أعلن مصدر رسمي أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أشرف، مساء الاثنين، على تنصيب الوزير المنتدب للدفاع الوطني الجنرال المتقاعد عبدالمالك قنايزية بحضور قادة الهياكل الأساسية للجيش الجزائري. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن بيان لرئاسة الجمهورية أن الرئيس بوتفليقة انتقل إلى مكتبه في وزارة الدفاع وتولى، بصفته رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنصيب قنايزية في منصب وزير منتدب للدفاع. وحضر عملية التنصيب كل من قائد أركان الجيش اللواء قايد صالح والأمين العام لإدارة وزارة الدفاع اللواء أحمد صنهاجي الملحق العسكري السابق في باريس، وهما من أبرز قادة الهياكل المركزية في المؤسسة العسكرية. وهي المرة الأولى التي توضح فيها رئاسة الجمهورية أن الرئيس بوتفليقة لا يزال يحتفظ بمنصبه وزيراً للدفاع بعدما كان سقط هذا المنصب في بيان إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة التي أُعلنت الأحد. واعتبر محللون أن انتقال بوتفليقة إلى مكتبه في مبنى وزارة الدفاع يتضمن"رسائل"أبرزها تمسكه بمنصبه حتى بعد قراره تعيين عسكري متقاعد لإدارة شؤون الوزارة. ويعني هذا أيضاً أنه يحتفظ لنفسه بسلطة رسم سياسات الدفاع والحسم في القرارات الضرورية التي تخص شؤون المؤسسة العسكرية والتي كانت حكراً على القادة العسكريين. ورأى قائد عسكري متقاعد ان تعيين الجنرال قنايزية، وهو أحد العسكريين الذين شاركوا في لقاء عين النعجة الذي تقرر فيه إبعاد الرئيس الشاذلي بن جديد في كانون الثاني يناير 1992، يؤشر على بداية رسم ملامح مرحلة"تطبيع العلاقات"داخل الحكم الجزائري بعد فترات شهدت بعض التوتر بسبب موقف بعض العسكريين من سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية. وكانت التنحيات الجماعية والإحالات على التقاعد لما يزيد على 800 مسؤول في الجيش مطلع الصيف الماضي، مباشرة بعد الإعلان رسمياً عن استقالة القائد السابق لأركان الجيش الفريق محمد العماري، أثارت مخاوف في أوساط سياسية من أن يتسبب ذلك في حصول اضطراب داخل المؤسسة العسكرية، خصوصاً بعد قرار أهم مساعدي العماري تقديم استقالتهم من مناصبهم. وشهدت علاقة الرئيس الجزائري بقادة المؤسسة العسكرية مراحل متقلبة كان أسوأها في تموز يوليو 2002 عندما نُسب الى ضابط كبير قوله أن قيادة الجيش قررت دعم المرشح عبدالعزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية عام 1999"لأنه كان أقل المرشحين سوءاً". وقال مصدر مطلع إن تعيين قنايزية الذي تربطه علاقات وثيقة مع أبرز الجنرالات الذين يتولون إدارة شؤون الجيش، يهدف أيضاً إلى تنسيق المواقف إزاء عدد من القضايا التي لا تزال محل بحث، ومنها إعادة النظر في مسار احترافية الجيش وإستراتيجية إقتناء الأسلحة خصوصاً بعد قرار الرئيس بوتفليقة وقف عملية إقتناء عدد من الطائرات الحربية مع جمهورية بيلاروسيا، وهو ما دفع قائد القوات الجوية اللواء بن سليماني إلى تقديم استقالته. ويعتبر قنايزية شخصية"ديبلوماسية عسكرية"، وهو كان تولى منصب سفير الجزائر في سويسرا منتصف التسعينات.