أعلن بنك أوني كريديتو الإيطالي أنه وافق على شراء مجموعة"إتش.في.بي"الألمانية، في أكبر صفقة مصرفية"عابرة للحدود"في أوروبا. وتبلغ قيمة الصفقة نحو 19.2 بليون يورو 23.5 بليون دولار، على ان يقدم أوني كريديتو خمسة أسهم مقابل كل سهم من أسهم"إتش.في.بي"بقيمة 20.5 يورو للسهم، لتصبح قيمة البنك الألماني 15.4 بليون يورو، إضافة إلى إصداره أسهماً مقابل حصص صغار المساهمين في بنك أوستريا كريديت انشتالت النمسوي وبنك"بي.بي.اتش"البولندي التابعين لمجموعة"إتش.في.بي"مقابل 3.8 بليون يورو. ويدير الكيان الجديد، الذي سيحتل المركز التاسع بين المصارف في أوروبا والمركز الرابع في منطقة اليورو من حيث الرسملة السوقية بقيمة 41 بليون يورو، الرئيس التنفيذي لأوني كريديتو اليساندرو بروفومو، بينما يصبح رئيس"إتش.في.بي"ديتر رامبل رئيساً لمجلس الإدارة، بحسب ما ذكرت صحيفة"لا تريبون"الفرنسية. وأضافت الصحيفة:"سيكون لديه انتشار واسعاً في دول أوروبا الشرقية مثل سلوفاكيا ورومانيا وخصوصاً بولندا، حيث من المقدر ان يقتطع نحو 20 في المئة من السوق المحلية، كون أوني كريديتو يملك 52.93 في المئة من مصرف بيكاو البولندي، و"إتش.في.بي"يملك 71.24 في المئة من"بي.بي.اتش"البولندي". وأعلنت الحكومة الألمانية أمس انه"لا نيّة لديها للتعليق على هذه الصفقة"معتبرة انه"شأن يتعلق بالقطاع الخاص، وبالتالي، لا دخل للحكومة فيه". علماً ان التشريعات الألمانية ما زالت تحول حالياً دون اندماج المصارف الحكومية الكبرى التي تعاني حدّة المنافسة المحلية والعالمية وتراجع الأرباح. وعلقت صحيفة"فاينانشال تايمز"في طبعتها الألمانية على الموضوع قائلة ان"صفقة الاندماج هذه ستعطي الاستقرار للنظام المالي الألماني"في حين عبرت صحيفة"هاندلسبلات"المالية عن"ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تسمح بالاندماج بين المصارف الحكومية الكبرى وبين المصارف التعاونية، إذا كانت الحكومة ترغب بتجنب دخول المصارف الأجنبية على المصارف المحلية الكبرى مثل دويتشيه بنك أو كوميرتز بنك". ومن ناحية أخرى، قالت شركة ميونخ ري للتأمين وإعادة التأمين العملاقة انها ترحب بخطوة الاندماج، علماً أنها تملك حصة الغالبية في"إتش.في.بي"18.3 في المئة في حين يملك المصرف بدوره نحو 10 في المئة من أسهمها. يذكر ان أوني كريديتو الإيطالي هو أكبر مصرف إيطالي وأكثر المصارف ربحية، إذ حقق 2.1 بليون يورو 2.5 بليون دولار أرباحاً صافية في 2004، أما"إتش.في.بي"الألماني فهو تابع للقطاع الخاص ويحتل المرتبة الثانية في ألمانيا من حيث محفظة القروض، لكنه عانى أخيراً مشكلات في عملياته داخل ألمانيا، ما جعله يحقق خسائر 2.3 بليون يورو 2.8 بليون دولار في العام الماضي. وأشار موقع"إتش.في.بي"الإلكتروني الى ان المصرفين ينويان تقليص نحو 7 في المئة من الموظفين الذين يصل عددهم إلى 126.5 ألف موظف على مدى ثلاث سنوات، خصوصاً في ألمانيا ودول أوروبا الشرقية، ما يوحي بإمكان رفض الهيئات العمالية لعملية الدمج خصوصاً في بولندا. وتوقع مسؤولون في المصرفين ان يحقق الدمج وفراً بنحو 900 مليون يورو 1.1 بليون دولار بدءاً من 2008، وان تكلف عملية الاندماج نحو 1.35 بليون يورو تخصم من البيانات المجمعة للكيان الجديد في السنة الحالية. وتجدر الإشارة إلى ان القوانين الأوروبية السائدة تصعب حصول اندماجات قطرية في هذا الحجم، إذ تمت في الشهر الماضي عرقلة مشروع اندماج بين"أي بي إن أمرو"الهولندي ومصرف أنطونفينيتا الإيطالي من جانب السلطات الإيطالية.