رفض العرب السنة في العراق المساومة على مطالبتهم بتوسيع لجنة صوغ الدستور، والتنازل عن أي من المقاعد ال25 التي يتمسكون بها للمشاركة في العملية السياسية، بعدما اتضح ان تأييد الرئيس جلال طالباني ضم 25 شخصية سنية الى عضوية اللجنة لا يحظى برضا الشيعة. وسعى الناطق باسم طالباني أمس الى احتواء ما بدا خلافاً بين الرئيس ورئيس الحكومة ابراهيم الجعفري، مشيراً الى ان الأول لا يحض على منح السنة 25 مقعداً، لكنه لا يعارض هذا الحل. راجع ص4 في غضون ذلك، كشف نائب شيعي في البرلمان العراقي، عن تحرك نيابي لترحيل جميع العرب من العراق لأن"بعضهم يتستر على الارهاب أو يشارك فيه"، في حين عثر على 17 جثة قرب القائم المتاخمة للمناطق الحدودية مع سورية، اثنتان منها بلا رأس، وكثيرون من الضحايا أعدموا بالرصاص وهم معصوبو العيون وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، جاء ذلك بعد اعلان جماعة أبي مصعب الزرقاوي قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين انها خطفت 36 من عناصر الحرس الوطني العراقي في الغرب، وحددت أولاً مهلة 24 ساعة للحكومة كي تطلق جميع السجينات، ثم مددتها الى 72 ساعة. واستبعد قائد شرطة محافظة الأنبار ان تكون الجثث التي عثر عليها في القائم لجنود عراقيين، كانت الشرطة أكدت خطف 22 منهم، فيما نفت وزارة الدفاع النبأ. ونقلت وكالة"رويترز"عن مسؤولين في منطقة الرمادي ان الجنود الرهائن هم من الشيعة، في حين شدد البيان الذي نشرته جماعة الزرقاوي على الانترنت، على استجواب عناصر الحرس الوطني في شأن"جرائمهم بحق السنة". وافادت وكالة"اسوشييتد برس"ان 11 جثة اكتشفت على بعد ثلاثين كيلومتراً من مدينة القائم التي شهدت منطقتها أخيراً مواجهات بين قوات أميركية ومسلحين، بينهم أنصار للزرقاوي. وعلى رغم تأكيد مسؤول اميركي رفيع المستوى في بغداد امس تراجع العمليات المسلحة والتفجيرات، منذ بدء تطبيق عملية"البرق"الامنية حذر من ان الجماعات لمسلحة"محبطة، تبحث عن فرص لشن هجمات اكثر دموية". واشار الى ان القوات العراقية"ستكون في غضون سنة مسؤولة عن الامن في معظم مناطق"العراق، وتكتفي القوات الاميركية بمساندتها. واعلن الجيش الاميركي مقتل خمسة من جنود"المارينز"بانفجار عبوة في غرب العراق. في واشنطن، أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد رداً على سؤال عن عدد السعوديين الذين يقاتلون في العراق أن"المملكة تختلف عن غيرها من الدول المصدرة للمسلحين، لأنها تحارب تنظيم القاعدة على أراضيها. وكان السيناتور الديموقراطي جوزف بيدن قال إن مزيداً من المقاتلين الأجانب يعبرون حدود العراق، مضيفاً أن السعوديين يشكلون عدداً متزايداً منهم. وتابع أن ضباطاً أميركيين وعراقيين تحدث اليهم في بغداد"أعربوا عن اعتقادهم بأن عدداً متزايداً من الجهاديين يعبر الحدود"، مشيراً الى أنهم"تلقوا تدريباً أكثر تطوراً، فيما قدرتهم على الحاق الأذى والدمار أكبر مما كانت عليه قبل شهر". الى ذلك شدد خطباء المساجد السنية في بغداد امس، على ضرورة ان تكون الشريعة المصدر الاساس للدستور. وفي خطبة صلاة الجمعة في جامع"براثا"في العاصمة اكد الشيخ محمد تقي المولى، النائب في البرلمان عن لائحة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية ان"عملية البرق نجحت في تضييق الخناق على الارهابيين في بغداد وجعلهم يهربون الى خارجها او ربما خارج العراق وكثيرون منهم سلموا انفسهم الى الاجهزة الامنية". ولفت الى"مساع حثيثة لاعضاء البرلمان"تبررها"حاجة شعبية ملحة"لترحيل العرب من العراق موقتاً،"لأن بعضهم يتستر على الارهاب او يشترك فيه، وخروجهم يمكن ان يساهم في ضبط الوضع". وزاد ان نظام صدام منح الجنسية العراقية الى المقيمين العرب، مصريين وسوريين وفلسطينيين، في صورة غير مشروعة لأنهم كانوا جزءاً من نظامه، وبعضهم متورط بسفك الدم العراقي، فيما حجبها عن عراقيين بحجة التبعية لدولة اخرى ايران". وتحدث عن"امتلاك العرب في العراق العقارات والاراضي التي منحت لهم مجاناً، بينما يعاني العراقيون ازمة سكن". وختم بأن"جماعات سنية متواطئة مع الارهاب، تستهدف الشيعة في المدن ذات الغالبية السنية، في اللطيفية وسامراء والموصل وتلعفر، في وقت يدعو كبار الشيعة وأولهم المرجع الاعلى علي السيستاني، أبناء الشيعة الى التهدئة، والامتناع عن الثأر".