أفاد مسؤولون محليون ومصادر عسكرية اميركية ان منشقين عن تنظيم "مجاهدين خلق" الايراني المعارض لجأوا الى الجبال التي تفصل بين العراقوإيران ويتهيأون لشن عمليات على القوات الاميركية والأكراد وايران، لكن التنظيم نفى هذه المعلومات. وشددت المصادر العسكرية الاميركية على ان قدرة هؤلاء المنشقين أصبحت محدودة بعدما توصلت غالبية عناصر التنظيم الى اتفاق مع سلطات التحالف وانسحبت الى معسكر اشرف في الخالص 55 كلم شمال شرقي بغداد. وقال اللفتانت كولونيل توماس كانتويل قائد "معسكر اشرف" إن العناصر التي كانت في المعسكر السابق وعددها أربعة آلاف جمعت ونزعت أسلحتها ويجري التدقيق بعناصرها لمعرفة ما اذا كانت لهم سوابق ارهابية. وأضاف كانتويل الذي يقود كتيبة من الشرطة العسكرية: "كل السيارات والأسلحة والذخيرة تحت سيطرة سلطة التحالف. انهم لا يحملون حتى حربة". يشار الى ان حركة "مجاهدين خلق" مدرجة على لائحة المنظمات الارهابية في الولاياتالمتحدة. وأكد كانتويل ان هذا التصنيف "لا يعني ان كل عنصر من عناصر مجاهدين خلق هو ارهابي، ولذا نقوم بعملية التدقيق لنحدد الوضع القانوي لكل فرد منهم". وقال ان "مجاهدين خلق" يخضعون لرقابة شديدة ولحرية حركة محدودة فيسمح لهم مثلاً بالتسوق في داخل المدن إنما مع مرافقة عسكرية مشددة. يشار الى ان مقاتلي منظمة "مجاهدين خلق"، التي كان النظام العراقي السابق يوفر لها الملاذ في العراق بعدما ابعدت عن ايران في الثمانينات، استمرت في عملياتها ضد الحكومة الإيرانية بعد انتهاء الحرب العراقية - الايرانية عام 1988. وفيما كانت الولاياتالمتحدة تتهيأ لشن الهجوم على العراق انطلاقاً من الكويت في 20 من آذار مارس، نشر مقاتلو التنظيم قواعد لهم على طول الحدود مع إيران، كما يؤكد مصدر عسكري. وأشار المصدر الى ان نحو خمسة آلاف متمرد تجمعوا في آذار الماضي في قاعدتين قرب جلولاء على بعد 30 كلم غرب الحدود الايرانية، وهذا ما اكده أعضاء من الحزب الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني أحد أبرز الأحزاب السياسية في المنطقة. وحالياً تبدو القاعدتان خاليتين من المتمردين واحتلهما لصوص بعد ان نقل المجاهدون قاعدتهم الى "معسكر أشرف". ويقول عبدالكريم محمود، أحد مسؤولي الحزب "الوطني الكردستاني" في مدينة السعدية المجاورة، إن القوات الاميركية بدأت قصف قواعد "مجاهدين خلق" فيما كانت تطيح صدام حسين في 9 نيسان ابريل. ويضيف: "لكن هدف القصف كان اشاعة الخوف في صفوف المجاهدين وليس قتلهم. ثم بدأت مفاوضات طويلة بين الطرفين". وقال المصدر نفسه انه تم التوصل الى "اتفاق وقبل معظم المقاتلين الانتقال الى معسكر أشرف، لكن اكثر من ألف عنصر رفضوا الانتقال واحتفظوا بأسلحتهم ولجأوا الى الجبال". وأضاف: "الآن هم يحاربون الأميركيين والأكراد والإيرانيين"، مشيراً إلى أن "الحزب الوطني الكردستاني كان ضد صدام فيما كان المجاهدون الى جانبه وقاتلوا ضد الاكراد في انتفاضة عام 1991. رفضوا السلام معنا وهم الان يقاتلون ضد الاميركيين والحزب الوطني الكردستاني". ونفت منظمة المجاهدين هذه المعلومات، مشيرة إلى ان مصدرها "وزارة استخبارات نظام الملالي" في ايران.