بدأت الخلافات بين الأكراد وحكومة ابراهيم الجعفري بشأن البرنامج السياسي للحكومة تطفو على السطح، فيما لم تستبعد مصادر كردية"انسحاب الأكراد من حكومة الجعفري في حال إصرار الأخير على تجاهل شركائه وتفرده بالقرارات والتشريعات". في غضون ذلك، أكد الناطق باسم الحكومة العراقية ليث كبة ان بعض الجماعات المسلحة أجرى اتصالات مع الحكومة العراقية سعياً للتفاوض على شروط لاحلال السلام، في حين افرج الخاطفون امس عن الصحافية الفرنسية فلورانس اوبينا ومساعدها العراقي حسين حنون بعد احتجاز استمر خمسة اشهر. راجع ص 6 و 7 وقتل امس اربعة جنود اميركيين في انفجار عبوتين ناسفتين زرععتا على جانب الطريق في مناطق قريبة من الفلوجة. وانتقدت مصادر كردية"صمت"الجعفري ازاء مطالب الأكراد بتعديل البرنامج الحكومي"البعيد من روح قانون إدارة الدولة الموقت". وتوقع النائب في الجمعية الوطنية فريد راوندوزي الاتحاد الوطني الكردستاني ان يصطدم"الاصرار على عدم ادخال تعديلات على البرنامج الحكومي بما ينسجم وروح قانون إدارة الدولة الموقت والاتفاق الموقع بين"الائتلاف العراقي الموحد" الشيعي و"التحالف الكردستاني"برفض نواب التحالف البرنامج"، ودعا الجعفري الى"إعادة النظر في توجهاته الخاطئة". وأشار عضو الجمعية الوطنية علي الدباغ الائتلاف الى انه"يمكن مناقشة برنامج حكومة الجعفري بصورة ديموقراطية داخل الجمعية"مشدداً على ان الحكومة"ملتزمة"بالتوافق المبرم بين"التحالف"و"الائتلاف". على صعيد آخر، أعلن كبة في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس ان"بعض الجماعات المسلحة حاول فتح قنوات اتصال مع الحكومة في الاسابيع الاخيرة"، وأوضح ان"بعضهم كان يتصل مباشرة قائلاً انه لم يقتل اي عراقي وانما حمل السلاح لمقاومة الاحتلال ويريد الآن المشاركة في العملية السياسية، فيما فضل البعض الآخر توسيط أطراف سياسية لدى الحكومة لابلاغها بوقف نشاطه واعلان التوبة والانخراط في العملية السياسية". وتابع أن"الباب مفتوح أمام الذين لم يرتكبوا عمليات قتل بحق العراقيين او قاموا بتفجيرات ويرغبون في التخلي عن العنف"مشيراً الى ان بعض الجماعات المسلحة بدأ يشعر بالحاجة الى المشاركة في الحياة السياسية، ولم يعد بحاجة الى"المقاومة"خصوصاً بعد الانتخابات العامة في كانون الثاني يناير الماضي، حيث"أصبح الوقت مناسباً حالياً لأي جماعة كي تلقي السلاح وتشارك في العملية السياسية". واستدرك كبة قائلاً"ان الجماعات التي ارتكبت عمليات قتل عشوائي وتفجيرات لن يسمح لها بالمشاركة في المفاوضات مع الحكومة العراقية"ووصف هؤلاء بأنهم"مجرمون وقتلة لا يستطيعون وقف جرائمهم". من جهة أخرى اعتبر كبة"محاولة بعض القوى احياء حزب البعث في العراق"بأنه"انتحار سياسي"مؤكداً ان"البعث يتحمل مسؤولية كبيرة عما جرى في العراق، وان الحكومة العراقية لن تعيد النظر في قرار حله"، كما انها"لا تستطيع الغاء اجتثاث البعث تحت أي ظرف كان". واعتبر كبة ان"الاحزاب السياسية السنية تمثل الحلقة الضعيفة في العملية الدستورية كونها تفتقر الى الخبرة في التفاوض السياسي ما نتج عنه محاولاتها الدائمة لفرض وجهة نظرها وتهديدها بالمقاطعة". وشدد على ان"تهميش أي جماعة سيعوق عملية كتابة اول دستور في مرحلة ما بعد حكم صدام حسين". ولفت إلى ان"تلويح السنة باستخدام الفيتو لنقض الدستور لن يخدم العملية السياسية في البلاد". وأقر كبة بالحاجة الى رفع نسبة تمثيل السنة في لجنة كتابة الدستور، لكنه لفت الى انه ليس مهماً رفع عددهم الى 14 أو 27"فالأمر المهم زيادة تمثيل كل العراقيين ومشاركتهم بفاعلية اكبر". في هذا الوقت، افرج الخاطفون عن الصحافية الفرنسية فلورانس أوبينا التي احتُجزت ومرافقها العراقي حسين حنون رهينة لخمسة أشهر، وعادت امس الى باريس حيث استقبلها الرئيس الفرنسي جاك شيراك، فيما قرر حنون البقاء مع عائلته في بغداد. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي السابق ميشال بارنييه أن أوبينا وحنون أُطلقا ظهر أول من أمس من دون فدية. وعلى الصعيد الأمني، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن قوات الأمن اعتقلت في اطار عملية"البرق"التي تشنها في بغداد منذ أسابيع 63 مشبوهاً بينهم أجنبيان، وصادرت مليوني دينار عراقي ومواد تستخدم لصنع المتفجرات خلال سلسلة عمليات دهم في الثامن والتاسع من الشهر الجاري. وجاء ذلك في حين عثرت الشرطة على 28 جثة متحللة بدت عليها آثار تعذيب في منطقة النهروان جنوب شرقي بغداد ومناطق اخرى من العاصمة، فيما أعلن تنظيم الاسلامي الأردني أبو مصعب الزرقاوي أنه"أشرف"على عمليتين انتحاريتين استهدفتا مقر قوات"لواء الذئب"الخاصة والسفارة السلوفاكية في بغداد أول من أمس.