شن الإعلامي عماد الدين أديب هجوماً شديداً على أداء الإعلام المصري في العشرين عاماً الماضية، وقال:"إننا الآن ندفع فاتورة السياسة الإعلامية الخاطئة نتيجة السيطرة على العقل من دون شفافية، مما أدى إلى عدم قدرة الإعلام المصري على الاحتفاظ بالمشاهد، فذهب أكثر من 50 في المئة من المشاهدين إلى قنوات غير مصرية وهذا ما تؤكده الدراسات والابحاث". وقال اديب، الذي كان يتحدث ليلة الاربعاء الماضي في الصالون الثقافي في دار الاوبرا عن مستقبل الإعلام في ظل مناخ الإصلاح:"إذا اردنا ان نقدم إعلاماً في عصر فيه إصلاح فيجب أن تكون له صدقية وشفافية، ويجب ان تكون نشرة الاخبار قوية ويكون ترتيب الاخبار بحسب أهميتها وليس حسب المناصب". ورداً على سؤال عن مدى إصراره على الحصول على موافقة اطلاق قناة اخبارية خاصة قال:"آن الأوان كي يرى المشاهد إعلاماً ليس موجهاً من الدولة، واذا سعيت أنا أو آخرون لقناة قطاع خاص فهذا ليس منة من الدولة بل هو حق، لأنني أرى أن القناة الخاصة مثل الصحيفة المستقلة، وأملي أن أرى خصخصة للإعلام بحيث يستطيع ابناء الوطن، بكل القوى السياسية، أن تكون لهم وسائل إعلامهم التي تعبر عنهم لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي توفر حق الاختيار". وعن رأيه في الريادة الإعلامية المصرية قال:"ان الريادة التي كانوا يتحدثون عنها"أكذوبة"، لأن الريادة تقاس بنسبة المشاهدة والارقام تقول إن نسبة مشاهدة التلفزيون المصري، اضافة الى حجم مبيعات الصحف في ال25 عاماً الماضية انخفضت في شكل كبير جداً، أما نشرة الأخبار فأترك لكم تقييمها"، الأمر الذي اغرق الحاضرين في الضحك. وقال إن"الفضائية المصرية تحتل الترتيب ال16 أما القنوات المتخصصة "المنوعات"و"الدراما"و"الاسرة" فإن نسبة مشاهدتها لها لا تتجاوز واحداً في المئة طبعاً حاجة تكسف اين الريادة اذن؟"لكن أديب أشاد بقناة النيل للأخبار قائلاً إنها"مخزن لمواهب بشرية كبيرة". وكشف أديب عن شيء أقل ما يوصف به أنه كارثة في حق الاجيال والشعوب، وقال:"هل تعلمون ان التلفزيون المصري لم يكن يملك 30 ثانية عن دور الرئيس مبارك الكبير في حرب اكتوبر، فهل هذه هي الريادة؟". ورداً على سؤال عما اذا كانت القناة الإخبارية التي يحلم بإطلاقها ستكون مثل"الجزيرة"، قال:"أتمنى أن تكون مثل قناة"العربية"لأن قناة"الجزيرة"لها أهدافها الخاصة بها". وعن شروط عودته لتقديم برنامج قال:"ليس لدي مانع شرط أن اقدم برنامجاً على الهواء مباشرة ومن دون تدخل أحد". وكان لقاء أديب تطرق الى حوارات"كلمة للتاريخ"التي اجراها مع الرئيس حسني مبارك بحيث أشاد كثيرون بهذا الانجاز الاعلامي الذي أبرز دور الرئيس حسني مبارك العسكري والسياسي في السنوات الماضية.