عاد الهوس الديموغرافي ليدفع اسرائيل، بمؤسستيها السياسية والعسكرية نحو مزيد من التصعيد العنصري ضد فلسطينيي العام 1948 فوضعت مخططات جديدة لمواجهة"كابوس الوجود العربي"في الجليل شمالا والنقب جنوبا تبغي أساساً سلب ما تبقى من أراض فلسطينية لتقيم عليها مستوطنات يهودية جديدة. وتحت غطاء"تطوير الجليل"شارك رئيس الحكومة ارييل شارون ونائبه المحسوب على الحمائم شمعون بيريز وآخرون من أركان الحكومة في مؤتمر خاص عقد أمس في مستوطنة"كرميئل"المقامة كلها على اراض عربية تحت عنوان"تطوير الجليل هدف قومي". ولتأكيد أهمية مداولات المؤتمر لم تتم دعوة أي مسؤول عربي من الجليل علماً ان العرب يشكلون غالبية فيه. وتحدثت وسائل اعلام عبرية عن امكان نقل المستوطنين المنوي اجلاؤهم من قطاع غزة الى الجليل لتعديل"الميزان الديموغرافي"، ولهذا أعلن القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود اولمرت في المؤتمر عن خفض أسعار الاراضي في الجليل ومنح هبات وقروض لكل من يشتري شققاً جديدة. وخارج القاعة تظاهر العشرات من ناشطي التجمع الوطني الديموقراطي الذي يتزعمه الدكتور عزمي بشارة ورفعوا شعارات تقول:"تطوير الجليل تطوير التمييز"و"يبنون لليهود ويهدمون للعرب". وقال ل"الحياة"الأمين العام لحزب التجمع الذي شارك في التظاهرة، عوض عبدالفتاح ان المؤتمر يستهدف فرض أطواق جديدة على القرى العربية في الجليل ما يفند زعم بيريز وكأن التطوير يشمل العرب واليهود. واعتبر رئيس لجنة المتابعة العربية شوقي خطيب مشاركة شارون وبيريز في المؤتمر تعزيزاً لسياسة التمييز والاضطهاد العنصري على أساس قومي. وقال رئيس بلدية سخنين العربية ان المؤتمر يكرس سياسة تهويد الجليل. والى النقب حيث تصر حكومة اسرائيل على عدم الاعتراف رسمياً ب45 قرية يقطنها 80 ألف انسان فتمنع عنهم أبسط الحقوق طالما رفضوا اقتراح مغادرة اراضيهم والاقامة في ثلاثة تجمعات سكانية جديدة، زعمت جهات أمنية اسرائيلية ان بدو النقب باتوا يشكلون خطراً على أمن اسرائيل في أعقاب تعاظم التطرف في أوساطهم والكشف عن"خلايا ارهابية تنشط لحساب حركتي الجهاد الاسلامي وحماس". ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة"يديعوت احرونوت"ان جهاز الأمن العام شاباك عزز أخيراً نشاطه في صفوف البدو وانه وفقاً لمصدر أمني رفيع المستوى لا بد من محاربة"التطرف"لدى البدو"بكل ما نملك من أدوات". ويتزامن هذا التحريض مع الحملة العنصرية التي أطلقها زعيم حزب"اسرائيل بيتنا"المتطرف افيغدور ليبرمان تحت شعار"لننفصل عن أم الفحم"داعياً الحكومة الى مقايضة هذه المدينة وسائر قرى المثلث بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، معتبراً مشكلة عرب الداخل أهم من المسألة الفلسطينية. وقال:"يجب ان تكون خطة الانفصال عن ام الفحم موازية لتلك عن قطاع غزة"، مضيفاً:"أريد دولة يهودية متجانسة وأحادية العرق ما يجعلها موحدة وقوية".