أعلن تقرير ل"ميريل لينش"و"كابجميني"ان ثروات العالم"نمت بقوة في2004 ، اذ زادت بمعدّل 8.2 في المئة لتبلغ 30.8 تريليون دولار". وتوقع ان"يشهد النمو في العام الجاري فتوراً، بعدما سجل العام الماضي أقوى نمو اقتصادي في العالم على مدى 20 عاماً". وعزا ذلك الى عوامل عدة منها"التضخّم المتصاعد ومعدلات الفائدة المتجهة الى الارتفاع"، متوقعاً ان"تبطئ النمو العالمي وتؤثر في قيمة الأصول المالية". ورجح ان ينجم عن ذلك"نمو الثروات العالمية بمعدل سنوي مركّب يبلغ 6.5 في المئة في السنوات الخمس المقبلة لتصل الى 42.2 تريليون دولار". وكشف التقرير الذي اعلنته"ميريل لينش"في لقاء صحافي امس في فندق فينيسيا انتركونتيننتال في بيروت، ان"عدد الأثرياء الأفراد الذين يملكون مليون دولار على الأقل من دون احتساب مساكنهم، ازدادوا بمعدل 7.3 في المئة الى 8.3 مليون اي بارتفاع صافي بلغ 600 ألف ثري في العالم بأسره". ولفت الى ان"اميركا الشمالية احتلت الطليعة، مسجلة نمواً نسبته 10 في المئة، ليصل أصحاب الثروات فيها الى 2.7 مليون متجاوزة أوروبا التي وصل عدد أثريائها الى 2.6 مليون". واشار الى ان"معدل النمو في آسيا ? المحيط الهادئ تجاوز الثمانية في المئة، ليبلغ عدد الأثرياء 2.3 مليون اي بمعدل نمو يساوي ضعف النمو في أوروبا". وعزا المدير التنفيذي في مجموعة الزبون الخاص في"ميريل لينش"مؤنس بزّي هذه الزيادة في الثروات الشخصية الى"النمو الاقتصادي والارتفاع في أسعار الأصول". ولاحظ ان سنغافورة وهونغ كونغ واوستراليا والهند"شهدت زيادة أقوى في عدد الأثرياء، في حين استفاد الأثرياء في أفريقيا الجنوبية والشرق الأوسط لزيادة ثرواتهم من ارتفاع السلع والنفط". ورأى ان"اوروبا تخلّفت في نمو ثرواتها باستثناء بريطانيا واسبانيا، اذ واكب النمو فيهما المعدل العالمي". ولفت الى ان"الأثرياء الذين يملكون بين 5 و30 مليون دولار يواجهون تحديات من نوع خاص في إدارة ثرواتهم المتزايدة". توقعات 2005 وعدد التقرير العوامل والدوافع المؤثرة في نمو الثروات في مناطق العالم، فأشار الى انها"تتمثل في الفوائد المخفوضة والاصلاح الضريبي المنشط للنمو في اميركا الشمالية، اما آسيا - المحيط الهادىء فهي تتجه كما تتجه الصين التي تنمو بمعدل 9.5 في المئة". فيما عزا ازدياد عدد الاثرياء في اوروبا بمعدل ادنى الى"البطء في نمو اجمالي الناتج القومي في اكبر اقتصاداتها التي تنتشر فيها البطالة والاعباء الضريبية، باستثناء بريطانيا واسبانيا بحيث نما عددهم 8.9 في المئة و8.7 في المئة". اما في اميركا اللاتينية، فارتفع عدد الاثرياء فيها 6.3 في المئة، ورأى التقرير ان"البرازيل شكلت ثلث اجمالي الناتج واستمرت مسيطرة على المشهد الاقتصادي". وفي الشرق الاوسط وافريقيا، ارتفع عدد الاثرياء 9.5 في المئة و13.7 في المئة، بحسب التقرير، معتبراً ان"النفط والسلع ادت الى ارتفاعات في اسعار الاسهم في الامارات وجوهانسبورغ". تنويع الثروات وأشار التقرير الى ان"الأثرياء المستثمرين حافظوا على التنويع في حقائبهم في 2004 ، واتخذوا"موقف المترقب"معتمدين نوعاً ما مقاربة أكثر حذراً حيال استثماراتهم على مدى عام، شاهدوا فيها معدلات الفائدة ترتفع وعائدات الأسهم تبدو أكثر اعتدالاً من العام الذي سبق". وأظهر التقرير عن الثروات العالمية للعام الجاري، ان"الأسهم شكلت أكبر نسبة مئوية في أصول حقائب الأثرياء، لكنها انخفضت الى 34 في المئة العام الماضي من 35 في المئة في 2003". واشار الى ان الاثرياء هم"الأفراد الذين يملكون اصولاً مالية تبلغ مليون دولار حداً ادنى". ولاحظت نائبة الرئيس في شعبة ادارة الثروات العالمية في"كابجميني"بترينا دولبي"استمرار الأغنياء في أميركا الشمالية في تفضيل الأسهم، في حين يملك أثرياء أميركا اللاتينية أقلّ نسبة مئوية من الأسهم في حقائبهم، فيما يبقى الاستثمار في العقارات في آسيا - المحيط الهادئ وأوروبا أعلى في المتوسط. اما المستثمرون على مستوى العالم فخففوا تعرّضهم للدولار الأميركي". وأظهر تقرير"ميريل لينش"ان كثيرين من المستشارين الماليين أعلنوا ان عملاءهم"خفضوا نسبة استثماراتهم في صناديق التحوط بين 2003 - 2004 انسجاماً مع تراجع معدل العائد في هذا الصنف من الأصول في تلك الفترة، اذ ينظرون الى صناديق التحوّط مصدراً لتنويع الحقائب أكثر منها مصدراً لايرادات غير اعتيادية". وتوقع التقرير ان"تزداد العملات الأجنبية شعبية، اذ باتت نقطة تركيز المستثمرين المؤسساتيين، لتصبح وسيلة لزيادة ايرادات الأثرياء والتحوّط ضد الأخطار". واعتبر ان اسواق العملات الاجنبية"لا تزال في اول عهدها كما يراها الاثرياء، على رغم بلوغ التداولات اليومية تريليوني دولار".