أعلنت الرئاسة الجزائرية، أمس، أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة استقبل رئيس هيئة أركان الجيش الفريق محمد العماري ووافق على طلبه الاستقالة "لأسباب صحية"، وعين اللواء صالح أحمد قايد قايد صالح، قائد القوات البرية، رئيساً جديداً لأركان الجيش. ولم يشر بيان رئاسة الجمهورية الذي وزعته "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية، إلى التاريخ الذي استقبل فيه بوتفليقة، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع، رئيس الأركان المستقيل. وكانت "الحياة" ذكرت، قبل أسبوعين، أن بوتفليقة استقبل العماري في 25 تموز يوليو الماضي ووافق على طلبه الاستقالة بعدما فشلت مساعي اقناعه بالتخلي عن قراره. ويعتبر اللواء قايد صالح 72 عاماً بين قيادات المؤسسة العسكرية الذين ساهموا في دفع الرئيس السابق الشاذلي بن جديد إلى الاستقالة بعد فوز "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" في الاستحقاقات البرلمانية التي جرت في كانون الأول ديسمبر 1991. ولم يخف اللواء صالح دعمه الصريح لإعادة تزكية الرئيس الجزائري لولاية رئاسية ثانية في الاستحقاقات الرئاسية التي جرت في الثامن من نيسان أبريل الماضي، وهو أمر لم يحبّذه العماري على ما يبدو. وقالت مصادر جزائرية مطلعة ل"الحياة" في لندن ان قايد صالح من ضباط المؤسسة العسكرية الذين تلقوا تدريبهم في المشرق العربي مع الجنرال اليمين زروال، رئيس الجمهورية السابق. ويقول محللون ان تعيين قايد صالح، وهو من مواليد مدينة القالة في أقصى شرق الجزائر، يكرس هيمنة الرئيس بوتفليقة على دوائر القرار في المؤسسة العسكرية ويضع بين يديه معظم السلطات التي راهن عليها منذ توليه الحكم للمرة الأولى في نيسان أبريل 1999 عندما قال انه لا يرضى أن يكون "ثلاثة أرباع رئيس الجمهورية". وسجّل مراقبون أن تعيين اللواء صالح في منصبه الجديد لم يشذ عن القاعدة التي جرى العمل بها في هرم المؤسسة العسكرية، وهي تعيين قائد القوات البرية دائماً في مناصب مهمة في الجيش مثل رئاسة هيئة الأركان أو وزارة الدفاع. إلى ذلك، توقع مصدر مطلع أن يعلن بوتفليقة قبل نهاية السنة سلسلة مناقلات ضمن هرم الجيش ستكون الثانية له منذ 1999 ويُحال فيها على التقاعد عدد من قدامى الضباط. ويفتح اعلان استقالة العماري المجال أمام تنحي عدد آخر من الضباط الذين لم يترددوا في كشف رغبتهم في ترك مناصبهم بعد استعادة الجزائر الاستقرار والأمن. والعماري، وهو من مواليد حي القصبة العتيقة في وسط العاصمة ويتحدر أصلا من ولاية بسكرة 500 كلم جنوب، أحد أبرز وجوه المؤسسة العسكرية التي تولت إدارة الصراع ضد الجماعات المسلحة في التسعينات.