تشير"تسريبات"أميركية في بغداد الى ان شيخ احدى أكبر عشائر الانبار غرب العراق اجتمع أخيراً مع وسطاء عرب واجانب في دولة مجاورة، وعرض سبل وقف العمليات المسلحة في مقابل طلبات تراوحت بين دور سياسي أوسع وعفو شامل عن المحتجزين في العراق. واكد مصدر قريب الى التنظيمات العسكرية في حزب"البعث"المنحل، التي تتخذ اسماء مثل"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"و"جيش محمد"و"كتائب الفاروق"و"كتائب علي بن ابي طالب"، ان محادثات اجريت في بلد"محايد"بين عناصر استخباراتية اميركية وعضو رفيع في"البعث"، هو حسيب الرفاعي، النائب السابق لمدير الاستخبارات، علماً أن الرفاعي غير مدرج على قوائم المطلوبين اميركياً. والرفاعي، الذي يعرف ب"السيد"ويرجح انه يتخذ من دولة عربية مقراً له، تعتبره الاوساط المسلحة العراقية أحد مهندسي حركة المقاومة ضد القوات الاميركية، وأحد"قادة الظل"الذين اختيروا لأداء ادوار في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين. الا ان نجمه أفل بعد سنة على الغزو الاميركي، في مقابل سطوة المجموعات الاسلامية المتطرفة، وتولي قادة مقربين الى تنظيم"القاعدة"مسؤولية ادارة العمليات وتمويلها. وأفادت مصادر مطلعة ان الجماعات المسلحة شهدت أخيراً"انقلاباً صامتاً"بعد تفاقم التوتر المذهبي في العراق، خصوصاً اثر العمليات التي نفذتها مجموعات متطرفة ضد الشيعة وزعماء قبليين ودينيين، خروجاً على مبدأ"الجهاد"ضد المحتل، والذي شكل اساساً للتنسيق بين اطراف متناقضة ايديولوجياً كالبعثيين والاسلاميين المتطرفين، ما اتاح ل"السيد"اعادة تفعيل دوره وتنظيم مجموعات تتلقى تعليمات من اعضاء في النظام السابق، بينهم محمد يونس الاحمد وعبدالباقي السعدون. ويبدو ان الاشارات الاميركية تجاوزت اسلوب"الغزل"الى تسريبات حول"مفاوضات"تزامنت مع تصريحات لأيهم السامرائي، وزير الكهرباء في حكومة اياد علاوي، والذي اكد اتصاله بمجموعات مسلحة مستعدة لبدء التفاوض والقاء السلاح، وتصريحات اخرى لوزير الدفاع السابق حازم الشعلان في شأن اتصالات مع مجموعات مسلحة ترفض صدام والمتطرفين والاحتلال... فضلاً عن تأكيد ليث كبة، الناطق باسم حكومة ابراهيم الجعفري، ان"بعض المجموعات المسلحة أجرى اتصالات بالحكومة سعياً الى التفاوض على شروط لاحلال السلام". وعلى رغم هذه الاشارات"المتفائلة"يبدو صعباً ضمان استجابة الاطراف الاكثر تشدداً في المعادلة، وان كان بعض الاطراف يلوح برأس ابي مصعب الزرقاوي وكبار معاونيه، كاحدى النتائج المتوقعة للمفاوضات، ما عزز أنباء عن مواجهات بين مجموعات ذات انتماءات قبلية وبعثية و"صدامية"وبين جماعة الزرقاوي في الانبار.