته الى جميع المحطات السورية ليسهم في نشر ثقافة الديموقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية فتظل سورية وطناً ديموقراطياً للجميع من دون استثناءات. لبنان - جهاد صالح صحافي كردي